
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
كَــذا كــل يَـوم فـي هَنـاء مجـدد
وَضـعف سـرور اليَـوم يَـزداد في غَد
وَمـا خصـك المقـدار يَومـاً بغايـة
مــن المَجـد إِلّا جـاد بعـد بأبعـد
هَنيئاً لِهَـذا المَلـك قَـد شـَدَّ ازره
وَثقــف حَتّــى مــا بـه مـن تـأوّد
بيـوم قضـت فيـك المَكـارِم دينهـا
وَأَنجضــزَت العَليــاء أَكـرم موعـد
تَجلـى عَلـى الـدنيا بـأيمن طـائِر
وَفــي طـالع منـه السـعود بمرصـد
ليفخــر بـه آل الحسـين وان تكـن
مفــاخرهم طـول المَـدى فـي تجـدد
وَيَبتَهِــج الباشـا الهمـام بشـبله
غَــدا تَلـوه فـي كـل مجـد وَسـؤدد
فَلِلَّــه يَــوم قــد تبلــج صــبحه
بِمَحمــودة البــاش بملــك مجــدد
أَتـى بـالَّتي تندق من دونها القَنا
وَيرجــع عنهــا حــدّ كــل مهنــد
بِلا ســــَبَب إِلّا ترشــــحه لهــــا
أَلا هَكَــذا فَليَرتــد المجـد مرتـد
ولايــة عهــد احكـم اللَـه عقـدها
وَشــاد بهــا بنيــان عــز مؤبّـد
فَمـاذا أَتـاح اللَـه للملـك بعدها
لعمــر ابيــك مــن فخــار مشـيد
فَلِلّــه عينـا مـن رآه قَـد اِسـتَوى
عَلـى الدسـت يعلـو منه أَشرف مقعد
وَقَــد صــفت الأَجنـاد صـفّين حـوله
عَلـى رتبـة مـن كـل شـيحان أصـيد
وَقَــد خشــعوا مـن هيبـة فَـتراهم
وان لَــم يَكونــوا سـاجِدين كسـجد
وَقَـــد نشـــرت أَعلامــه كَســحائب
مـن النصـر لكـن برقهـا ذوب عسجد
وَجــاءَ رَسـول الملـك يرجـف قلبـه
وَقَــد شـاهدت عَينـاه أَعظـم مشـهد
يَقــوم لِتَقــويم الصـفوف وَينحَنـي
لهيبتـــه كـــالراكِع المُتَهَجِـــد
وكبّــر لمــا أَن رأى نــور وجهـه
بِنَفسـي وَأَهلـي ذلـك الـوَجه افتَدي
لَـك اللَـه مِـن ذي حوطـة شـد أَزره
بِـذي حوطـة مثـل الجسـام المجـرد
وَأَروع رحــب الصــد عــزز ملكــه
بـأروع رحـب الصـدر رحـب المقلـد
كبدر الدجى كالصبح كالشمس كالهُدى
كَنَيــل الأَمـاني كاعتقـاد الموحـد
وَكــالغَيث يَهمــي بالحيـا متهللا
وَكـالبحر يَرمـي الـدر لَيـسَ بمزبد
جَناحــك إِن تنهـض يَمينـك إِن تصـل
وَظلــك أَي الطــرق يممــت يقتَـدي
هُـوَ السـَيف فاِضـرب مـن تَشاء بحده
هُـوَ الرمـح فـاطعن كَيـفَ شئت وَسدد
فَمـا بَينَ ان يَبدو وان تخضع العدا
لصــــولته إِلّا كســــجدة هدهـــد
وَمـن حجـرك اِقتاد الجنود وَلَم يَكن
يُفـــارقه إِلّا الــى ظهــر أَجــرد
فَلا زال منصــور اللــواء مؤيــداً
وَأَنــتَ لــه أَقــوى عمـاد وَمسـند
وَدامَـت لـه فـي ظـل دولتـك العلى
وَخلــدتها تَخليــد بــدر وَفرقــد
حمودة بن محمد بن عبد العزيز، أبو محمد الباشي الوزير الكتاب.مؤرخ أديب تونسي له شعر قرأ في الزيتونة وولي التدريس بجامعها.دفعه عسر الحال إلى الوفود على المغرب الأقصى وغربة وطنه واستفتحها بقصيدة مدح فيها السلطان المولى محمد بن عبد الله ملك المغرب والتقى بخاتمة فقهاء المالكية الشيخ محمد الناودي، تولى الكتابة في دولة المولى علي باي وقام بمهمة القسطينة والجزائر في عهده ووصفه صاحب الجواهر السنية بقوله: (سوار معصم الدهر، وغرة جبين النظم والنثر ودوحة الأدب الوريف وظلالها وعين البلاغة الجاري وسحر البيان وسلسالها...)وقد وافته المنية في أيام دولة المولى حمودة باشا المتوفى سنة 1229ه، 1814مله: التاريخ الباشي، رسالة في بعض المشايخ،شرح شعر ابن سهل، وديوان شعر.