
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
سـِلُّوا سـيوف لحـاظكم سـِلُّوا
إنَّ الغــرام لمهجــتي قتـلُ
أو لوِنوا الوجنات واكتحلوا
إنَّ الســهاد لمقلــتي كحـل
للّــه قلــب كــان يصـحبني
فلقـد سـبتهُ الأعيـنُ النجـلُ
مــن كـل كاعبـةٍ إذا خطـرت
نطـق الوشـاح وأفحـم الحجل
بـرزت وقـد حـمَّ الفراق وقد
نعـق الغـراب فشـتَّت الشـمل
فكــأنَّ منبــع جفنهـا هتـنٌ
وكــأنَّ موضــع خطوهـا وحـل
أجلـى الصـباح جبينها القاً
فمضـى الظلام القاسـم الجثل
والحاجبــان لهــا كأنهمـا
قوسـان فـرَّق فيهمـا النبـلُ
كـثرت نصـال لحاظهـا فلهـا
فــي كـل مهجـة عاشـقٍ قتـل
فوصــالها بعــد ونائلهــا
قــرب وكــثرة وعـدها مطـل
هيهـات تسـعد بالوصـال لنا
سـُعدى وتجمـل بـالهوى جمـل
وأنـا المقيـم مقام عاذلتي
قـد حـل وتـر مسامعي العذل
مـن مبلـغ قـومي وإن طلبوا
قربـي فلـي عـن قربهـم شغل
بخـل الزمـان بهـم فأسكتني
دار المقامــة ذلـك البخـلُ
ولقـد رأيـت وصـالهم عبثـاً
ووصـال مـن أهـوى هو الوصل
ولقــد شـربت أجـاج بحرهـم
زمنــاً وشـرب مـذاقه يحلـو
وطــويت أيــامي علـى خطـرٍ
طيــاً يشـيب لهـوله الطفـل
متتبعــاً للتــائهين علــى
بعـد المسـافة أينمـا حلَّوا
ضلُّوا ولو طلبوا الدليل لهم
سـبل النجـاة لهم لما ضلُّوا
حــتى علقــت بحـب آل بنـي
الزهـراء فاسـتوى بي الخبل
فلقـد رأيـت الحـق منقسـماً
قسـمين يكـثر فيهمـا الجدل
هـذا يقـول تعلمـوا وخـذوا
منــي ليـذهب عنكـم الجهـلُ
ويقـول ذا لا تسـمعوا أبـداً
مـا قـد يخـالف قوله الفعل
فمــن المحــق إذن لنعرفـه
فـالحق في الحالين قد يحلو
إن كـان يكفـي العقل معرفة
فبــأي شــيء جـاءت الرسـل
بالأصل أم بالفرع جاءوا فقد
جـاءوا بـدينٍ مـا لـه أصـل
يـا أمـة تركوا الدليل لهم
حــتى تـوارت عنهـم السـبل
هـذا هـو العذب الفرات وما
يتجرعـــون فــإنه المهــل
هــذا ابـن فاطمـة ودعـوته
فـي الخلق وهو لما دعي أهلُ
هـذا ابـن حيدرةٍ الرضي رقى
في الأرض حتى في السما يعلو
هـذا هـو النجل الشهيد وذا
لعلــي وجعفـر وابنـه نجـل
هـذا ابـن إسـماعيل ليس له
فيمــن تقــدَّم عصــره مثـلُ
هـذا كـآدم فـي الأنـام فهل
تلقـــى لآدم غيـــره شــكل
هــذا كنــوحٍ فــي سـفينته
والخلــق فــي طوفـانه ظـلُّ
هـذا كـإبراهيم مـذ عـدلوا
عنــه إلـى نمرودهـم ذلُّـوا
هــذا كــداؤد الـذي سـجدت
معـه الجبـال وطيرها الهدل
هـــذا ســـليمان وخــاتمه
لمــا دعـت لجنـوده النمـل
هــو كموسـى والعصـاة بهـا
فينــا يهـشُّ وفيهـم العجـل
هـذا مسـيحُ العصر لو عقلوا
لكــن تــولَّى عنهـم العقـل
هـذا الوصي الطهر لو علموا
لكــنَّ حشــو صــدورهم غــلُّ
هـذا السـلالة مـن نزار فمن
عــرف الجميـع فـأنه الكـلُّ
هـذا الصـراط المستقيم لنا
هـذا هـو الميـزان والعـدل
هـذا هـو التنزيل لو علموا
هـذا هـو التأويـل والفصـل
هـذا كتـاب اللّـه لو فطنوا
هــذا هـو التحريـم والحـلُّ
هـذا أميـر النحل فاعتبروا
قــولي وشـيعته هـم النحـل
هـذا هـو الحـق المـدان به
للّــه وهــو الأمـر والفضـل
نــور تنقَّــل دائمـاً وبـدا
منـه الكمـال الجـد والنقل
شــيم عديـدة ليـس تـدركها
حــتى تعـدُّ القطـر والرمـل
فاصـغوا وقـروا في مسامعكم
أم فــوق كــل قريحـة قفـل
لا تحسـبوا أنَّ الهـدى عبثـت
والأمــر فــي تحصـيله سـهل
لاحَ الصــباح لمبصــرٍ فـرأى
نــور الهدايـة وهـو مُخضـَّل
ورأى غصــون العلـم مثمـرة
قـد حـان مـن ثمراتها الأكل
مـا صـاح صـائحها ليـدركها
عـبر الجهـات الأربـع الكـلّ
إلاَّ وشـــلت للقـــاء يـــدٌ
منكــم وزلَّــت للحجـى رجُـل
مزيد بن صفوان بن الحسن بن منصور بن دبيس الأسدي الحلي.شاعر من أهل الحلة المزيدية، ومن أمراء هذه الأسرة. انتقل إلى مصياف (بقرب اللاذقية) وتوفي بها له (ديوان شعر - خ).