
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
عُوجوا عَلى تُونسَ الخَضراءِ وَاِبتَهِجوا
وَأَشفوا الظماءَ بِما تَحيي بِهِ المُهَجُ
وَشـاهِدوا في مَعالي المَجد بَدرَ هُدىً
أَعلامُــهُ مِـن حِبـالِ النـورِ تَنتَسـِجُ
هُنــاكَ صـادَحَةٌ فـي الأُفـقِ يَطرِبَكُـم
عِنـدَ اِسـتِماع الثَنا مِن لَحنِها هَزَجُ
تَثنـي مُلـوك البَرايا وَالشُعوب عَلى
مَـولى لِسـانُ العُلـى فـي مَدحِهِ لهجُ
الصادِقُ الفاضِلُ الفَردُ الَّذي اِنتَشَرَت
صـــِفاتُهُ فَغَـــدا يُستَنشـــَقُ الأَرجُ
شـَمسٌ مِـن الغَـرب قَـد مَـدَّت أَشِعَّتُها
فَأَصــبَحَ الشــَرقُ يُبـديها وَيَبتَهِـجُ
قَـد أَسـَّسَ الهَدءَ في الأَقطارِ مُحتَفِظاً
عَلــى العِبــاد فَلا طَيــشٌ وَلا هَـوَجُ
وَشــادَ لِلعَـدلِ صـَرحاً فـي مَعـالِمِهِ
فَشـــيَّدَ الحَــقَّ لا زيــغٌ وَلا عِــوَجُ
فــي خَـدِّ صـارِمِهِ المَصـقول مَنصـله
مـاءُ الجَمـالِ بِمـاءِ المَـوتِ مُنَدَمِجُ
وَفـي فَـمِ القَلَـمِ المَرفـوعُ قـائِمُهُ
مـاءُ الحَيـوةِ بِمـاءِ الرُشـدِ مُمتَزِجُ
طَـوراً بِبَسـط الهَنـا تَجـري إِرادَتُهُ
وَتــارَةً بِالقَضـا المَحتـوم تَنـدَرِجُ
فـي بَطـنِ راحَتِـهِ الأَقـدارُ قَد كَتَبَت
يـا مَـن بَغَـى فَرَجـاً هَذا هُوَ الفَرَجُ
وَفـي سـَما وَجهِـهِ الهـادي بِرَونَقِـهِ
صـُبحُ الرَجـاءِ إِلـى الأَفكـارِ مُنبَلِجُ
رِجــالُهُ زانَــتِ الأَعصـارَ إِذ نُخِبَـت
مِـن كُـلِّ شـَهمٍ بِـهِ العَليـاءُ تَبتَهِجُ
وَجيشـُهُ الكاسـِرُ الجَرّارُ عَسَكرُهُ بَحرٌ
جُيـــوشُ المَنايـــا خَلفَــهُ لَجــجُ
عِنـدَ الطـرادِ طُيـورٌ لا ثَبـاتَ لَهـا
وَفــي الثَبــاتِ قِلاعٌ لَيــسَ تَنزَعِـجُ
أَحيــى المَعــارفَ وَالآدابَ يَنشـُرُها
فَاِرتَـدَّ للعَـربِ ذاكَ الرَونَـقُ البَهجُ
نــورُ التَمَــدُّن فـي آفـاقِهِ سـَطَعَت
عَلــى البَريَّــةِ مِنـهُ لِلهُـدى سـرُجُ
يـا صـادِحاً في أَعالي الكَون يُطرِبُهُ
هَـــذي فَضـــائِلُهُ حــدّث وَلا حَــرَجُ
فَقَــد تَفَـرَّدَ فـي الإِفضـالِ مُرتَقيـاً
عَلــى أَثيــرٍ لَـدَيهِ تَقصـرُ الـدرَجُ
يَحيـي البَرايـا نَـداهُ وَهُـوَ مُنسَكِبٌ
وَمِــن رِضـاهُ بلايـا الخُلـقِ تَنفَـرِجُ
خليل بن جبرائيل بن يوحنا بن ميخائيل.شاعر، كاتب وأديب ولد في الشويفات بلبنان وتعلم في بيروت وأنشأ بها جريدة (حديقة الأخبار) سنة 1858م، ثم جعل مديراً للجريدة الرسمية ومطبعتها في سورية، فمديراً للأمور الأجنبية فيها. توفي في بيروت. وله ديوان شعر في ستة أجزاء وقصص ورسائل.له: (زهر الربى -ط)، (العصر الجديد - ط)، (السمير الأمين -ط)، (الشاديات-ط)، (النفحات-ط)، (والخليل-خ)، (النعمان وحنظلة)، (مختصر روضة المناظر لابن الشحنة).