
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إليــك ذرينــي والجــوى لا تقـدّمي
فمـا أنـت لـي دار الإقامـة فاعلمي
ذرينــي وغــرّي ويــك غيـري مُحلّلاً
لوصـــلك بالآمـــال غيـــر محــرَّم
فإنــك دنيــا بــرق لمعــكِ خُلَّــبٌ
جهــام مــتى يرفــع بنـاؤك يهـدم
وأنـــك لا يرجــى نعيمــك للبقــا
مــتى تملكـي قلبـا تغـرّي وتنقمـي
وعنــدي لمــن يهـواك خيـر نصـيحةِ
لـه فـي معـاني شـرحها خيـر مغنـم
يــــوالي ولاة الحـــق آل محمـــد
فحُبُّهـــم فــرض علــى كــل مســلم
هم العروةُ الوثقى هم الركنُ والصفا
هــم الحـجُّ المسـعى هـم بئرُ زمـزم
هــم شـجرة الطـوبى وسـدرة منتهـى
هــم جنــة المــأوى ونـارٌ لمجـرم
هـم التينُ والزيتون والشمسُ والضحى
وطــه ومـا قـد جـاء فـي فضـل آدم
هــم مــرج البحريـن يخـرج منهمـا
قلائد در للأنـــــــام منظَّـــــــم
هــم ك ه يــا عيــن ص ومــا أتـى
مـن الآي فـي ميلاد عيسـى بـن مريـم
هــم حجــةُ الرحمــن بيــن عبـاده
هـمُ الحبـلُ حبـل اللّـه لـم يتصـرَّم
أنــاسٌ أتــى جبريــل يســأل ربـه
بقــدرهم العــالي علـى كـل مغنـم
فيـا رب اجعلنـي بهـم خادمـاً لهـم
فقــال لــه أنــت المقـرَّب فاخـدم
أعــاذل ذرنــي فـي هـوى آل أحمـدٍ
وإن تـك فـي حكـم الهوى جائراً عمي
أتعـذلني فـي حـب قـوم هـم الهُـدى
إلــى ســبلٍ تجلـو دجـى كـل مظلـم
دع الشـك واعمـل بـاليقين تفـز به
وسـلِّم إلـى داعـي المحقيـن واسـلم
وخـلِّ الـتزام الـرأي فـالرأي مهلكٌ
ذويـه وحبـلُ اللّـه فـي الأرض فالزم
ألــم تــرَ أنَّ الـرأي إبليـس صـدَّهُ
مخالفــــة عنــــد الســـجود لآدم
كفـى بالـذي يلـوي عـن الحـق أنـه
تعــامى فلمــا أن رأى رشـده عمـي
أقــول وقــول الحـق يطـرق خـاطري
إذن ولسـان الصـدق ينطـق فـي فمـي
ســتعلو بــإذن اللّــه أعلام نصـره
نزاريَّــة مــا بيــن فــرسٍ وديلـمِ
ويملأ عـــدلاً بعــد جــور وينطفــي
لأعــداء آل المصــطفى كــل مضــرم
خلعــتُ عــذاري فـي هـواهم تقحمـاً
ومــن يــرجُ بحــراً زاخـراً يتقحَّـم
وكيـــف وإنـــي عنهـــم متــأخراً
وحبهـــم بــاللحم يمــزجُ والــدم
فلمَّـا رأيـتُ النـاس فـي خـوض غيّهِم
يقولــونَ لــن ننجــو بغيـر معلِّـم
تيقنـتُ أن لا بـدَّ مـا دامـت الـدنا
لكــل زمــانٍ مــن إمــام مــترجم
وأصــبحتُ فتــاش الحقــوق وأهلهـا
ومــن يـك فتاشـاً عـن الحـق يَغنـم
مجيباً لداعي اللّه في القرب والنوى
أجـوبُ الفيـافي معلمـاً بعـد معلـم
مـن الحِلَّـةِ الفيحـاء حـتى تركتهـا
وبغــداد خلفـي لـم أطأهـا بمنسـم
وجئتُ أوانــاً ثــم وافيــت أختهـا
صــريفين واخــترتُ القليــب مُخيَّـم
ووافيــت ســامرَّا وتكريــت بعـدها
وقلـــت لروحــي بالقليعــةِ رِنّــم
وجـــاوزتُ نخلاً بالبوازيــج شــمخاً
أجــوبُ فِجــاج الأرض جــوب المصـمم
وزحـتُ عـن الحـدباءِ بغضـاً بأهلهـا
فقــد جمعــت أكنافهــا كـل مـأزم
ولـم يـكُ لِـي فـي تـل أعفـر منزلاً
فــدينهم ديـن اللعيـن ابـن ملجـم
ولـم ألـقَ فـي سـنجار من يلتقي به
ســوى دلــو بئرٍ نـازلٍ قعـر مظلـم
وســرتُ حثيثــاً مـن دنيسـر بعـدما
جعلــتُ إليهـا مـن نصـيبين مقـدمي
ولمـا انتهـى للرّقـة السـير لاح لي
مــن اللّـه نـور سـاطع غيـر مظلـم
وصـلتُ إلـى الـداعي الجليـل فدلَّني
علـى الـدرب لكـن كنـت غيـر مُتمَّـم
أبـــا أحمــد الــداعي لآل محمــد
بــــدعوةِ حـــقٍّ ثـــابتٍ مُتحكّـــم
يسـمَّى سـمي اللّـه فـي الخلق أحمداً
بــوجهٍ كبــدرٍ طــالع بيــن أنجـم
فجــاوزتُ لمــا أن تحقــق مطلــبي
خفاجيَّـــةٍ بــاتت بأكنــافِ عكــرم
ولمــا قطعنــا جســر بـالس عرَّجـت
صــدور ركــابي نحوهـا غيـر محجـم
وسـارت بنـا تطـوي الفجـاج وجاوزت
لشــط الفــرا فـي كـل حـزمٍ مصـمَّم
هطلنــا بـوادي المنحـوان بليلنـا
مــن المـزن كـل فـي أواخـر مـرزم
ولمَّـا أتينـا الشيح والليل قد بَدتْ
عســاكره فــي كــل أســود مُقتــم
نزلنـا وقـد وافـى الكرى دير حافرٍ
وســرنا وأربـاب السـُرى غيـر نـوَّم
نجــوبُ الفلا مـا بيـن أشـعث أغـبر
يحــنُّ إلــى الهـادي وأجـرد أدهـم
ولمَّـا وصـلنا مـاء كاسـر لـم يكـن
لنــا معــدل عـن روضـها المتبسـِم
نزلنـا بهـا ثـم انثنينـا بركبنـا
إلــى حلــب والليــل ليـس بمعتـمِ
ولمـــا تجشـــمنا قويــق بغــدوةٍ
تزايــد بــي شـوق المحـب المـتيم
وبتنــا بأكنــاف القنـاطر بعـدما
قطعنـــا قريـــاتٍ بعـــزم مُصــمم
وجئنـا إلـى سـرمين والغيـث هاطـلٌ
علــى كــل سـبط الراحـتين غشمشـم
وجزنـا بهـا نحـو المعـرة وانتحـى
بنـا شـجر الزيتـون فـي كـل جرثـم
إلــى أن وصــلنا كفـر طـاب عشـيَّةً
وقــادح أربــاب الـثرى كـل مضـرم
ولمــا وصــلنا أرض شــيزر صــدَّنا
مســيلٌ مـن العاصـي شـديد التهجـم
فرحنــا بعــون اللّـه نقطـع مـوجه
كمـا فعلـت فـي الـترب كـف المنجم
وسـرنا إلـى مصـياف سـعياً كما سعى
إلـى الـبيت قـوم مـن قريـشٍ وجرهم
وقــد نشــر الرحمـن أطمـار سـندسٍ
علــى كــل حــزمٍ بالريــاض مُعمـم
إلـى أن حططـتُ اليـوم رحلـي مسلماً
إليــك وهــا أنـت المحكـم فـاحكم
فـإني رأيـتُ الخلـق قسـمين قـائلاً
عرفــتُ بعقلــي كالحـديث المـترجم
وآخــر بالعقــل الصــحيح ونــاطقٍ
عــن اللّــه للعقـل الصـحيح مفهَّـم
فـإن صـح فـي العقل انثنيتُ بزعمهم
محقـاً ومـن ينكـر قـوى الحـق يندم
وإن كــان مـن عقلـي مقالـة صـادقٍ
نجـوتُ ومـن يعـدل عـن الحـق يظلـم
مزيد بن صفوان بن الحسن بن منصور بن دبيس الأسدي الحلي.شاعر من أهل الحلة المزيدية، ومن أمراء هذه الأسرة. انتقل إلى مصياف (بقرب اللاذقية) وتوفي بها له (ديوان شعر - خ).