
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أخلـق الدار بِالعَقيق الدثورُ
وَمحـت آيهـا الصـِبا وَالدبورُ
أَوحَشـت بَعـد أَهلهـا فَكَأنَّ لَم
يَـكُ فـي الـدار زائر وَمـزورُ
مـا بِها غَير أَغبر أَشعَث الرَأ
س حَـبيسٌ عَلـى البَلـى مَقصـورُ
وَأَثـاف تَحكـي قُلـوب المُحبين
اِحتِراقــاً لَكنَهــا لا تَطيــرُ
وَنُـؤُيٍ تَسـفي الرِمـال عَلَيهُـنَّ
وَفــود الرِيــاح وَهِـيَ عُبـورُ
رَسـيت فـي سَرابِها سُفن العيس
مِــن العــي وَالسـَراب يَمـورُ
فَكَـأنَّ المهـامه الفيـح طـرس
وَحُــروف المطــيّ فيـهِ سـُطورُ
جَدَّد الوَجد وَالحَنين إدكار ال
عيـس فيهـا وَربعهـا المَهجورُ
فَحَبَسـنا فيهـا مطيّـاً طوَتهـا
شـقق البيـد وَالفَلا المَنشـورُ
وَوَقفنــا انضـاءَ وَجـدٍ وَوَخـدٍ
فَحَنيــن يَــرى وَدَمــعٌ غَزيـرُّ
ما بَقِيَ مِنهُمُ عَلى شَعب الأَكوار
إِلّا دُمـــــوعَهُم وَالزَفيــــرُ
وَتَعفــت فَلَيــسَ يَظهَـر لِلنـا
ظــر إِلّا قُتودَهــا وَالســُيورُ
عـذلوني عَلـى الوقـوف أُنـاسٌ
مــا دَروا إِنَّنـي بِـهِ مَعـذورُ
ما عَلى الرَكب مِن وُقوفي بِدار
أَنـا فيهـا عَلـى فُؤادي أَدورُ
كـانَ حَظـي مِـن المَسـَرة فيها
وافـراً فَالبُكـاءُ منـي يَسـيرُ
ما وَفوا بِالعُهود صَحبي وَمثلي
لَـكِ يـا دار بِالوَفـاءِ جَـديرُ
أَن يَكُـن فيـكَ لِلهَجيـر سـُموم
فَباحشـــايَ لِلهُمــوم ســَعيرُ
إِن هَـول الفُـراق أَفظَع من كُل
مهـــول وَيَـــومهُ قَمطريـــرُ
نَشـطوا لِلسَرى فَحَثوا المَطايا
وَفُــؤادي مَـع الرِكـاب أَسـيرُ
وَأَهـاب الحِـدات لِلعيـس لَكَـن
فُـؤادي مِـن دونِهـا المَزجـورُ
رَحَلــوا ســِحرة بِبَـدر تَمـام
فـي بُـروج الحُدوج أَمسى يَسيرُ
إِنَّنـــي حاســد لِعــود أَراك
جـالَ فـي ثَغـرِهِ فَأَمسـى يُنيرُ
فَهُـوَ نَشـوان مِـن لَمـاهُ وَفيهِ
مِــن ثَنايــاهُ بـارق وَعَـبيرُ
مـا كَـذا كـانَ في عُهودك ظَني
وَعُهـود الظَـبي الغَريـر غُرورُ
بَــرَّح الحُـزن فليسـر حَسـودي
وَاِفتَرَقنــا فَليَطمَئن الغيـورُ
ســكنٌ نــازِحٌ وَصــَبرٌ خــؤُون
وَخُطــوبٌ مَــع الفُـراق تَجـورُ
مـا وَفى لي بَعد المَدامع إِلّا
ســـاجِعاتٌ وَرقٌ لَهُــنَّ هَــديرُ
كُلَمـا شـُفّنا الغَـرام فنُجتـا
قيـل غَنـوا وَأَينَ مِنا السُرورُ
أَوجمتنـي الهُموم بَل أَسكتَتني
فَبنطقــي عَـن البَيـان قصـورُ
يــا جُفـوني تَكلمـي بِـدُموعي
وَاِشـرَحي بَعـض ما يَجنُّ الضَميرُ
وَادرهــا عَلــيَّ عَــلَّ هُمـومي
تَنجلـي سـاعة بِهـا يـا مُديرُ
وَارو لي يا نَسيم أَخبار أَحبا
بــي سـرّاً وَغَننـي يـا سـَميرُ
فَلَعَلـي أَرتـاح إِن غِبـت عَنـي
رَيثَمـا يَنفضي النَوى المَقدورُ
أحمد بن حسين باشا بن مصطفى بن حسين بن محمد بن كيوان.شاعر، من أهل دمشق مولداً ووفاةً أقام في مصر وقرأ على علمائها كما قرأ على علماء دمشق.وكانت فيه سويداء تنفره من معاشرة الناس.(وبنو كيوان بدمشق طائفة خرج منها أمراء وأعيان وأجناد ونسبتهم إلى كيوان بن عبد الله أحد كبراء أجناد الشام كان في الأصل مملوكاً لرضوان باشا نائب غزة ثم صار من الجند الشامي).له (ديوان شعر - ط).