
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لَــم يَبــقَ لــي صـَبرٌ وَلا كِتمـانٌ
كَلا وَلا ديــــــنٌ وَلا إِيمــــــانُ
اِســتَغفر اللَــهَ العَظيـم بـذلتي
قَــد ضـِقتُ ذِرعـاً فَاِسـتَطالَ لِسـانُ
أَنا قَد جَننتُ فَما اِحتِيالي بِالقَضا
لا بُغيَــــةً تَقضـــى وَلا ســـُلوانُ
كُفــي حِرابَــكِ وَاِرفِقـي بِحشاشـَتي
مــا لــي اِحتِمـالٌ إِنَّنـي إِنسـانُ
مـا زالَ فـي قَلـبي يُنبـهُ مضـرما
نــار الصــَبابة طَرفـكِ النَعسـانُ
وَقِوامــك الفَتــاك يَسـلب مُهجَـتي
وَيَضــيعُ عَقلــي وَجهَــكَ الفَتــانُ
تَمضـي السـِنينُ وَلـي عَـذابٌ ثـابِتٌ
بِـــازاءِ وَجهـــي وَالأَذى أَلــوانُ
هـا كُـلُ أَمـرٍ فـي البَريـة يَنقَضي
لَكــن لامــري لَيــسَ يُصــلِحُ شـانُ
قَـد أَصـلَحَ الشـام البَهيـج بِنعمَةٍ
بَعــدَ المَصــائِبِ وَازِدَهـى لُبنـانُ
وَأَنــا لِسـَخطِكِ فـي مَصـابٍ دائشـمٍ
زادَت بِـــهِ الأَكـــدار وَالأَشــجانُ
وَالنيــلُ أَحيـى أَرضَ مَصـرَ بِجـودِهِ
فَاِمتَــدَّ فَــوقَ مُروجِهـا الفَيضـانُ
وَوَفـا الوَفـاء لِكُـل ظـام سـاكِباً
كـاسَ الصـَفا وَأَنـا أَنـا الظَمـأنُ
وَفوارس الجَبل الأَصَم الأَسود العاصي
لَقَــد تَرَكــوا الحُــروب وَدانـوا
تَرَكوا العِناد مَع الفَساد وَأَذعَنوا
وَعِنــاد فكــرك مــا لَـهُ إِذعـانُ
وَبِتـونس الخَضـراء قَـد خَمد اللَظا
بَعـدَ العَواصـف وَاِنمَحـى العِصـيانُ
وَعَواصـف الحُـب المُريعـة فـي حَشى
هَــذا الخَليـل يَثيرُهـا الهُجـرانُ
وَالشــَركَس الأَبطـال بَعـدَ خُروجِهُـم
قَــد هــاجَروا فَحمـاهُم السـُلطانُ
وَجَـدوا لَهُـم وَطَنـاً بِواسـع مُلكِـهِ
وَغَــدا يَفيــض عَلَيهُــم الإِحســانُ
لَكــنَّ بثخلَــكَ لا يَــزالُ مُعَــذِبي
مَــن رامَ جــودَكَ ضــَرَهُ الحِرمـانُ
فَأَنــا لِهَجــرِكَ فـي شـَتاتٍ دايِـمٍ
مَنفـىً وَمـا لـي فـي البِلاد مَكـانُ
مـا لي سِوى الدُنيا الجَديدة مشبهٌ
بِـدَوام حَربـك مـا جَـرى الـدَوَران
أَفنـوا الحَديد عَلى الجُسوم فَبَعدُهُ
أَي الجُســوم لَـدى الحُـروب تُصـانُ
وَسـِهامُ لَحظِـكَ لَيـسَ يُدرِكُها الفَنا
هَطَلَــت فَقُلــتُ العــارض الهتـانُ
مـا فـي الشـَمالِ مَواقِعٌ لَكَ تَقتَضي
خَلَفـاً وَمـا لـي فـي الجُنوب مَكانُ
لَـكِ فـي المَشـارِقِ مَطلَـعٌ مِن نورِهِ
أَجـدِ الهُـدى وَبِـهِ الضـَليل يُعـانُ
هــا نَحــنُ فـي عَصـرٍ بَهيـجٍ رائِقٍ
فــي الشــَرقِ لا ظُلــمٌ وَلا عُـدوانُ
فَتَرَفُقـي لُطفـاً بِمغرمـك الَّذي خَلَع
العــــزار وَهَــــزَّهُ الهَيمـــانُ
طــالَ الـدَلالُ فجـارَ فـي إِحكـامِهِ
فَهِــبي الوِصـالَ لِتَنقَضـي الأَحـزانُ
مــاذا عَلَيــكَ إِذا سـَمحت بِـزورةٍ
وَبِرَشــفَةٍ يَحيــي بِهــا الوَلهـانُ
لا تَختَشـي مِـن قُـرب خلـك وَاِربعـي
فَــالوَقت صــافٍ وَالمَكــانُ جِنـانُ
لِمَ ذا التَباعُد وَالنفار مَع الجَفا
جُـوراً وَنَحـنُ عَلـى الصـَفا إِخـوانُ
هَـذا دَمـي فَـأَروي الثَرى مِن سَفكِهِ
فَعَســى تَخــف بِســكبِهِ النيــرانُ
أَو بَــردي مِـن مـاء ثَغـرِكَ غلَّـتي
فَعَلــى رِضـا بِـكِ أَنـزل الرُضـوانُ
لا تَرفُضــي قَلــبي الذَبيـح فَـإِنَّهُ
لالــهِ حُســنِكِ فــي المَلا قُربــانُ
هَــذي يَـدي فتقـي بِعَهـدي دايِمـاً
قســماً بِلُطفِــكَ مــا أَنـا خـوانُ
خليل بن جبرائيل بن يوحنا بن ميخائيل.شاعر، كاتب وأديب ولد في الشويفات بلبنان وتعلم في بيروت وأنشأ بها جريدة (حديقة الأخبار) سنة 1858م، ثم جعل مديراً للجريدة الرسمية ومطبعتها في سورية، فمديراً للأمور الأجنبية فيها. توفي في بيروت. وله ديوان شعر في ستة أجزاء وقصص ورسائل.له: (زهر الربى -ط)، (العصر الجديد - ط)، (السمير الأمين -ط)، (الشاديات-ط)، (النفحات-ط)، (والخليل-خ)، (النعمان وحنظلة)، (مختصر روضة المناظر لابن الشحنة).