
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مَقامُـــكَ فــي أُفــقِ البِلادِ مُنيــرُ
وَذِكــرُكَ مــا بَيــنَ العِبـاد شـَهيرُ
لَقَـد سـارَ في الدُنيا فَلم يَبُقِ حاجَةً
لِقَــولٍ بِــهِ يَهــدي الثَنـاءَ شـَكورُ
لَقَـد فُـزتَ فـي دار السَعادَة بِالعُلى
وَأَنـــتَ هَمـــامٌ لِلســـَعودِ تَــدَبَرُ
تَقـــوم بِأَعبــاءِ العِبــادِ بِهِمَّــةٍ
وَعَــزمٍ بِــهِ قَلــبُ الخَطــوبِ كَسـيرُ
إِذا كــانَ مَقصــوداً ســِواكَ لمنَّــةٍ
أَقــول لِأَصــحابي اِترُكــوهُ وَسـيروا
الا يـا اِبـنَ نَصرِ اللَهِ حَقَّ لَكَ الثَنا
فَـــأَنتَ كَريـــمٌ لِلكِـــرام نَصــيرُ
مِــن العَــرَبِ الأَمجــادِ فيـكَ مَـآثِرٌ
وَأَنــتَ لَهُــم بَيــنَ العِبـادِ أَميـرُ
لَكَ النَخوَة العُظمى لَكَ الجودُ والوَفا
لَــكَ الفِطنَــةُ الغَـراءُ وَهِـيَ تُنيـرُ
صـِفاتٌ صـَفت كَالمـاءِ مِن مَنبَع الصَفا
لَهــا بِرِيــاضِ الكَــونِ فـاحَ عَـبيرُ
تُبــاهي بِلاد الشــام فيــكَ لِأَنَّهــا
لِمَطلَعِــكَ البــاهي المُنيــر أَثيـرُ
أَيَــأتي لَهـا يَـومٌ سـَعيدٌ بِـهِ تَـرى
بِأَبراجِهــا العليــا ضــياكَ يُنيـرُ
تَنــالُ بِرُؤيــاكَ القُلــوبُ سـُرورَها
وَأَنـــتَ لِعمـــري لِلســُرورِ ســُرورُ
وَمـا أَنـا إِلا هـائِمٌ أبتَغـي السـرى
لعليـــاكَ لَكـــنَّ الزَمــانَ كَفــورُ
تَمــاطِلُني الـدُنيا بِايفـاءِ وَعـدِها
وَتُشـــغِلُني الآمـــال وَهِــيَ تَــدورُ
تَقــول لــي العَليـاء وَهِـيَ مُشـيرَةٌ
إِلــى بَــدرِ مَجــدٍ بِاللقـاءِ يُشـيرُ
تَقاعَـدتَ قَصـراً يـا خَليـل عَن المُنى
إِذا لَــم تَســر نَحـوي فَـأَينَ تَسـيرُ
وَإِن لَـم تَـزُر رَب المَحامـد وَالـذَكا
فَــأَيّ فَــتى غَيــر الخَصــيبِ تَـزورُ
فَقُلـتُ نَعَـم سـَيدي لقـاهُ هُـوَ المُنى
وَلَكــــنَّ حَظــــي دونَ ذاكَ قَصـــيرُ
لَقَـد حـالَ بَحـر الـروم دونَ مَقـامِهِ
وَحَــولي مِـن الشـَوق العَظيـم بجـورُ
لَهـا لَجَـةٌ قـامَت كَلَجَـةِ فَضـلِهِ عَلـى
مِنكَـــبي حَيـــث الغَريـــق أَســيرُ
وَلَكـنَّ نـار الوَجـد فـي مَوقِدِ الحَشا
لَهــا قَــد عَلا حَـولَ الفُـؤاد زَفيـرُ
زَفيـرٌ حَكـى ذاكَ البُخـار الَّـذي بِـهِ
رَكائِبُنـــا فَــوقَ البِحــارِ تَطيــرُ
تَطيــر كَقَلـبي بالمَسـيرِ إِلـى حِمـا
لَــهُ بِجَنــاح الجَــد ســَوفَ أَســيرُ
أَســيرُ وَأَشــفي غِلَــتي إِن بغيــتي
لِأَمــرٌ عَلــى اللَــهِ الكَريـمِ يَسـيرُ
خليل بن جبرائيل بن يوحنا بن ميخائيل.شاعر، كاتب وأديب ولد في الشويفات بلبنان وتعلم في بيروت وأنشأ بها جريدة (حديقة الأخبار) سنة 1858م، ثم جعل مديراً للجريدة الرسمية ومطبعتها في سورية، فمديراً للأمور الأجنبية فيها. توفي في بيروت. وله ديوان شعر في ستة أجزاء وقصص ورسائل.له: (زهر الربى -ط)، (العصر الجديد - ط)، (السمير الأمين -ط)، (الشاديات-ط)، (النفحات-ط)، (والخليل-خ)، (النعمان وحنظلة)، (مختصر روضة المناظر لابن الشحنة).