
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ذِكراهـا فـي الحِمـا إِن تَنظُراها
إِنَّنــي مُضـنىً عَلـى عَهـدِ هَواهـا
وَأَســـالاها إِن أَجــازَت ســائِلاً
هَـل تَـرى بَعـدَ النَوى قَلبي سَلاها
وَأَزيلا شــــــَكها إِن وَهِمَـــــت
لا رَعــى اللَـهُ خَليلاً مـا رَعاهـا
وَأَعلَمــا مِنهــا لِمــاذا نَفَـرَت
يَـومَ لُقيانـا عَلـى سـَفحِ حِماهـا
أَعرَضـــت عَنـــي بِطَــرفٍ حــائِرٍ
وَجَــبينٍ فَــوقَهُ الرُعـبُ تَنـاهى
راعَهـــا طَـــرفٌ رَقيــبٍ ســاخِطٍ
لازم الغيـــرَةَ مِنّـــي فَنَهاهــا
كَمَهـــاةٍ فــي الرُبــى ســانِحَةٍ
هالَهــا الصـَيادُ يَومـاً فَثَناهـا
وَأَعطَفاهـــا نَحــوَ صــَبٍّ هــائِمٍ
لا يَـرى فـي الكَونِ مَعشوقاً سِواها
وَإِذا عَنَـت عَن ذِكرِ الهَوى فأَديرا
الكــــاس صـــَرفاً وَأَســـكَراها
خَمـــرَةُ الحُـــبِ عَظيــمٌ ســِرُّها
كُلَمـا طـالَ المَـدى زادَت قِواهـا
وَإِذا مــا ذَكَــرَت عَهــدَ الصـِبا
فَانــدَبا مَعَهــا وَلَكـن لِاطفاهـا
عِلّلاهــا بِمَواعيـدِ الهَـوى فيهـا
ســـــَلوى لِإِطفــــاءِ جَواهــــا
وَأَمســـحا أَدمُعُهـــا إِن هَطَلَــت
عِنــدَ ذِكــري إِنَّمـا لا تَلمُسـاها
بَـل دَعهـا إِنَّهـا تَنشـفُ مِـن نارِ
حُســــنٍ أَشـــعَلَتها وَجَنتاهـــا
وَخَذا مِن دَمِ قَلبي نُقطَةً وَأَمزَجاها
بِـــــالطَلا ثُــــمَّ أَســــقياها
وَإِذا هــاجَت عَلــى حَــرِّ اللَظـا
فَأَســكَبا دَمعـي لِتَبريـدِ لَظاهـا
وَأَجُلبــا لـي مِـن لَماهـا جُرعَـةً
رُبَّمــا جــادَت بِــبرءي شـَفتاها
وَإِذا ضــَنَّت دَعـا اسـمي يَرتَـوني
إِذ تَســـميني بِتَقبيــلِ لَماهــا
ذاكَ حَســبي فــي مُصـابي بَعـدَما
كــانَت الأَيّــام تـوليني صـَفاها
مُــدَّة فــي قُربِهــا طـابَت لَنـا
أَجَـلُ الرَغـدِ اِنقَضى عِندَ اِنقِضاها
بَينَنــــا الآنَ جِبـــالٌ وَرُبـــىً
وَســُهولٌ يَعجَــزُ الطَيــرَ فَضـاها
إِنَّمــا فِكــري لَــهُ فـي قَطعِهـا
حَرَكــاتٌ يَســبُقُ البَــرقَ سـَراها
هِـــيَ مَوضــوعُ هَيــامي دائِمــاً
وَلَئن كـانَ عَلـى البَـأسِ اِقتِفاها
دَهشــَتي صــحبي حَيــاتي نُزهَـتي
بِهجَــتي كــانَت فَلا كـانَ سـِواها
دَوحَـةُ الحُسـنُ الَّـتي فـي رَوضـِنا
كـانَ لي التَقبيلُ قَسَماً مِن جَناها
فَـإِذا حَنَّـت وَأَنـتَ أَضـلُعي فَعَلـى
ذكـــــرِ هَواهــــا وَســــَناها
وَإِذا مــا لاحَ لــي وَجـهُ الضـُحى
لا تَـــراهُ أَعيُنـــي أَلّا بَهاهــا
لِـــذَّةُ الآصــالِ عِنــدي أَمحَلَــت
بَعـدَما قَـد طابَ لي عَذبُ اِجتَناها
وَإِذا جَــــنَّ الـــدُجى ذكَّرَنـــي
خَلــــواتٍ بِأَحـــاديثِ هَواهـــا
وَإِذا مـــا صـــاعِقاتٌ أَرعَـــدَت
خِلـتُ سـَخطاً هـالَني بَعـدَ رِضـاها
وَإِذا الأُفـقُ اِكتَسـى ثَـوبَ الصـَفا
خِلتُهــا لاحَــت فَحَيّــاني صـَفاها
هِـيَ ذاتي عَن سِماتي اِنفَصَلَت فَإِنا
لَســـتُ أَنـــا بَعـــد نَواهـــا
وَوجـودي فـي رُبوعي بَعدَها كَخَيالٍ
تَركتـــــهُ فـــــي حِماهـــــا
غَيَّـــرَ الــدَهرُ صــِفاتي لاعِبــاً
بِحَيــاتي بَعــدَما طــالَ هَناهـا
مَــزَّقَ الــبينُ كُبــودي فاتِكــاً
بِوُجــودي آهِ لَــو يَشـفي ضـَناها
قَـد زَوى غُصـنُ شـَبابي فـي الصِبا
يـا لَـهُ غُصـناً زَوى عِندَ إِنزِواها
صــــادَمتهُ عاصـــِفاتٌ لِلهَـــوى
أَوشــَكَت تَقصــفُهُ حيــنَ اِتَقاهـا
يَـومَ سارَت سارَ قَلبي ضائِعاً وَلَذا
للآن لَــــم أَعشــــَق ســــِواها
فَإِنــــا الآن وَحيــــدٌ زاهِـــدٌ
اِنظُــرُ الـدُنيا بِعَيـنٍ لا تَراهـا
قَــد عَصـيتُ الحُسـنَ حَـرّاً بَعـدَما
كُنـتُ عَبـداً فـي جَوى الحُبِّ تَناهى
فَــأَخبَرا الغــاداتِ إِنـي هـارِبٌ
مِـن سـِهامِ العَيـن لا نالَت مُناها
وَرَنيــن القَــوس خَلفــي صــارِخٌ
قـف قَليلاً قُلـتُ لا لا قـالَ هـا ها
يُطلِــعُ الـوَجهَ الَّـذي مِـن نـورِهِ
تَطلَــعُ الشــَمسُ إِذا جَـنَّ دُجاهـا
إِنَّمــا شـَمسُ غُـرورٍ قاتِـلٍ تَكمَـنُ
الظُلمـــةُ فـــي طَـــيِّ حَشــاها
وَجينــاً كَتَــبَ الحُسـنُ بِـهِ بِـزَغَ
الفَجــــرُ بِــــأَنوارٍ جَلاهــــا
وِمِـــن الفَجـــر كَــذوبٌ مــاكِرٌ
يَخـدَعُ المَـرءَ إِذا قَـلَّ اِنتِباهـا
فَـــوقَهُ تـــاجُ شـــُعورٍ مُرســِلٌ
ســللاتٍ تَربُــطُ القَلــبَ عُراهــا
كَأَكاليــــلٍ زَهــــورٍ حَمَلَــــت
عَقرَبــاً يَلسـَعُ مِـن تـاهَ وَتاهـا
وَقِوامــاً قُلــتُ غُصـناً فـي تُقـاً
يَتَلــوّى تابِعــاً أَثَــرَ خُطاهــا
إِنَّمـــا غُصـــنٌ خَفيـــفٌ ناحِــلٌ
تَلعَـــبُ الأَهـــواءُفيهِ كَهَواهــا
وَعُيونـاً خاطِفـاتٍ لِلهُـدى مُسكِراتٍ
إِنَّمـــــا الزيــــغ عَراهــــا
خِلتُهــا الحَــولاءَ إِذ عاينتُهــا
تَنظُــرُ الحُـبَّ مَثنـىً فـي حِماهـا
كُـلُ عَيـنٍ فـي الهَـوى تَحلـو لَها
كُــلُّ عَيـنٍ آهِ مـا أَحلـى عَماهـا
خليل بن جبرائيل بن يوحنا بن ميخائيل.شاعر، كاتب وأديب ولد في الشويفات بلبنان وتعلم في بيروت وأنشأ بها جريدة (حديقة الأخبار) سنة 1858م، ثم جعل مديراً للجريدة الرسمية ومطبعتها في سورية، فمديراً للأمور الأجنبية فيها. توفي في بيروت. وله ديوان شعر في ستة أجزاء وقصص ورسائل.له: (زهر الربى -ط)، (العصر الجديد - ط)، (السمير الأمين -ط)، (الشاديات-ط)، (النفحات-ط)، (والخليل-خ)، (النعمان وحنظلة)، (مختصر روضة المناظر لابن الشحنة).