
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
اللَــهُ أَكــبر جـاءَ النَصـر وَالظفـرُ
وَالأَمــن وَاليَمـن لَمـا سـاعَدَ القَـدرُ
وَاخضــر رَوض الأَمــاني فَهِــيَ حاليـة
كَأَنَّمــا جَــرَّ فيهــا ذَيلَــهُ الخضـرُ
وَأَشــرَق المَجلــس المَســعود طـالِعُهُ
بِطَلعــة عَــن سـَناها الطَـرف يَنحَسـِرُ
أَعنــي الــوَزير الَّـذي أُعتـابهُ وَزرٌ
بِــهِ الــوِزارة كَالعَليــاءِ تَفتَخِــرُ
إِذ لِلــــوزارة نـــاموس بِهَيبَتِـــهِ
أَحيـــاهُ لَمـــا رَآهُ وَهُــوَ مُحتضــرُ
مـا زالَ مُنـذُ غَـدا التَوفيـق يَصـحَبُهُ
لِبيضـــة الملــك وَالإِســلام يَنتَصــِرُ
العَــدل يَنشــُر فــي دِيـوانِهِ أَبَـداً
وَالشــَرع يَــأمُر وَالصَمصــام يَنتَظِـرُ
وَالحَــقُ يَعلـو عَلـى الأَخصـام قاطِبـة
وَالعلــم مُحتَــرم وَالمــال مُحتَقِــرُ
مَـن يَغـرس العَـدل يَجِنّ النَصر عَن ثِقَة
وَالعَــدل يُثمـر مـا لا يُثمـر الشـَجَرُ
تَعظيمُــهُ العلــم عَـن فَضـل وَمَعرِفَـة
مــا عظــم العلـم إِلّا مَـن بِـهِ خَطَـرُ
كَـم فـي السـَماءِ نُجـوم طالَ ما أَفلَت
وَلِلعُلـــوم نُجـــوم لَيـــسَ تَنكَــدِرُ
صـــَدرٌ وَلا ضـــَجَرٌ فكـــرٌ وَلا حَصـــرٌ
نَطـــق وَلا هَـــذر مَجـــد وَلا بَطـــرُ
مَعـــارف صـــَدرت عَنهـــا عَــوارِفُهُ
إِذ صـَدرهُ البَحـر لَكـن لَفظُـهُ الـدُرَرُ
أَلفـــاظُهُ وَزلال المـــاءِ بَينَهُمـــا
تَمـــازج وَنَســيم الــرَوض وَالســحرُ
وَخَطُــهُ هُــوَ وَالســحر المجــوَّز قَـد
تَلازَمـــا وَجُفــون الغيــد وَالحــورُ
لا يَســتَطيع اِنصـِرافاً عَـن تَأَمُـل مـا
يَملـــي وَيَكتُـــب لا ســَمع وَلا بَصــَرُ
يَطـــوي مَحاســِنَهُ وَالطَــيّ يَنشــُرُها
كَمــا تَــبرج فــي أَكمــامِهِ الزَهـرُ
مَفـــاخر لَيـــسَ يَخفيهــا تَواضــعهُ
وَلِلصـــَباح ظُهـــور لَيـــسَ يَســتَتِرُ
ذِكــري مَنــاقبهُ فــي شــَرح سـيرَتِهِ
مطـــول لَكـــن التَلخيـــص مُختَصــَرُ
إِن طــالَعتَ كُتبــهُ أَعــداؤُهُ كَســرت
فَقــارَ أَظهُرِهــم مِــن خَـوفِهِ الفُقـرُ
مِــن كُــلِ مَعنـىً بِـديوان يَقـول لَـهُ
قَلــــب المُخـــاطب إِجلالاً وَيَنفَطِـــرُ
حصـن العِقـاب غَـدا مِـن خَـوف سـَطوَتِهِ
يَرتَــج مِـن قَبـل أَن تَنتـابُهُ النـذرُ
فَســَلموهُ وَأَخفــى الجَــرَس هــاربهم
أَن صَرصـر البـاز أَخفـى سـدعهُ النغرُ
وَفَـــرَّ قعـــدان وَالأَقــوام تَعــذرهُ
إِذ فَــرَّ مِــن أَســَد غَضــبان يَهتَصـرُ
يَهَتَــزّ فــي جفنِــهِ وَالـدار نازِحَـةٌ
شــَوقاً إِلـى وَدجيـهِ الصـارم الـذكرُ
قَــد كـانَ فـي صـيتِهِ لِلقَـوم مَوعِظَـةً
لَيــتَ السـَفيه بِغَيـر السـَيف يَنزَجِـرُ
تَخـــافَتوا بَينَهُــم إِذ زارَ أَرضــَهُمُ
بِالـدارعين فَلـو صـَلوا لَمـا جَهَـروا
إِن مَــرَّ مِنــهُ خَيــال فـي خَـواطرهم
ذابَــت مَرارَتَهُــم وَاِنحَلَــت المــررُ
تَوحشـــوا فَرقـــاً حَتّــى مَــواردهم
مــا أَسـأر البَقَـر الوَحشـيّ وَالحُمـرُ
فَهـــارب بِجِـــوار الــرال مُعتَصــم
وَآخـــرٌ بِوجـــار الضـــَب مُنحجِـــرُ
لَـولا المَفـاوز وَارتهـم لَمـا وَأَلـوا
هَيهــات لَـم يَنـجُ مِـن مِيعـادَهُ سـقرُ
فَالـذُل إِن صـَبَروا وَالرُعـب إِن نَفَروا
وَالقَتـل إِن ظَهَـروا وَالنار إِن قَبَروا
أَمـا العصـاة فَقَـد ماتوا وَما دَفنوا
خَوفـاً وَأَمـا الأولى دانوا فَقَد نَشَروا
وَحـــارَبَتهُ بَنـــو حَــرب فَــأَورَدَهُم
مِـــن المنيـــة وَرداً مــالَهُ صــَدرُ
فَأَصــبَحَت هـامهم فـي البيـد سـاقِطَة
كَمــا تَســاقَطَ مِــن أَغصـانِهِ الثَمَـرُ
حَتّـى إِذا اِحمَـرَت الصـَفراء مِـن دَمِهم
وَســالَ فــي كُــل وادٍ جَــدوَلُ كَــدرُ
زارَتهُـمُ النـار فـي الـدُنيا معاجلة
تِلـكَ الرُبـوع بِمـا خانوا وَما فَجَروا
تَحصــنوا بِجِبــال الشــامِخات فَمــا
أَغنَــت مَعــاقلهم عَنهُــم وَلا الحَـذَرُ
أَخفــاهُمُ الرُعـب وَالتَـأمين أَظهرهـم
لَمـا اِسـتَغاثوا فَما غابوا وَلا حَضَروا
كـان السـَبيل إِلى البَيت الحَرام وَقَد
تَفــاقَمَ الأَمــر صــَعباً كُلُــهُ خَطَــرُ
حَتّـى الطَـواف عَلـى طَيـف الخَيال بِما
ظَنـوا مَحـالاً فَخـابَ الظَـن بَـل خَسِروا
وَوكــــل اللَـــه بِالحَجـــاج متكلاً
عَلَيــهِ لا الخَــوف يَثنيـهِ وَلا الحَـذَرُ
يَرعـــاهُم بِجِنـــان ملـــؤهُ هِمَـــمُ
بِلا فُتـــور وَطَـــرف كحلُــهُ الســَهَرُّ
يَهنيـــهِ زادٍ بِبَحـــر الآل تَحملهــا
ســُفُنٌ وَمــا ثمــذَ الــواحٌ وَلا دسـرُ
وَبالروايـا ميـاه فـي المَفـاوز مِـن
أَفواهِهــا كَالســَحاب الجـون تَنهَمِـرُ
قُــل لِأَعــاريب كَــم روم وَكَــم عَجَـمٍ
رامـوا الثَبـات لَـهُ يَوماً فَما قَدَروا
فَلا يَغُرَنَّكُـــم بُعــد الــدِيار فَمــا
عَلــى الأَجــادل بَعـد الحيـن تَبتـدرُ
لا غُـروُ فَـالأَكرَم المِغـوار يـذكر فـي
أَلقــابِهِ الغُــر وَالأَلقــاب تَعتَبِــرُ
وَخَيلُـــهُ لا تَــزال الــدَهر ملجمــةً
لا الــوَهم يَلحـق مَسـراها وَلا النَظَـرُ
تَســـيل كَــالبَحر إِلّا أَنَّهــا أَبَــداً
نيــران حَــرب عَلـى الأَعـداءِ تَسـتَعِرُ
سـِياطَها العَتـب في الغارات إِن فَتَرَت
وَالخَيــل تَعتــب فيمــا قَـرر الأَثَـرُ
عَــزت لَــدَيهِ نَواصــيها فَقَـد غبطـت
جِبـــاههنَّ خُــدود الغيــد وَالطُــررُ
مِـن كُـل طَـرف إِذا مـا الطَـرف عايَنهُ
تَقَســـمَت لُبـــهُ الأَوضــاح وَالغُــرُرُ
إِذا جَـرى المـاء مِـن أَعطـافِهِ عَرَقـاً
يَكــادُ يَقــدح مِــن أَحـداقِهِ الشـَررُ
أَعــدَّ لِلحَــرب قَلبــاً مـا بِـهِ وَجَـلٌ
وَمــدَّ لِلمَجــد باعــاً مـا بِـهِ قصـرُ
قــرعُ القَنــا وَزَئيـر الأَسـَد يُطربـهُ
عِنـــدَ المَلاحـــم لا كَــأس وَلا وَتَــرُ
إِن كَــرَّ يَومـاً رَأَيـت الهَـام طـائِرة
كَمــا تَــدَحرج فــي مَيـدانِها الأَكـرُ
مِــن تَحتِــهِ البَــرق إِلّا أَنَّــهُ فَـرَسٌ
فــي ســَرجِهِ اللَيــث إِلّا أَنَّــهُ بَشـَرُ
لا يُشــهر الســَيف فـي خطـب يُحـاولهُ
إِلّا عَلــى وَقعــة تَزهـو بِهـا السـَيرُ
ســَيفٌ تَبَســم لَمــا أَن بَكـوا جَزعـاً
كَأَنَّمـــا دَمَهُـــم فــي خَــدِهِ خَفــرُ
لَو لَم يَكُن في الطِباع البَغي ما طَبعت
زرق الأَســـنة وَالهِنديـــة البـــترُ
فَاِسـتَقَر أيـةَ أَنَزلنـا الحَديـد تَجـد
فــي طَيِهــا حُكمــاً فيهــنَّ مُعتَبِــرُ
وَكَـــم أَســاءَ ذوو جَهــل فَعــاملهم
بِـالحلم وَالحلـم يَسـتَبقى بِـهِ الظَفر
بَحــرٌ مِــن الحلـم عَـن علـم يُسـدده
وَالبَحـرُ يَعلـو وَمـا مِـن طَبعِهِ الكَدر
قَــد عمنــا صـَفداً مِـن قَبـل مـدحتِهِ
مِــن بَعـد إِن كـانَت الأَصـفاد تَنتَظِـرُ
وَاِمتـازَ رَسـمي بِـهِ وَالشـَمس تَرفع عَن
أَرض المَذَلــــة ظلّاً خَطُـــهُ الســـحر
صــَنعت لِلشــُكر عقــداً الَ مـا وَأَدت
أَبكـــاره قلــة الأَفكــار وَالغَيــر
وَلَســـتُ أَمـــدح إِلّا عَـــن مُشــاهَدة
وَالخَبَــر يُثبـت مـا لا يُثبـت الخَبَـر
ما الفَخر في المَلبس المَنسوج مِن ذَهَب
لِبــاس أَهـل العُلا مـا تنسـج الفكـر
لا زالَ مُنتَشــِراً بَعــدَ الــدُعاءِ لَـهُ
فــي كُــل قُطــر ثَنــاء نَشـرَهُ عُطـر
أحمد بن حسين باشا بن مصطفى بن حسين بن محمد بن كيوان.شاعر، من أهل دمشق مولداً ووفاةً أقام في مصر وقرأ على علمائها كما قرأ على علماء دمشق.وكانت فيه سويداء تنفره من معاشرة الناس.(وبنو كيوان بدمشق طائفة خرج منها أمراء وأعيان وأجناد ونسبتهم إلى كيوان بن عبد الله أحد كبراء أجناد الشام كان في الأصل مملوكاً لرضوان باشا نائب غزة ثم صار من الجند الشامي).له (ديوان شعر - ط).