
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هـب لـي الكرى فلقد أودى بي السهدُ
أجلّــدُ القلــب لا يلقــى لـه جلـدُ
أســألُه فهــو مجيــبٌ حيـن تسـأله
هــل كــان غيـرك فيـه نـازلاً أحـد
يـا واحـداً بيـن أرباب الجمال ومن
أضــحى بــذلك فيهــم وهـو منفـرد
السلســبيلُ لنـا مـن فيـك أم عسـلٌ
ولؤلــؤ ســلكه المرجــان أم بـردُ
ونــور وجهــك أم بــدرٌ علـى أفـقٍ
أمَّـــا البيـــانُ فلا عــوج ولا أود
يقــول قــوم ترحَّــل لا تـرم بـدلاً
وهــل يطيـبُ إذا امتـدَّت إليـه يـدُ
يـا مـن قبلـت خطوبـاً كنـت أرهبها
عنـــه ولا ديـــةٌ عنــدي ولا فــود
إنَّ الوشــاة لمخلوقــون مــن فنـدٍ
وأكـثر النـاس ينمـو فيهـم الفنـد
إنْ نبهـوا رقبـوا أو قرَّبـوا بعدوا
أو واصـلوا فسدوا أو يوصلوا جحدوا
أصـبحتُ أصـغي إليهـم بعـدما كشـفت
لــي الغطــاء بطـرفٍ دأبـه الرفـدُ
نــاراً لحســناء لا تخبـو مواقـدها
لاحــت وقـد راح ليـل الحـب يرتعـدُ
فقلــت للركــب والخريـت فـي سـفرٍ
يقــوده الغــيُ لمـا فـاتهُ الرشـد
هاتيــك نــار وإنــي طـالب قبسـاً
منهـا ومـن شـاء نـاراً فهـي تتقـد
ومــدَّ بعــض أحبــائي إلــيَّ يــداً
كـادت تصـافحها فـي النزهـتين يـد
حــتى أتــى جبلاً بــالوادين لنــا
فيــه ينــوح حمـام الأيكـة الغـردُ
أجــوبُ رغبــاً وتســغاباً وغيهبــةً
ثلاثــة لــم يقـم فـي حملهـا أحـد
فحلَّنـــي داره مــن فــوق مرتبــة
ولاح لـي الـتين والزيتـون والبلـد
فمـا مضـيتُ إلـى الغـادين أمـدحهم
حـتى تكابـد لوعـات الجـوى الكبـد
ولا لجــأتُ مــن الـدنيا إلـى سـندٍ
لأنَّ حــب بنــي الزهــراء لـي سـند
الواصــلون بحبــل اللّـه مـن عـددٍ
وواحــد مــا يــراه ذلــك العـددُ
نـــور تجســَّد للأبصــار فانكشــفت
منـه البصـائر مـا لـم يحـوه أحـد
وعلــة توجــد المعلــول مـن علـلٍ
واللّــهُ يشــهد والأملاك قـد شـهدوا
هــو العلــيُّ فهلاَّ فــي سـواه نـرى
وهـو العظيـمُ فهـل فـي غيـره نجـد
قــل للـذين يريـدون المسـيح فقـد
جـاء المسـيحُ علـى ذي العرش يعتمد
علــى الـذي كـل وقـت لا يـزال لـه
عبــدان لا يعصـيان الـروح والجسـد
فقــل لمــن يــدعي توحيـد خـالقه
يجــلُّ عمــا تقــول الواحـد الأحـد
ليــس الموحــد مـن تحـوي مقـالته
اللّــهُ حســبي قــديرٌ عــالم أحـد
صـفات ذي الخلـق لكـنّ الموحـد مـن
بقــوله عــن جميـع الخلـق ينفـردُ
فقــل لمــن عـدم المعنـى لغيبتـه
هـذا الـذي فـي ربـوع الفرس يعتمد
ولــيُّ هــارون بـل أنتـم بـه كفـرٌ
وصـاحب السـبت بـل أنتـم بـه جحـد
هـم اليهـود عبيـد الـدهر ليس لهم
إلاَّ الخنـازير طـول الـدهر والقـرد
وقــد علمتـم بـأن مـن لا يقـرُّ بـه
عليــه خمــس مـن الخـاءات تتطـرد
هـــو الجحيـــمُ فلا مــنٌّ ولا منــنٌ
وهــو النعيــم فلا خــوف ولا جلــد
وهــو البعيــدُ فلا كشــف ولا قــرب
وهــو القريــب فلا ســتر ولا بعــد
وهــو القصــاص إذا الأغلال تخلفهـا
وهــــو الخلاصُ فلا غـــلٌّ ولا حســـد
فــأظهر الأمــر مـن فحـوى حقيقتـه
والحــبُّ عمــا ســوى عرفـانه يجـد
هـل كـان هابيـل شـيئاً فـي ظواهره
وشــكل يوســف لمــا طــاعه الأسـد
أو كــان آدم نوحــاً فــي بـواطنه
وإبراهيـم لمـا بـدا مـن ناره بردُ
أو كـان موسـى كعيسـى حيـن دعـوته
وأحمــد الطهـر فيمـا قـال يعتقـد
فلا تــردوا المعـاني عـن ظواهرهـا
إنَّ اللــبيب علــى الألبـاب يعتمـد
اسـتيقظوا واسـتجيروا فيه واتصلوا
واستنبطوا تستبينوا واطلبوا تجدوا
مزيد بن صفوان بن الحسن بن منصور بن دبيس الأسدي الحلي.شاعر من أهل الحلة المزيدية، ومن أمراء هذه الأسرة. انتقل إلى مصياف (بقرب اللاذقية) وتوفي بها له (ديوان شعر - خ).