
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مـا بـال قلبـك لا يليـن لزاجـر
متهتكــاً بهــواه غيــر مسـاتر
أعصــاه طرفــك أم أبـاح بسـره
لمَّــا أســال بـدمعه المتحـادر
إن كــان معصــية لــه فجـزاؤه
فــي ذاك أن تبلـى بليـلٍ سـاهر
أو أن يكن يروي الصبابة والجوى
عنـه فـراوي الكفـر ليـس بكافر
ذكـر الأحبـة بـالعراق أهـاج بي
شـوقاً وقـد يـزدادُ شـوق الذاكر
ومرابــعٌ بالجــامعين عهــدتها
تزهـــو بغــزلانٍ لهــا وجــآزر
أيـام كنـت أجـرُّ فـي روض الصبا
ردفــي بيــن رفــارفٍ وعبــاقر
أرمي الغرائر بالغرام إذا امرؤ
جلـب الغـرام إليـه حـب غـرائر
مـن كـل فـاترة اللحاظ إذا رنت
يـا للرجـال مـن اللحاظ الفاتر
بيضــاء كاملـة المحاسـن كـاعب
تختــال بيــن خلاخــلٍ وأســاور
أخـذت مـن الضـدَّين مـا عرفا به
مــن فــاحمٍ جثـلٍ وأبيـض زاهـر
فمـن الصـباحِ لهـا بيـاض سوالفٍ
ومــن الظلام لهـا سـواد غـدائرِ
لا غـرو إن فـرَت الجلـود وإنَّمـا
تفـري القلـوب بطـرف نبـل ساهرِ
ومـن العجـائب أن غـزلان النقـا
ترمــي فتقتــل كـل ليـث خـادر
مـا زلـتُ مقتنصـاً لأسـراب المها
أومــي فيــأنس كـل سـرب نـافر
وأروَّح البــال الرحيــب تيمنـاً
حــتى تفــاقم صـرف دهـرٍ جـائرِ
يـا سـاكني ذات النخيـل عليكـم
بالصـبر فـالمحمود عقـب الصابر
لا تبعثـوا طيـف الخيـال يزورني
فـأذوب وجـداً بالخيـال الـزائر
وتيقنــوا إنَّ الخطــوب أمنتهـا
لمَّــا ظفــرت بســيف عـزٍّ بـاتر
مـن أيـن تقـدر أن تصـوَّب نبلها
نحـوي وناصـر ديـن أحمـد ناصـر
طود إلى السبع الطباق قد ارتقى
يســمو وموضـع بحـر علـم زاخـر
ومحـل سـر الحجـة العظمـى التي
لا يختفـي عنهـا الـورى بسـرائر
فــإذا نظـرت نظـرت سـيد معشـرٍ
وإذا خــبرت خــبرت حجـة قـاهر
لا البحـر ملتطم العلوم إذا بدا
يتلـو العلـوم ولا السحاب بماطر
لـو كـانت العلمـاء تعـرف فضله
لــم تعــلُ فـوق أسـرة ومنـابر
لــو أن للعظمــاء موضــع سـره
لعلــت بتيجــانٍ لهــا ومــآذر
علمـاً مـن العلـم الذي من قاده
بهـداه لـم يك في المعاد بخاسر
وضـياءُ عـزم مـن مليـكٍ لـم يزل
فـي الملـك يحبـوه بفضـلٍ وافـر
جــرت الجيـاد فـرام رتبـة أولٍ
ليـس الجـواد علـى السباق بآخر
وتفــاخرت شــمم الأنـوف بعزهـا
فعلا بعــز اللّــه كــل مفــاخر
بعـث الشـآم إلـى العراق رسالةً
فـأتى الجواب مع الجنوب الثائر
حييــت مــن جبـل تبـوأ للعلـى
والعـزّ يرتـع فـي ربـاك الزاهر
حمـــل الشــآم تشــوقٌ وتلهُّــفٌ
جبـل يـروق سـواد عيـن النـاظر
لا أصـــله ســـهل لمــدركه ولا
نسـر السـماء إلـى ذراه بطـائر
يتفجَّــر الينبــوع مـن هضـباته
عــذباً فيغـرق بـاطن فـي ظـاهر
ويمــرُّ فــي روضٍ كوابــل مزنـة
تحــي النفــوس وكـل ورد عـاطر
يـا مـن محنـت بـه فأصـبح حبـه
منــي ممــازج للحشـا وضـمائري
انظـر إلـيَّ فـأنت جدي في الورى
ليـس التجـاوز عنـك لـي بمخامرِ
واعـذر عـن التقصير من لولاك لم
يـك فـي التغـرب للزمـان بغادر
فلـو اسـتطعت أرد شـكرك كان لي
فـي كـل عضـوٍ لـي لسـان الشاكر
يـا راشـد الـدين الـذي أرشدته
فيــك الخلائق بالزمـان الحاضـر
فـاغفر فـأنت لنـا ممـد تفضـلاً
للمســتمد مـن العزيـز الغـافر
مـن بـاقرٍ بقـر العلـوم جميعها
ولــذاك لُقِــب جــده بالبــاقر
أبـرزت فـي يـوم الضـحية لمعـة
قــد ضــمّنت درراً ونظـم جـواهر
وأمرتنــي نظـم القريـض وإنمـا
بـك عمـت في بحر القريض العامر
ونظمتهــا والليـل يحـدر صـحبه
وجلبتهــا عــذراء حليـة تـاجر
عـذراء تسـحب نحـو فضـلك بردها
أخـت القلائد مـن بنـات الخـاطر
جهــد المقـل إذا حظيـت بقطـرةٍ
مـن بحـر علمـك قلـت قولة قادر
لـم تـأتِ ألسـنة الرواة بمثلها
أبـداً ولـم تسـمح قريحـة شـاعر
مزيد بن صفوان بن الحسن بن منصور بن دبيس الأسدي الحلي.شاعر من أهل الحلة المزيدية، ومن أمراء هذه الأسرة. انتقل إلى مصياف (بقرب اللاذقية) وتوفي بها له (ديوان شعر - خ).