
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ســجعت ونحـن علـى الرمـال رقـودُ
ورقــاءُ زيَّــن ســجعها التغريــدُ
فتنبَّـه القـوم النيـام مـن الكرى
وعلــوا علـى متـن الركـاب قـدود
مـا أن لقـى فيهـنَّ مـن طول السرى
إلاَّ عظـــــام قــــددت وجلــــود
يغللـــن ناحيـــة الفلا بمناســمٍ
بســراتها تحــت الحمــول حديــد
ويغصــنَ فــي بحــر الظلام كأنَّمـا
نســـجت لهــنَّ مــن الظلام بــرود
وتــرى الثريــا تســتحيل كأنهـا
غرســت ببســتان الجنــى عنقــود
أن تســـجعي ورقـــاء إلاَّ تفجعــي
دنفــاً هــواه علــى عـزاه يزيـد
سـكران مـن فـرط الصـبابة صـاحياً
يقظــاً ويــأنفُ جفنــه التســهيد
ما خلت أن يقوى بما أنا في الهوى
رضـــوى ولا يقــوى بــذاك همــودُ
فكأنمـــا ليلـــي نهــار ســرمدٌ
وكـــأنَّ أيـــامي ليـــالٍ ســـود
كـم وقفـةٍ لـي بالـديار وقـد عفت
تلـــك الــديار بــوارق ورعــود
شـوقي لمـن يقضـي التفـرق من لها
مــن ليّــن الغصـن الرطيـب قـدود
ولهـا مـن الصـبح المنيـر وضـوئه
وجــــه بلا كلــــف إذن محـــدود
ومرجـــحٍ فـــي واضـــح فكـــأنه
نـــون بهـــامش رقعـــةٍ ممــدود
ولهــا محــاجر مقلــة مـن نرجـسٍ
ولهــا مــن الـورد الطـري خـدود
ومــن المســرحة القــوابض مـؤنسٌ
ولهــا مــن الـدر الثميـن نضـيدُ
ومـــن الســـلافة ريقـــه ومـــن
الـورود عـبيره ومـن الجـآزر جيد
ومــن الحيـا نحـر يزينـه الحيـا
قـــد كلَّلتـــه مراســـل وعقــود
ولهـا مـن الـبرد الصـقيل تـرائبٌ
ولهــا مــن الـورد النقـي نهـود
ولهــا مـن الغصـن المكـرم مرفـقٌ
رســب ومــن طبــع العفـاف زنـود
ومعاصــم معصــومة عـن ذي الخنـا
وأنامـــلٌ مثـــل الأســارع عيــد
ومــن الخمــاص حشـاً وخصـر ناحـلٍ
يعلــو عليهــا ردفهــا المكـدود
ولهـا مـن الفخـذ الرخيصـة مدلـجٌ
ســـاق وكعـــب ادغـــر مـــزرود
ويزينهـــا قـــدم لطيــف مــاله
أثــرٌ يفــوق علـى الـثرى موجـود
أتعـــود أيــامي بــزورةِ بابــلٍ
هيهـــات أيـــام مضـــت أتعــود
والحلــة الفيحــاء فيهـا طينـتي
دار بهــا أهــل النــدى والجـود
أيــام أســحب فـي ريـاض وصـالها
بــرد الشــباب الغـضَّ وهـو جديـد
نعمـاً لهـا دار يعـمُّ بهـا الحيـا
تـــأوي مرابعهــا ظــبىً وأســود
ويـدي الكريمـة لـم تـزل مغلولـة
فيهــا وطيــب العيـش وهـو رغيـد
أصــفي لهــا ودي فيهلــك بيننـا
كمـــداً عـــدوٌ شـــامتٌ وحســـود
فطـن الزمـان بنـا فأصـبح شـملنا
متشـــتتاً للوصـــل وهــو فقيــد
وبقيـت أرجـو مـا عهـدت ولـي بـه
أمــلٌ أظــن لمــا رجــوت بعيــد
مــن لــي بـذلك والفـرات ودجلـة
ومهـــامه دون المـــزار وبيـــدُ
فـــدع اذكـــار مرابــع وأحبَّــة
نقضـــت مواثيـــقٌ لهــم وعهــود
وخطـوب ذي الـدنيا الدنيـة أنهـا
دار يشـــيبُ لهولهـــا المولــود
واتبــع هدايــة آل أحمــد إنمـا
لهــم المكــارم فـي غـدٍ والجـود
قــوم هــم شــرف القصـيد ونظمـه
مــا إن نبــا بالأصــغرين قصــيد
الســـابقون المــدركون بســبقهم
والســادة الغــرُّ الكـرام الصـيد
الصـــائمون المــؤثرون بقــولهم
والقــــائمون وركــــعٌ وســـجود
النـــاطقون الصــادقون بنطقهــم
مــا جـاء فيـه الشـرع والتمديـد
الآمـــرون الضـــامنون بوعـــدهم
لا نكــــسَ يغشـــاهم ولا تهديـــد
نظــر المهيمـنُ فـي الخلائق نظـرة
قــدماً وقــد عــبرت سـواه عبيـد
فاختــار أحمــد واصــطفاه وخصـَّه
بــأخيه حيــدر وهــو عنـه يـذود
مـن معشـر سـبقت إلـى طلـب الهدى
والـــدين مــن آبــائهم وجــدود
ثـــم اجتبــاه بــوحيه وبقربــه
فتنــــزَّل القـــرآن والتأييـــد
وحبــا أخـاه بـذي الفقـار وقـوة
فيـــه فـــآمن كـــافرِ وجحـــود
فبنـى الرسـول الـدين وهـو مهـدَّم
ومحــا الوصـيُّ الشـرك وهـو مشـيد
وتلا النـبي فـأنت منـذر مـن عمـى
ولكـــل قـــومٍ ناصـــح ورشـــيد
وأقــام فــي يـوم الغـدير وصـيَّه
قــد زانــه التقــديس والتمجيـد
وأتــاه جبرائيــل عـن رب السـما
بَلِّـــغ فمـــا دون البلاغ محيـــد
فبــدا بجمعهــم وحيــن تجمعــوا
بــانت مـن الحقـد العظيـم كمـود
أخــذ النـبيُّ يـد الوصـي مناديـاً
وبهــــامه ببهــــامه معقــــود
مــن كنــت مــولاه فهــذا حيــدر
مــولى أشــاد بفضــله المعبــود
أنــا للعلــوم وللنبــوة فيكمـو
دار وهـــذا البـــاب والأقليـــدُ
وهـو السـفينة مـن يسـير بها نجا
وإذا تخلَّــــــف للفلاء يعـــــود
أرضــيتُم قــالوا نعــم وقلـوبهم
فيهـــا لآل بنــي النــبي حقــود
حـــتى إذا قبــض النــبي وضــمَّه
مــن بعــد ذلــك قـبره الملحـود
وثبـوا إلـى سـوق النفاق فأضرموا
نــاراً لهــا تحـت الـدخان وقـود
وابــتزت الزهــراء فـاطم إرثهـا
فـــدكاً وكــانوا عصــبة وعبيــدُ
قـــالوا نـــبيٌّ لا يــورث ولــده
كـــذبوا فــإن مقــالهم مــردود
مــا كــان زكريــا يــورث ابنـه
يحيــــى ولكــــن ابنــــه داؤد
وتناولوهــا واحــداً عــن واحــدٍ
وأبـــو الأئمـــة عنهــم مزهــود
مــا بيــن تيمــيٍّ إلــى عـدويها
انتاشـــها أمويهـــا المـــردود
ورمــى بهــا فـي سـتة شـورى بلا
نـــصّ يقصـــِّر بعضـــهم ويزيـــد
فتجمعــت عصــب النفــاق وعلقــت
لهـــم بأعنــاق الطغــاة بنــود
يولـــون أمهــم مصــالح أمرهــم
عصــب إلــى ســبل الضــلال تقـود
وأتـت علـى الجمـل الحدوب وحولها
مــا بيــن طلحـة والزبيـر جنـود
تسـعى مـن الـبيت الحـرام فنبحَّـت
شــؤماً كلاب الحــوب وهــي رقــود
هـل يسـتوي الأعمـى ومـن هـو مبصرٌ
أو يســـتوي حطــب الفلا والعــود
أم يحسـب الـدر الثميـن مع الحصى
أم هـــل تســاوى أضــبعٌ وأســود
خيـر البريـة بعـد أحمـد مـن هـو
النبــأ العظيـم لـه بـذاك شـهود
آيــات عــمَّ يســألون ومــا بهـا
فـــأبو أئمتنــا هــو المقصــود
مـن لـو حـوى بيـديه عـوداً يابساً
حقـــاً لأورق فــي يــديه العــود
أو صــافح الجلمــود أخـرج مـاءه
مـــن ســـره يتفجَّـــر الجلمــود
رجــل لــدين اللّــه كـان مشـيداً
وهـــو الــذي للمشــركين مبيــدُ
كــم قــدَّ أبطــالاً بحــدّ حســامه
فــي القــرب وهــو مجـرَّبٌ صـنديدُ
قـد بـات فـوق فـراش أحمـد ساهراً
ولــه علــى بــاب العـداة قعـود
وعلا علــى كتفيــه ثـم رقـى إلـى
هبــــل فنكســـَّه وخـــرَّ بديـــدُ
إن كــان آدم أخرجــت مــن ظهـره
أهــل النبــوة والملــوك الصـيد
فعلــي قــد نســل الأئمــة سـادة
غــرراً علــى كــل الأنــام تسـود
إن كــان نـوح للسـفينة قـد بنـى
ونجــا مــن الطوفـان وهـو شـديد
فعلـــي لأيــام المعــاد وولــده
ســفن النجـاة عـن الكـرام تـذود
أو كــان إبراهيــم أصـبح ناجيـاً
لمَّـــا رمــاه بنــاره النمــرود
وعلــي كــان إذا الحـروب تسـعَّرت
يبــدو لهــا فتقــود وهـي خمـود
وإلـى النـبي داؤد قـد خضـعت لـه
شــمم الجبــال وطيرهـا المشـدود
والجـــنُّ طائعـــة لـــه ولابنــه
هـــذا يغــوصُ بهــا وذا مصــفود
والريــح جاريــة تســير بــأمره
تمضــي إلــى مــا يشـتهي ويريـد
وعلـــيُّ طــوَّق خالــداً إذ جــاءه
يبــدو النفـاق وفـي يـديه عمـود
وهــوى إلــى بئر يقاتــل جنهــا
فتضـــمنتهم مـــن يــديه قيــود
وتزعزعــت قمــم الجبــال مخافـةً
منـــه وهـــن الشــامخات صــمود
أو كــان معجــز صـالح فـي ناقـةٍ
خلقـــت لـــه إذ كــذبته ثمــود
فعلــي معجـزة البتـول أتـى بهـا
ربـــاً وكـــان وليهـــا محســود
وعصـاة موسـى فـي الـورى كانت له
فيهــا مــآرب فـي الصـفات تزيـد
وعلـي صـاحب ذي الفقـار فمـن نجا
منــه بــترك الشــرك فهـو سـعيد
ثـم ابـن مريـم كـان يـبري من به
بــرص فيصــبح وهــو عنــه بعيـد
وعلــي أرجــع عيــن زيـد بعـدما
فقـــأت وذلـــك مصـــدر مســنود
ومحمــد ركــب الـبراق وسـار فـي
السـبع الطبـاق سـرى بـه المعبود
مـن يـثرب جـاء المـدائن وانثنـى
مــن غيــر شــك والأنــامُ رقــود
وإذا جهلــت فمــا لمعجــز حيـدر
حــدٌّ ويوجــد فــي الـورى محـدود
يــا لائمــي فــي حــب آل محمــد
كيـــف الملام وفضـــلهم موجـــود
أيعــود مزيــد ويــك عمَّـا قـاله
كلاَّ ولكـــن هـــل لـــذاك مزيــد
قــوم هــم يـوم المعـاد وسـيلتي
إذ حبهـــم لـــي طــارف وتليــد
أيعـــدُّ مزيـــد فضــل آل محمــد
هيهــات أن يحصــي الـتراب عديـد
صــلَّى الإلــه عليهــم مــا شـرَّقت
شـــمس ومــا طلــع الظلام جديــدُ
مزيد بن صفوان بن الحسن بن منصور بن دبيس الأسدي الحلي.شاعر من أهل الحلة المزيدية، ومن أمراء هذه الأسرة. انتقل إلى مصياف (بقرب اللاذقية) وتوفي بها له (ديوان شعر - خ).