
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لَنَـا عَـدَدٌ يُرْبِـي عَلَـى عَدَدِ الْحَصَى
وَيُضــْعِفُ أَضـْعَافاً كَثِيـراً عَـذِيرُها
وَمَـا حُمِّلَـتْ أَضـْغَانُنَا مِـنْ قَبِيلَـةٍ
فَتَحْمِـلَ مَـا يُلْقَـى عَلَيْهـا ظُهُورُها
إِذا مَا الْتَقَى الْأَحْيَاءُ ثُمَّ تَفَاخَرُوا
تَقَاصــَرَ عِنْــدَ الْحَنْظَلِـيِّ فُخُورُهـا
وَإِنْ عُـدَّتِ الْأَحْسـَابُ يَوْمـاً وَجَـدْتَها
يَصــِيرُ إِلَـى حَيَّـيْ تَمِيـمٍ مَصـِيرُها
وَإِنْ نَفَــرَ الْأَحْيَــاءُ يَـوْمَ عَظِيمَـةٍ
تَحَــاقَرَ فـي حَيَّـيْ تَمِيـمٍ نُفُورُهـا
نَمَتْنِـي قُـرُومٌ مِـنْ تَمِيـمٍ وَخِلْتُهـا
إِلَيْهــا تَنَـاهَى مَجْـدُ أُدٍّ وَخِيرُهـا
تَمِيــمٌ هُــمُ قَــوْمِي فَلَا تَعْـدِلَنَّهُمْ
بِحَــيٍّ إِذَا اعْتَـزَّ الْأُمُـورَ كَبِيرُهـا
هُـمُ مَعْقِـلُ الْعِـزِّ الَّـذي يُتَّقَـى بِهِ
ضـِرَاسُ الْعِدَى وَالْحَرْبُ تَغْلِي قُدُورُها
وَلَــوْ ضـَمِنَتْ حَرْبـاً لِخِنْـدِفَ أُسـْرَةٌ
عَبَأْنـا لَهـا مِـنْ خِنْدِفٍ مَنْ يُبِيرُها
فَمَـا تُقْبِـلُ الْأَحْيَـاءُ مِـنْ حُبِّ خِنْدِفٍ
وَلَكِــنَّ أَطْـرَافَ الْعَـوَالِي تَصـُورُها
بِحَقِّــي أُضــِيمُ الْعَـالَمِينَ بِخِنْـدِفٍ
وَقَـدْ قَهَـرَ الْأَحْيَـاءَ مِنَّـا قَهُورُهـا
مُلُــوكٌ تَسـُوسُ الْمُسـْلِمِينَ وَغَيْرَهُـمْ
إِذَا أَنْكَـرَتْ كَـانَتْ شـَدِيداً نَكِيرُها
وَرِثْنَـا كِتَـابَ اللهِ وَالْكَعْبَةَ الَّتِي
بِمَكَّــةَ مَحْجُوبــاً عَلَيْهـا سـُتُورُها
وَأَفْضـَلُ مَـنْ يَمْشـِي عَلَى الْأَرْضِ حَيُّنا
وَمَـا ضـَمِنَتْ فـي الذَّاهِبِينَ قُبُورُها
لَنَـا دٌونَ مَـنْ تَحْـتَ السَّمَاءِ عَلَيْهِمُ
مِـنَ النَّـاسِ طُـرّاً شَمْسـُها وَبُدُورُها
أَخَــذْنا بِآفَــاقِ السـَّمَاءِ عَلَيْهِـمُ
لَنَـا بَرُّهـا مِـنْ دُونِهِـمْ وَبُحُورُهـا
وَلَــوْ أَنَّ أَرْضَ الْمُسـْلِمِينَ يَحُوطُهـا
سـِوَانا مِـنَ الْأَحْيَـاءِ ضَاعَتْ ثُغُورُها
لَنَـا الْجِـنُّ قَـدْ دَانَـتْ وَكُلُّ قَبِيلَةٍ
يَــدِينُ مُصــَلُّوها لَنَــا وَكَفُورُهـا
وَفــي أَســَدٍ عَــادِيُّ عِــزٍّ وَفِيهِـمُ
رَوَافِــدُ مَعْــرُوفٍ غَزِيــرٍ غَزِيرُهـا
هُــمُ عَمَّمُـوا حُجْـراً وَكِنْـدَةَ حَـوْلَهُ
عَمَـائِمَ لَا تَخْفَـى مِـنَ الْمَوْتِ نِيرُها
وَنَحْـنُ ضـَرَبْنَا النَّـاسَ حَتَّـى كَأَنَّهُمْ
خَرَارِيــبُ صـَيْفٍ صَعْصـَعَتْهَا صـُقُورُها
بِمُرْهَفَــةٍ يُـذْرِي السـَّوَاعِدَ وَقْعُهـا
وَيَفْلِــقُ هَـامَ الـدَّارِعِينَ ذُكُورُهـا
وَنَحْـنُ أَزَلْنَـا أَهْـلَ نَجْـرَانَ بَعْدَما
أَدَارَ عَلَــى بَكْـرٍ رَحَانَـا مُـدِيرُها
وَنَحْـنُ رَبِيـعُ النَّـاسِ فـي كُلِّ لَزْبَةٍ
مِـنَ الـدَّهْرِ لَا يَمْشـِي بِمُـخٍّ بَعِيرُها
إِذَا أَضـْحَتِ الْآفَـاقُ مِـنْ كُـلِّ جَـانِبٍ
عَلَيْهـا قَتَـامُ الْمَحْـلِ بَادٍ بُسُورُها
وَشــُبَّ وَقُــودُ الشـَّعْرَيَيْنِ وَحَـارَدَتْ
جِلَادُ لِقَــاحِ الْمُمْحِلِيــنَ وَخُورُهــا
وَرَاحَ قَرِيـعُ الشـَّوْلِ مُحْدَوْدَبَ الْقَرَا
سـَرِيعاً وَرَاحَـتْ وَهْـيَ حُـدْبٌ ظُهُورُها
يُبَادِرُهــا كِــنَّ الْكَنِيـفِ إِمَامُهـا
كَمَـا حَـثَّ رَكْضـاً بِالسَّرَايا مُغِيرُها
هُنَالِـكَ تَقْـرِي الْمُعْتَفِيـنَ قُـدُورُنا
إِذَا الشَّوْلُ أَعْيَا الْحَالِبِينَ دُرُورُها
وَنَعْــرِفُ حَــقَّ الْمَشــْرِفِيَّةِ كُلَّمَــا
أَطَـارَ جُنَـاةَ الْحَـرْبِ يَوْماً مُطِيرُها
الفَرَزْدَقُ هُوَ هَمَّامُ بْنُ غَالِبِ بْنِ صَعْصَعَةَ المُجَاشِعِيُّ التَّمِيمِيُّ، لُقِّبَ بِالفَرَزْدَقِ لِجَهَامَةِ وَجْهِهِ وَغِلَظِهِ، وَهُوَ مِنْ اشْهَرِ الشُّعَرَاءِ الْأُمَوِيِّينَ، وَعَدَّهُ ابْنُ سَلَّامٍ مِنْ شُعَرَاءِ الطَّبَقَةِ الْأُولَى الإِسْلَامِيِّينَ، وَكَانَ الفَرَزْدَقُ مِنْ بَيْتِ شَرَفٍ وَسِيَادَةٍ في قومِهِ فَكَانَ شَدِيد الفَخْرِ بِهُمْ وَكَانَ لِسَانَهُمْ عِنْدَ الْخُلَفَاءِ وَالْوُلَاةِ، وَلَهُ مَعَ جَرِيرٍ وَالاخْطَلِ اهَاجٍ مَشْهُورَةٌ عُرِفَتْ بِالنَّقَائِضِ، وَكَانَ مُتَقَلِّبًا فِي وَلَائِهِ السِّيَاسِيِّ وتَعَرَّضَ لِلسّجْنِ وَالمُلَاحَقَةِ مِنْ قِبَلِ عَدَدٍ مِنْ الوُلَاةِ، وَقَدْ عُمِّرَ حَتَّى خِلَافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَمَاتَ سَنَةَ 110 لِلْهِجْرَةِ.