
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هـل لـداءِ الصـبِّ المشـوق دواءُ
أو ليـأس الـبين المشـتِّ رجـاءُ
أصــحيحٌ ران الفــراق علينــا
ليـت شـعري مـتى يكـون اللقاء
أشــرب الشـوق والهمـوم بكـأسٍ
مــترعٍ والنجــوم لــي نـدماءُ
وبنــاة الهــديل تبـدي غنـاءً
فيزيــد الغــرام ذاك الغنـاء
أي صــبر يكـون للمـدنف الصـب
إذا مـــا تغنَّـــت الورقـــاء
إنَّ فيهــا نوحــاً يُهيَّـج أحـزا
نـــي وفيـــه تــأوةٌ وبكــاءُ
ليـس مـوتي بعـد الفراق عجيباً
عجــبٌ كيــف لــي عليـه بقـاءُ
مـن بشط الفرات هل يسعد الدهر
علـى الـبين أو يعيـن القضـاء
ويعـودُ الشـمل الشتيتُ كما كان
وتنـــأى الهمــوم والبُرحــاء
ليـت لي نظرة إليكم على القرب
وهيهـــات أن تــرى العنقــاء
وإلــى شــامخ النخيـل فيطفـي
نــار قلـبي بالسيسـبانة مـاء
وتبـاهي برؤيـتي الروضـة الخض
راء زهــواً والمزنـة الزرقـاء
والهـوى طـائعٌ لأمـري وقـد هبَّت
مـــــن الشـــــباب هــــواء
فـــتراءت ظبـــاؤه تتبـــارى
جــافلاتٍ لمــا تــولّى الـبراء
نــافرات عنــي نفــور أنــاسٍ
مــن أنـاس ظنـوا بهـم شـعراء
جــذبوا بــالأكف حبــل فســادٍ
فرمتهـــم بفعلهـــا الأهــواء
وتولــوا عنـد الصـباح نيامـاً
وتـــولَّت عليهـــم الأطغيـــاءُ
زعمـوا أن لا طريـق إلاَّ بالعقـل
إلــى اللّــه والعقــول سـواء
كــذبوا لــو كــان ذلـك حقـاً
لاســتوى الجــاهلون والعلمـاء
ولكــانت تشـبَّهت برسـول اللّـه
فـــي العقــل أنفــس زهــراء
وإذا كــان عالمــاً بكــل مـن
أوجــد فيـه القيـاس والأهـواء
والبرايــا علـى السـواء كمـا
أوحــد الطعـم يحتـويه الإنـاء
أوجــب الحــال أنهــم كلهــم
للجهــل أهــل وكلهــم لؤمـاء
حيـــث أن الـــديانات للّـــه
أرادهــــا بصــــدقها العقلاء
قـد عرفنـا بعقلنا واضح الدين
فمـــا بــالكم لنــا خصــماءُ
وزعمتـم أن لا يكـون لـه التعل
يــم أصـلاً والقـول فيـه عنـاءُ
إن يكـــن كــل عاقــلٍ يعــرف
اللّـه فأنـا ممـا تقولوا براء
لـو خلا الكـون مـن إمام لمادت
بهــم الأرض واعترتهـا السـماء
جــدُّه المصــطفى أبــوه علــيٌّ
مرتضــى الحــق أمـه الزهـراء
ولــه المشــعران قصــداً لمـن
حــجَّ ولبَّـى والركـن والبطحـاء
ولــه دعـوة يقـوم بهـا الحـق
فتنجلـــي بنورهــا الظلمــاء
نبــأ أعظــم بمـا وعـد اللّـه
وجـــاءت بفضـــله الأنبيـــاء
فاســألوه فهــو الغنــيُّ بمـا
يعلــم فيكـم وأنتـم الفقـراء
سـيريهم أشـياء لـم يرهـا آدم
فـــــي عصــــره ولا حــــواء
فهو تأويل ما أشار به التنزيل
رمــــزاً يقــــرُّه النطقـــاء
وهــو مقصــود مــا أراد بــه
المعبـود مـن خلقـه وشـرُ خفاء
واحــد باتحــاده يعـرف اللّـه
وفـــي الكــل مــاله شــركاء
وعليــم بعلمــه يوجـد العلـم
إذا أعـــــدمت بــــه الجهلاء
فــارجعوا قبـل أن يقـول أنـج
ز الأمـر سـريعاً فتنـدم الأعداء
يـوم لا ينفـع العزيـز يد العزِّ
ولا ينفـــع الـــذليل نجـــاء
كائنــات ألقـت الفـرس إليهـا
بأعرابهــــــا العربــــــاءَ
حيـث يـأتي مـن كـل فـوج عميقٍ
قــد تحــالت أبنـاءهُ الأنبـاءُ
وتبيــدُ الأقــدار طــوع يـديه
هكــذا طــوعه يكــون القضـاء
وينـادي بـأمره أحرقـوا العجل
فيحيــــا بـــذلك الطلقـــاء
ثـــم يـــأتي مصـــر فيغــرق
فرعـون وقـد عفَّـرت له الزوراء
مزيد بن صفوان بن الحسن بن منصور بن دبيس الأسدي الحلي.شاعر من أهل الحلة المزيدية، ومن أمراء هذه الأسرة. انتقل إلى مصياف (بقرب اللاذقية) وتوفي بها له (ديوان شعر - خ).