
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
سـقى الجنينـة ذات المنـزل الرحـب
بغــامرِ المـزن مـن هطَّالـةِ السـكب
وجـــاده عاديــات فــي مســاكنها
تســحُّ ودقــاً غزيــراً دائم السـحب
دار العلــوة قــدماً كنـت أعهـدها
والعيـش نضـراً وشـملي غيـر مضـطرب
أيـام كنـتُ بهـا اللهـو وبـي طـربٌ
مـع الغـواني فيـا ناهيـك مـن طرب
مــا بيـن جرعـة جـود قـد يؤزرهـا
رعــشٌ ومحضــرها فـي دفقـة السـحب
فهيفـاءُ تمشـي إذا مـا زانهـا قبس
تهـتزُّ كالغصـن فـي تيـهٍ وفـي عجـب
علقتهـــا والصــبا غــضٌّ برونقــه
كلؤلـؤِ النظـم فـي سـلكٍ مـن الذهب
تشــمِر الــذيل فـي عـزٍّ وفـي دعـةٍ
مـا بيـن أهـلٍ وملـكٍ وافـر النسـب
فصـادف الـدهر ذاكَ العيـش فانصرمت
أيـامه الغـرُّ حـتى صـار يلعـب بـي
وزال مـا كنـت أرجـو مـن مصـاحبتي
بنـا الزمـان لخـوف القـادر النشب
فكـرَّت فـي زمنـي إذا راعنـي أبـداً
بصــرفه الغــادر الفتَّـاك كـالكلب
وتـاقت النفـس تسـمو بالـذي عرفـت
مــن العلـوم الـتي تمتـاز بـالأدب
فقلــت للنفـس جـدي بالمسـير إلـى
خيــر البريـة مـن عجـم ومـن عـرب
وحجــة الخلـق فـي سـترٍ وفـي علـنٍ
تسـري إليـه جميـع الخلق في الطلب
ولــذ بــه موقنـاً واقصـد لجيرتـه
تنجـو بـه مـن عظيـم الهـمّ والكرب
فحيــن يمَّمــتُ ســيري نحـوه وبـدا
فردنـي البـاب بعـد الكّـدِ وَالتعـب
داعـي الـدعاة ومهدي الناهجين إلى
ســـبل الرشــاد بلا شــكٍ ولا كــذب
وعــدت أقصـدُ مـن لـولاه مـا عرفـت
سبل الهدى وأقتدي ما جاء في الكتب
قــال الإمــام حــديثاً صــح وارده
عـن الثقـاتِ وأهـل النـور والحجـب
لــو خلـتِ الأرض يومـاً مـن مثبتهـا
لمــــادت الأرض والأفلاك بــــالقطب
وقـال مـن مـات منكـم ثـم ليـس له
علـم بـه مـات كـالمجهول في الحقب
لـولا الـدليل لمـا كـان الطريق به
علمــاً ولا كــان ذا نطــق وذا أدب
وأفهــم النــاس عـن غـيٍّ برقـدتهم
فأصــبحوا كــدواب الرعــي للعشـب
ولــم يكــن يخلـق الرحمـن خلقتـه
مـن سـائر الخلـق فـي بعد وفي قرب
يـا أيهـا الأخ ذو الإنصـاف كن فطناً
واســـمع كلام فطيــنٍ مشــفقٍ حــدب
إن كنــت ترجـو نجـاة ثـم تطلبهـا
بـالقبر فاسـلك طريـق الحق والرتب
الحــق عنــد رجـال الـدين انَّ لـه
أهلاً فأصــغِ لقــولي غيــر مكتســب
عـن الطريـق مـع القيـد الذي نشأت
فيــه القواعــد بــالآداب والرتـب
فالعقــل ليــس بكـافٍ حيـن تعرفـه
بدايــة بــل بقــولٍ محكــم لنـبي
كــذا الإمامــة لا تخلــو قواعـدها
بـالعلم والحكـم فـي نـصٍّ وفـي نسب
دينــي ومعتقـدي قـول المحـق ومـن
يــأتي بــه كــل ذي عقـلٍ وذي أدب
قبــول أمرهمــا لا ينتهــي أبــداً
إلا إلـى الخيـر والإرشـاد في الطلب
هـذا ولمَّـا رأيـت النفـس فـي عـدمٍ
جهــدتُ ســعياً وجـدي منتهـى طلـبي
ورحــتُ أبــذل نفســي فــي محبتـه
مـن غيـر مـا خشـيةٍ تبـدو ولا رهـب
مزيد بن صفوان بن الحسن بن منصور بن دبيس الأسدي الحلي.شاعر من أهل الحلة المزيدية، ومن أمراء هذه الأسرة. انتقل إلى مصياف (بقرب اللاذقية) وتوفي بها له (ديوان شعر - خ).