
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وَجَـــدنْا خُزَاعِيّــاً رَســِنَّةَ مَــازِنٍ
وَمِنْهـا إِذَا هَـابَ الكُمَـاةَ جَسـُورُها
عَلَى مَا يَهابُ القَوْمُ مِنْ عَاجِلِ القِرَى
إِذَا احْمَـرَّ مِنْ نَفْحِ الصَّبَا زَمْهَرِيرُها
وَهُـمْ يَـوْمَ وَلَّـى أَسـْلَمٌ ظَهْرَهُ القَنَا
وَفَــرَّ وَشـَرُّ النَّـاسِ بَأْسـاً فَرُورُهـا
وَهُـمْ يَـوْمَ عَبَّـادِ بْـنِ أَخْضَرَ بِالقَنا
وَبِالهِنْــدَوانِيَّاتِ بِيضــاً ذُكُورُهــا
أَبَـوْا أَنْ يَفِـرُّوا يَـوْمَ كُـرَّ عَلَيْهِـمُ
وَلَا يَقْتُـــلُ الأَبْطَــالَ إِلَّا كَرُورُهــا
جَلَـوْا بِـالعَوَالِي وَالسـُّيُوفِ غِشـَاوَةً
يَكَــادُ مِــنَ الإِظْلَامِ يَعْشـَى بَصـِيرُها
وَهُـمْ أَنْزَلُـوا هِنْـداً مَنَازِلَ لَمْ تَكُنْ
لَهُــمْ قَبْلَهــا إِلَّا مَصـِيراً تَصـِيرُها
وَدَارَتْ رَحَـى الأَبْطَالِ في حَوْمَةِ الوَغَى
وَأَظْهَــرَ أَنْيَــابَ الحُـرُوبِ هَرِيرُهـا
وَهُــمْ رَجَعُـوا لِابْـنِ المُعَكْبَـرِ ذَوْدَهُ
وَقَـدْ كَـانَ عَنْهـا قَـدْ تَوَلَّى مُجِيرُها
وَهُـمْ صـَدَّقُوا رُؤْيـا بُرَيْقَـةَ إِذْ رَأَتْ
غَيَابَـــةَ مَــوْتٍ مُســْتَهَلّاً مَطِيرُهــا
فَكَــذَّبَها مِــنْ قَوْمِهــا كُـلُّ خَـائِنٍ
وَقَـدْ جَـاءَهُمْ بِـالحَقِّ عَنْهُـمْ نَذِيرُها
فَمَـــا رَاعَهُــمْ إِلَّا أَســِنَّةُ مَــازِنٍ
يُــدِيرُ قَنَاهــا بِــالأَكُفِّ مُــدِيرُها
وَخَيْــلٌ تَنَــادَى بِالمَنَايَـا إِلَيْهِـمُ
وَآســـَادُ غِيــلٍ لَا يُبِــلُّ عَقِيرُهــا
الفَرَزْدَقُ هُوَ هَمَّامُ بْنُ غَالِبِ بْنِ صَعْصَعَةَ المُجَاشِعِيُّ التَّمِيمِيُّ، لُقِّبَ بِالفَرَزْدَقِ لِجَهَامَةِ وَجْهِهِ وَغِلَظِهِ، وَهُوَ مِنْ اشْهَرِ الشُّعَرَاءِ الْأُمَوِيِّينَ، وَعَدَّهُ ابْنُ سَلَّامٍ مِنْ شُعَرَاءِ الطَّبَقَةِ الْأُولَى الإِسْلَامِيِّينَ، وَكَانَ الفَرَزْدَقُ مِنْ بَيْتِ شَرَفٍ وَسِيَادَةٍ في قومِهِ فَكَانَ شَدِيد الفَخْرِ بِهُمْ وَكَانَ لِسَانَهُمْ عِنْدَ الْخُلَفَاءِ وَالْوُلَاةِ، وَلَهُ مَعَ جَرِيرٍ وَالاخْطَلِ اهَاجٍ مَشْهُورَةٌ عُرِفَتْ بِالنَّقَائِضِ، وَكَانَ مُتَقَلِّبًا فِي وَلَائِهِ السِّيَاسِيِّ وتَعَرَّضَ لِلسّجْنِ وَالمُلَاحَقَةِ مِنْ قِبَلِ عَدَدٍ مِنْ الوُلَاةِ، وَقَدْ عُمِّرَ حَتَّى خِلَافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَمَاتَ سَنَةَ 110 لِلْهِجْرَةِ.