
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يا بنات الشعر لا تغني الحكم
فاصـرفي الأحـزان عنها والألم
وانزلـي منهـا كمنهـل الحيا
فــوق قلــب يتلظـى بالضـرم
يا بنات الشعر ما هذا الدجى
تصـبح الـدنيا وتمسي في ظلم
عبـس المقـدار فـي أنحائهـا
واســـتبدت عاديــات ونقــم
لــم هـذا الطيـر صـداح شـج
لـم هـذا النجـم خفـاق بـرم
لـم هذا الغصن كالشيخ الهرم
لـم هذا الزهر كالقلب السقم
لـم هـذا الـروض يمسي مسرحا
للبلايـــــا ومحلا للنــــدم
آه مــا أفســده دهـري أنـه
هـازئ بالرشـد مـزر بـالهمم
أنـزل الحسـناء عـن عليائها
وسـقاها كاسـها رغـم الشـمم
لـو نراهـا وهـي في أحزانها
تطـرب القـوم بمعسـول النغم
وتزيــل الغــم عــن جلاسـها
وحشـــاها يتضــوى بــالغمم
لعرفـت الدهر كم يشقى النسم
وسـكبت الـدمع ممزوجـاً بـدم
يـا فتـاة الحـي أضناك الأسى
فعلام الثغــر للقـوم ابتسـم
ترتـدين الخـز مـن أثـوابهم
وعليـك الحـزن ثوبـاً والسأم
تلبسـين الـدر حليـاً بينهـم
وعليــك الضــر غلا مـن قـدم
تشـربين الكـاس مـن أيـديهم
ولــو أن الكــاس هـم وسـقم
تسـهرين الليـل طوعـاً بينهم
ولـو أن الجفـن قبلاً لـم ينم
ظلــم النــاس سـجاياك ولـو
يسـتبين الرشـد حـر مـا ظلم
حملـوك العـار والسـخط ولـو
حملـوك الـبر لـم تهو القدم
كـم أصـاب البـؤس نفسـاً حرة
واسـتباح العرض منها والشيم
رب هـذي النفـس أولى بالرضى
فأجرهــا مــن شــقاء ونقـم
واعطـف النـاس عليهـا إنهـا
تسـتحق العطـف منهـم والكرم
محمد طاهر الجبلاوي.شاعر وأديب مصري معاصر من أهل دمياط، انتقل الى القاهرة فالتقى الكثير من أدبائها وشعرائها، طبع ديوانه (ملتقى العبرات) سنة 1925 م، مدح ديوانه وعلق عليه بأبيات من الشعر عباس محمود العقاد مطلعها:لك شعر يحكي سريرة نفس ركبت من صراحة ونقاء