
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أختامهـــا مســك يُفــكّ فتبســم
أم طيــب رياهــا الَّــذي يتنسـم
يَسـعى بهـا حلـو اللمى فتبين عَن
نحــو المـبرد مـن لمـاه فـألثم
نكتالهــا ذهبـاً بأقـداح الهنـا
فَنَنـال مـن فـرط السـرور وَنغنـم
فـي روضـة وَشـت مطارفهـا يد الاز
واء فهـــي بـــه طــراز معلــم
ضــحكت ثغــور أقاحهـا لقـدومنا
وَالــورق فــي أَرواقهــا تـترنم
وَالغيـم فيهـا غيـم جهـم وَالحَيا
متهلـــل وَالــبرق ثغــر يبســم
وَكــأَنَّه صــهباء يســكبها عَلــى
جنبــاته كــأس الغمـام المفعـم
يَبكـي بهـا الوسـميّ ملـء عيـونه
وَالزهــر فــي اكمــامه يتبســم
وَغَــداً يــدب بخــد كــل ربـاوة
منهـا عـذار النبـت وَهُـوَ منمنـمُ
وكــانَ جــدولها الــزلال مجــرة
وَكأَنَّمـــا ذاك الحبــاب الأنجــم
وَكــــأَنَّه ســـَيف وَذاك فرنـــده
وكــأن محمــر الشــَقيق بــه دم
وَكــأَنَّه إِذ جعــدته يــد الصـبا
زرد رمتــه مــن الغمامـة أَسـهم
لِلَّـــه أَيـــام مَضـــَت فِفَنــائه
قَلـبي لفرقتهـا الكَئيـب المغـرم
فــي غزلـة زهـر الوجـوه نـواعم
كــم كــل بــدر لاح وَهــو متمـم
تَبــدو فينبلـج الصـباح وَتَختَفـي
فكــأن نــور الصـبح ليـل مظلـم
قَـد كنـت اكـثر مـن حفاظ ذمامهم
فَلَـم اسـتقلوا ظـاعنين واتهمـوا
وافضــت مـاء مـدامعي فـي حبهـم
مـا بـالهم أمـوا القضا وَتيمموا
وأغــنّ معســول الرضــاب مكحــل
بالسـحر يهـدي لـي السقام فأسقم
متنمــر قَــد صــال فينـا صـولة
عــز الغَــزال وَذل ذاك الضــيغم
محمــر وجنتــه يَقــول وَقَـد رأى
كلفــاً بــوجه البـدر إِذ يتوسـم
لا يسـلم الشـرف الرَفيـع من الأَذى
حَتّــى يـراق عَلـى جـوانبه الـدم
وَبخــده النــاري عينـي قَـد رأت
ان المجــوس تصــيب فيمـا تحكـم
نــادمته وَالليــل يرجــف قلبـه
فرقـاً لخيـل الصـبح سـاعة تـدهم
فَسـَقى لَيالينـا القصـار بها حيا
متهلـــل شـــيم هتـــون مثجــم
حَتّــى تظــن بــأن كــل غمامــة
مــن علــم مَولانــا تهـل وَتسـجم
فخـر الأنـام محمـد المهـدي الَّذي
مــن علمــه كــل الـوَرى تتعلـم
الفاضـِل الحبر الهمام المصقع ال
علامـــة الفيــض الأجــل الأكــرم
الثــابِت العزمـات حيـث تزلزلَـت
شــم الربـى وَالخطـب ليـل أَدهَـم
رأى مضــى وَالمشــرفية قَـد نبـت
وَحجــى أَقـام وَمـا أَقـام يلملـم
وَعَــزائم لَــو قصــرت إِذ حلقــت
مـا ضـل عَنهـا النسـر وَهُـوَ يحوم
وَإِذا تكلــم ســل عضــباً مرهفـاً
يعــرى أَديـم الخطـب وَهـو مصـمم
وافــى وروض العلــم صـوح نـوره
فلكـــل صـــادحة عليــه مــأتم
فأعــاده قيــد الجفــون نضـارة
الزهـــر وَهــو مــدنر وَمــدرهم
فكـــر لـــه بالمشــكلات تولــع
وَحجــى بأبكــار العلــوم مـتيم
ذو المحتد السامي الزَكي ومن تطب
منــه الأصــول فَلا محالــة يكـرم
حســب كَمـا اِتضـح الصـباح وَهمـه
عَــن مثلهــا أَم المَعـالي تعقـم
مــن معشــر نهضـوا بكـل فَريضـة
للجمــع منكــب فخرهــا لا يزحـم
قــوم لهــم نهـر المجـرة مـورد
وَبشــطه نصـبوا القبـاب وَخيمـوا
سـوق الفخـار بمجـدهم نفقـت فان
جَلَســوا لعــد مفــاخر فهـم هـم
نــار المهلـب جـذوة مـن نـارهم
وَنـوال كعـب بعـض مـا قـد قسموا
واتيــت بعــدهم الأَخيـر فزدتهـم
شــرفاً عَلــى شـَرَف ومجـدك أَضـحم
وَلَقَــد يَزيـد الأصـل طيبـاً فرعـه
وَيَســـود بالمتـــأخر المتقــدم
وَزهــت بــك الـدنيا فكـل محلـة
منهــا الجنـان وكـل وقـت موسـم
وَملأت أَرجــــاء البلاد مهابــــة
ولأنـت أَكبَـر فـي القلـوب وَأَعظَـم
يـا أَيُّهـا المـولى الَّـذي حسناته
ظهـرت وَنـور الشـمس مـا لا يكتـم
ومــن اِمتَطـى مـن كـل علـم ذروة
مــا نالهــا مــن قبلـه متسـنم
يهنيـك يـا مَـولاي ذا الختم الَّذي
أَضــحى لـه فـوق المَـواكِب منسـم
أَبـــديت فيـــه للجَلال محاســنا
تركــت خصــومك للكَمــال تســلم
وَغـدوت يـا نجـم الهـدى فيـه بآ
يــات الشــهاب لكـل لغـو ترجـم
وَقـذفت يـا بحـر العلـوم جواهراً
أَضــحَت لجمـع التـاج منـك تنظـم
يفــديك كــل قَصــير بـاع يـدعي
لا علـم فـي الـدنيا سوى ما يعلم
خــرس إِذا مــا رام ينهــي حجـة
يعيـــا وَإِن خـــاطبته لا يفهــم
وَإِلَيــكَ لا مبذولــة المَعنـى وَلا
أَلفاظهـــا مــن وحشــة تتفهــم
كلــم هــي السـحر الحَلال وَإِنَّمـا
هــاروت يمليهــا عليهـا فـأنظم
لا زلــت منتصــباً لرفــع مكانـة
فــي خفــض عيـش بالسـَلامة تجـزم
وَالـدهر عبـدك وَاللَيـالي حيثمـا
يممـــت جاريــة بــأمرك تخــدم
وَبقيـت مـا بقـي الزَمـان مقـرراً
للعلــم تبـدأ مـا تَشـاء وتختـم
حمودة بن محمد بن عبد العزيز، أبو محمد الباشي الوزير الكتاب.مؤرخ أديب تونسي له شعر قرأ في الزيتونة وولي التدريس بجامعها.دفعه عسر الحال إلى الوفود على المغرب الأقصى وغربة وطنه واستفتحها بقصيدة مدح فيها السلطان المولى محمد بن عبد الله ملك المغرب والتقى بخاتمة فقهاء المالكية الشيخ محمد الناودي، تولى الكتابة في دولة المولى علي باي وقام بمهمة القسطينة والجزائر في عهده ووصفه صاحب الجواهر السنية بقوله: (سوار معصم الدهر، وغرة جبين النظم والنثر ودوحة الأدب الوريف وظلالها وعين البلاغة الجاري وسحر البيان وسلسالها...)وقد وافته المنية في أيام دولة المولى حمودة باشا المتوفى سنة 1229ه، 1814مله: التاريخ الباشي، رسالة في بعض المشايخ،شرح شعر ابن سهل، وديوان شعر.