
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وَأَغْيَــدَ مِــنْ مَـنِّ النُّعَـاسِ بِعَظْمِـهِ
كَــأَنَّ بِــهِ مِمَّـا سـَرَيْنَا بِـهِ خَبْلَا
أَقَمْنَــا بِـهِ مِـنْ جَانِبَيْهـا نَجِيبَـةً
بِأَمْثَالِهَــا حَتَّـى رَأَى جُـدَداً شـُعْلَا
إِذَا صـُحْبَتِي مَـالَ الكَـرَى بِرُؤُوسـِهِمْ
جَعَلْــتَ السـُّرَى مِنِّـي لِأَعْيُنِهِـمْ كُحْلَا
إِذَا ســَأَلُونِي مَـا يُـدَاوِي عُيُـونَهُمْ
بِوَقْعَــةِ بَــازٍ لَا تَحُــلُّ لَهُـمْ رِجْلَا
رَفَعْـتُ لَهُـمْ بِاسـْمِ النَّوَارِ لِيَدْفَعُوا
نُعَاســاً وَدَيْجُوجــاً أَســَافِلُهُ جَثْلَا
وَكُنْـتُ بِهَـا أَجْلُـو النُّعَاسَ وَبِاسْمِهَا
أُنَـادِي إِذَا رِجْلِـي وَجَـدْتُ بِهَا مَذْلَا
وَمَـا ذُكِـرَتْ يَوْمـاً لَـهُ عِنْـدَ حَاجَـةٍ
وَإِنْ عَظُمَــتْ إِلَّا يَكُــونُ لَــهُ شـُغْلَا
إِلَيْــكَ ابْـنَ أَيُّـوبٍ تَرَامَـتْ مَطِيَّتِـي
لِتَلْقَـاكَ تَرْجُـو مِـنْ نَدَاكَ لَهَا سَجْلَا
إِذَا مَنْكِـبٌ مِـنْ بَطْـنِ فَلْـجٍ حَبَا لَهَا
طَـوَتْ غَـوْلَهُ عَنْهَـا وَأَسـْرَعَتِ النَّقْلَا
لِتَلْقَـى امْـرَأً ذَا نِعْمَـةٍ عِنْـدَ رَبِّهَا
بِـهِ يَجْمَـعُ الأَعْلَـى لِرَاكِبِهَا الشَّمْلَا
أَبَــتْ يَــدُهُ إِلَّا انْبِسـَاطاً بِمَالِهَـا
إِذَا مَـا يَـدٌ كَانَتْ عَلَى مَالِهَا قُفْلَا
أَبَــا يُوسـُفٍ رَاخَيْـتَ عَنِّـي مَخَـانِقِي
وَأَتْبَعْــتَ فَضـْلاً لَسـْتُ نَاسـِيَهُ فَضـْلَا
وَطَـامَنْتَ نَفْسـِي بَعْـدَما نَشـَزَتْ بِهَـا
مَخَـاوِفُ لَـمْ تَتْـرُكْ فُـؤَاداً وَلَا عَقْلا
فَمَـا تَحْـيَ لَا أَرْهَـبْ وَإِنْ كُنْتُ جَارِماً
وَلَـوْ عَـدَّ أَعْـدَائِي عَلَـيَّ لَهُـمْ ذَحْلَا
كَــأَنِّي إِذَا مَـا كُنْـتُ عِنْـدَكَ مُشـْرِفٌ
عَلَـى صـَعْبِ سَلْمَى حَيْثُ كَانَ لَهَا فَحْلَا
وَكَــمْ مِثْـلُ هَـذِي مِـنْ عَضـُوضٍ مُلِحَّـةٍ
عَلَــيَّ تَـرَى مِنْهَـا نَوَاجِـذَها عُصـْلَا
فِــدىً لَــكَ أُمِّـي عِنْـدَ كُـلِّ عَظِيمَـةٍ
إِذَا أَنَـا لَـمْ أَسـْطَعْ لِأَمْثَالِهَا حَمْلَا
دَفَعْـــتَ وَمَخْشــِيٍّ رَدَاهَــا مَهِيبَــةٍ
جَعَلْـتَ سـَبِيلِي مِـنْ مَطَالِعِهَـا سـَهْلَا
وَكُنْـتُ أُنَـادِي بِاسـْمِكَ الخَيْـرَ لِلَّتي
تَخَـافُ بَنَـاتِي أَنْ تُصـِيبَ بِهَـا ثُكْلَا
كَفَيْـتَ الَّـتي يَخْشـَيْنَ مِنْهَا كَمَا كَفَى
أَبُـو خَالِـدٍ بِالشـَّأْمِ أَخْطَلَةَ القَتْلَى
وَيَــوْمٍ تُـرَى فِيـهِ النُّجُـومُ شـَهِدْتَهُ
تَعَــــاوَرُ خَيْلَاهُ الأَســـِنَّةَ وَالنَّبْلَا
كَــأَنَّ ذُكُــورَ الخَيْـلِ فـي غَمَرَاتِـهِ
يَخُضـْنَ إِذَا أُكْرِهْـنَ فِيـهِ بِهِ الوَحْلَا
صــَبَرْتَ بِــهِ نَفْســاً عَلَيْـكَ كَرِيمَـةً
وَقَــدْ عَلِمُــوا أَلَّا تَضـَنَّ بِهَـا بُخْلَا
تَجُــودُ بِهَــا لِلَّــهِ تَرْجُـو ثَـوَابَهُ
وَلَيْــسَ بِمُعْــطٍ مِثْلَهَـا أَحَـدٌ بَـذْلَا
وَفِــيٌّ إِذَا ضــَنَّ البَخِيــلُ بِمَــالِهِ
وَفِـــيٌّ إِذَا أَعْطَـــى بِــذِمَّتِهِ حَبْلَا
حَلَفْــتُ بِمَــا حَجَّــتْ قُرَيْـشٌ وَنَحَّـرَتْ
غَـدَاةَ مَضـَى العَشْرُ المُجَلَّلَةَ الهُدْلَا
لَقَــدْ أَدْرَكَـتْ كَفَّـاكَ نَفْسـِيَ بَعْـدَمَا
هَـوَيْتُ وَلَـمْ تُثْبِـتْ بِهَـا قَـدَمٌ نَعْلَا
بَنَـى لَـكَ أَيُّـوبٌ أَبُـوكَ إِلَـى الَّـتي
تُبَادِرُهَـا الأَيْـدِي وَكُنْـتَ لَهَـا أَهْلَا
أَبُـوكَ الَّـذي تَـدْعُو الفَوَارِسُ بِاسْمِهِ
إِذَا خَطَــرَتْ يَوْمــاً أَسـِنَّتُهَا بَسـْلَا
أَبٌ يُجْبَــرُ المَــوْلَى بِــهِ وَتَمُــدُّهُ
بُحُـورُ فُـرَاتٍ لَـمْ يَكُـنْ مَاؤُهَا ضَحْلَا
لَقَـدْ عَلِـمَ الأَحْيَـاءُ بِـالغَوْرِ أَنَّكُـمْ
إِذَا هَبَّـتِ النَّكْبـاءُ أَكْثَرُهُـمْ فَضـْلَا
وَأَضــْحَتْ بِــأَجْرَازٍ مُحُــولٍ عِضـَاهُهَا
مِنَ الجَدْبِ إِذْ مَاتَ الأَفَاعِي بِهَا هَزْلَا
وَرَاحَــتْ مَرَاضــِيعُ النِّسـَاءِ إِلَيْكُـمُ
سـَوَاغِبَ لَـمْ تَلْبَـسْ سـِوَاراً وَلَا ذَبْلَا
وَجَـاءَتْ مَـعَ الأَبْـرَامِ تَمْشـِي نِسَاؤُهَا
إِلـى حُجَـرِ الأَضـْيَافِ تَلْتَمِـسُ الفَضْلَا
مِــنَ المَـانِحِينَ الجَـارَ كُـلَّ مُمَنَّـحٍ
فَــوُوزٍ إِذَا اصــْطَكَّتْ مُقَرَّمَـةً عُصـْلَا
وَأَنْـتَ امْـرُؤٌ مِـنْ أَهْلِ بَيْتٍ تَوَارَثُوا
كِـرَامَ مَسَاعِي النَّاسِ وَالحَسَبَ الجَزْلَا
الفَرَزْدَقُ هُوَ هَمَّامُ بْنُ غَالِبِ بْنِ صَعْصَعَةَ المُجَاشِعِيُّ التَّمِيمِيُّ، لُقِّبَ بِالفَرَزْدَقِ لِجَهَامَةِ وَجْهِهِ وَغِلَظِهِ، وَهُوَ مِنْ اشْهَرِ الشُّعَرَاءِ الْأُمَوِيِّينَ، وَعَدَّهُ ابْنُ سَلَّامٍ مِنْ شُعَرَاءِ الطَّبَقَةِ الْأُولَى الإِسْلَامِيِّينَ، وَكَانَ الفَرَزْدَقُ مِنْ بَيْتِ شَرَفٍ وَسِيَادَةٍ في قومِهِ فَكَانَ شَدِيد الفَخْرِ بِهُمْ وَكَانَ لِسَانَهُمْ عِنْدَ الْخُلَفَاءِ وَالْوُلَاةِ، وَلَهُ مَعَ جَرِيرٍ وَالاخْطَلِ اهَاجٍ مَشْهُورَةٌ عُرِفَتْ بِالنَّقَائِضِ، وَكَانَ مُتَقَلِّبًا فِي وَلَائِهِ السِّيَاسِيِّ وتَعَرَّضَ لِلسّجْنِ وَالمُلَاحَقَةِ مِنْ قِبَلِ عَدَدٍ مِنْ الوُلَاةِ، وَقَدْ عُمِّرَ حَتَّى خِلَافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَمَاتَ سَنَةَ 110 لِلْهِجْرَةِ.