
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
كَـمْ مِـنْ مُنَـادٍ وَالشـَّرِيفَانِ دُونَـهُ
إِلَـى اللـهِ تُشْكَى وَالْوَلِيدِ مَفَاقِرُهْ
يُنَــادِي أَمِيـرَ الْمُـؤْمِنِينَ وَدُونَـهُ
مَلاً تَتَمَطَّــى بِالْمَهَــارِي ظَهَــائِرُهْ
بَعِيـدُ نِيَـاطِ الْمَاءِ يَسْتَسْلِمُ الْقَطَا
بِـــــهِ وَأَدِلَّاءُ الْفَلَاةِ حَيَــــائِرُهْ
يَبِيـتُ يُرَامِـي الـذِّئْبَ دُونَ عِيَـالِهِ
وَلَوْ مَاتَ لَمْ يَشْبَعْ عَنِ الْعَظْمِ طَائِرُهْ
رَأَوْنِــي فَنَــادَوْنِي أَسـُوقُ مَطِيَّتِـي
بِأَصـــْوَاتِ هُلَّاكٍ ســـِغَابٍ حَــرَائِرُهْ
فَقَـالُوا أَغِثْنَـا إِنْ بَلَغْـتَ بِـدَعْوَةٍ
لَنَـا عِنْـدَ خَيْـرِ النَّاسِ إِنَّكَ زَائِرُهْ
فَقُلْـتُ لَهُـمْ إِنْ يُبْلِـغِ اللهُ نَاقَتِي
وَإِيَّـايَ أُنْبِـي بِالَّـذي أَنًـا خَابِرُهْ
بِحَيْــثُ رَأَيْــتُ الـذِّئْبَ كُـلَّ عَشـِيَّةٍ
يَــرُوحُ عَلَــى مَهْزُولِكُـمْ وَيُبَـاكِرُهْ
لِيَجْتَـرَّ مِنْكُـمْ إِنْ رَأَى بَـارِزاً لَـهُ
مِـنَ الْجِيَـفِ اللَّائِي عَلَيْكُـمْ حَظَائِرُهْ
أَغِــثْ مُضـَراً إِنَّ السـِّنِينَ تَتَـابَعَتْ
عَلَيْهـا بِحَـزٍّ يَكْسـِرُ الْعَظْـمَ جَازِرُهْ
فَكُــلُّ مَعَــدٍّ غَيْرُهُــمْ حَـوْلَ سـَاعِدٍ
مِـنَ الرِّيفِ لَمْ تُحْظَرْ عَلَيْهِمْ قَنَاطِرُهْ
وَهُـمْ حَيْـثُ حَـلَّ الْجُـوعُ بَيْنَ تِهَامَةٍ
وَخَيْبَرَ وَالْوَادِي الَّذي الْجُوعُ حَاضِرُهْ
بِــوَادٍ بِــهِ مَــاءُ الْكُلَابِ وَبَطْنُـهُ
بِهِ الْعَلَمُ الْبَاكِي مِنَ الْجُوعِ سَاجِرُهْ
وَهَمَّــتْ بِتَذْبِيـحِ الْكِلَابِ مِـنَ الَّـذي
بِهَـا أَسـَدٌ إِذْ أَمْسـَكَ الْغَيْثَ مَاطِرُهْ
وَحَلَّــتْ بِــدَهْنَاهَا تَمِيـمٌ وَأَلْجَـأَتْ
إِلَــى رِيـفِ بَرْنِـيٍّ كَثِيـرٍ تَمَـائِرُهْ
كَــأَنَّهُمُ لِلْمُبْتَغِـي الـزَّادِ عِنْـدَهُمْ
بَخَــاتِيُّ جَمَّــالٍ ضــَمُورٍ قَيَاســِرُهْ
وَلَـوْ لَـمْ تَكُـنْ عَبْـسٌ تُقَاتِـلُ مَسَّها
مِــنَ الْجُـوعِ ضـُرٌّ لَا يُغَمِّـضُ سـَاهُرُهْ
وَلَكِنَّهُـــمْ يَســـْتَكْرِهُونَ عَـــدُوَّهُمْ
إِذَا هَـزَّ خِرْصـَانَ الرِّمَـاحِ مَسـَاعِرُهْ
أَلَا كُـلُّ أَمْـرٍ يَـا ابْنَ مَرْوَانَ ضَائِعٌ
إِذَا لَـمْ تَكُـنْ فـي رَاحَتَيْكَ مَرَائِرُهْ
وَكُــلُّ وُجُــوهِ النَّــاسِ إِلَّا إِلَيْكُـمُ
يَتِيــهُ بِضـُلَّالٍ عَـنِ الْقَصـْدِ جَـائِرُهْ
أَغِثْنِـي بِكُنْهِـي فـي نِـزَارٍ وَمُقْبَلِي
فَــإِنِّي كَرِيـمُ الْمَشـْرِقَيْنِ وَشـَاعِرُهْ
وَإِنَّـكَ رَاعِـي اللهِ في الْأَرْضِ تَنْتَهِي
إِلَيْــكَ نَوَاصــِي كُـلِّ أَمْـرٍ وَآخِـرُهْ
وَمَـا زِلْـتُ أَرْجُو آلَ مَرْوَانَ أَنْ أَرَى
لَهُــمْ دَوْلَـةً وَالـدَّهْرُ جَـمٌّ دَوَائِرُهْ
لَـدُنْ قُتِـلَ الْمَظْلُومُ أَنْ يَطْلُبُوا بِهِ
وَمَـوْلَى دَمِ الْمَظْلُـومِ مِنْهُمْ وَثَائِرُهْ
وَمَــا لَهُــمُ لَا يُنْصــَرُونَ وَمِنْهُــمُ
خَلِيـلُ النَّبِـيِّ الْمُصـْطَفَى وَمُهَـاجِرُهْ
مُلُــوكٌ لُهُــمْ مِيـرَاثُ كُـلِّ مَشـُورَةٍ
وَبِـاللَهِ طَـاوِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ وَنَاشِرُهْ
وَكَــائِنْ لَبِسـْنَا مِـنْ رِدَاءِ وَدِيقَـةٍ
إِلَيْــكَ وَمِــنْ لَيْـلٍ تُجِـنُّ حَظَـائِرُهْ
لِنَبْلُـغَ خَيْـرَ النَّـاسِ إِنْ بَلَغَتْ بِنَا
مَرَاســِيلُ خَــرْقٍ لَا تَـزَالُ تُسـَاوِرُهْ
إِذَا اللَّيْـلُ أَغْشـَاها تَكُونُ رِحَالُها
مَنَازِلَنــا حَتَّــى تَصــِيحَ عَصـَافِرُهْ
فَلَــمْ يَبْـقَ إِلَّا مِـنْ ذَوَاتِ قِتَالِهـا
مِـنَ الْمُـخِّ إِلَّا فـي السُّلَامَى مَصَايِرُهْ
إِلَــى مَلِـكٍ مَـا أُمُّـهُ مِـنْ مُحَـارِبٍ
أَبُوهــا وَلَا كَـانَتْ كُلَيْـبٌ تُصـَاهِرُهْ
وَلَكِـنْ أَبُوهـا مِـنْ رَوَاحَـةَ تَرْتَقِـي
بِأَيَّــامِهِ قَيْـسٌ عَلَـى مَـنْ تُفَـاخِرُهْ
زُهَيْــرٌ وَمَــرْوَانُ الْحِجَـازِ كِلَاهُمـا
أَبُوهــا لَهَــا أَيَّــامُهُ وَمَــآثِرُهْ
بِهِـمْ تَخْفِـضُ الْأَذْيَالَ بَعْدَ ارْتِفاعِها
مِـنَ الْفَـزَعِ السَّاعِي نَهَاراً حَرَائِرُهْ
وَقَدْ خُفْتُ حَتَّى لَوْ أَرَى الْمَوْتَ مُقْبِلاً
لِيَأْخُــذَنِي وَالْمَــوْتُ يُكْـرَهُ زَائِرُهْ
لَكَــانَ مِـنَ الْحَجَّـاجِ أَهْـوَنَ رَوْعَـةً
إِذَا هُـوَ أَغْضـَى وَهْـوَ سـَامٍ نَوَاظِرُهْ
أَدِبُّ وَدُونِــي ســَيْرُ شــَهْرٍ كَـأَنَّنِي
أَرَاكَ وَلَيْـــلٌ مُســْتَحِيرٌ عَســَاكِرُهْ
ذَكَـرْتُ الَّـذي بَيْنِـي وَبَيْنَـكَ بَعْدَما
رَمَـى بِـيَ مِـنْ نَجْـدَيْ تِهَامَةَ غَائِرُهْ
فَـأَيْقَنْتُ أَنِّـي إِنْ نَأَيْتُـكَ لَـمْ يَرِدْ
بِـيَ النَّـأْيُ إِلَّا كُـلَّ شـَيْءٍ أُحَـاذِرُهْ
وَأَنْ لَـوْ رَكِبْـتَ الرِّيـحِ ثُمَّ طَلَبْتَنِي
لَكُنْــتُ كَشــَيْءٍ أَدْرَكَتْــهُ مَقَـادِرُهْ
فَلَـمْ أَرَ شـَيْئاً غَيْـرَ إِقْبَالِ نَاقَتِي
إِلَيْـكَ وَأَمْـرِي قَـدْ تَعَيَّـتْ مَصـَادِرُهْ
وَمَـا خَـافَ شـَيْءٌ لَمْ يَمُتْ مِنْ مَخَافَةٍ
كَمَـا قَـدْ أَسـَرَّتْ في فُؤَادِي ضَمَائِرُهْ
أَخَــافُ مِـنَ الْحَجَّـاجِ سـَوْرَةَ مُخْـدِرٍ
ضــَوَارِبَ بِالْأَعْنَــاقِ مِنْـهُ خَـوَادِرُهْ
الفَرَزْدَقُ هُوَ هَمَّامُ بْنُ غَالِبِ بْنِ صَعْصَعَةَ المُجَاشِعِيُّ التَّمِيمِيُّ، لُقِّبَ بِالفَرَزْدَقِ لِجَهَامَةِ وَجْهِهِ وَغِلَظِهِ، وَهُوَ مِنْ اشْهَرِ الشُّعَرَاءِ الْأُمَوِيِّينَ، وَعَدَّهُ ابْنُ سَلَّامٍ مِنْ شُعَرَاءِ الطَّبَقَةِ الْأُولَى الإِسْلَامِيِّينَ، وَكَانَ الفَرَزْدَقُ مِنْ بَيْتِ شَرَفٍ وَسِيَادَةٍ في قومِهِ فَكَانَ شَدِيد الفَخْرِ بِهُمْ وَكَانَ لِسَانَهُمْ عِنْدَ الْخُلَفَاءِ وَالْوُلَاةِ، وَلَهُ مَعَ جَرِيرٍ وَالاخْطَلِ اهَاجٍ مَشْهُورَةٌ عُرِفَتْ بِالنَّقَائِضِ، وَكَانَ مُتَقَلِّبًا فِي وَلَائِهِ السِّيَاسِيِّ وتَعَرَّضَ لِلسّجْنِ وَالمُلَاحَقَةِ مِنْ قِبَلِ عَدَدٍ مِنْ الوُلَاةِ، وَقَدْ عُمِّرَ حَتَّى خِلَافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَمَاتَ سَنَةَ 110 لِلْهِجْرَةِ.