
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ألا أيّهـا الميّـال عـن منهـل الوردِ
بريح الهوى النفسي الّذي هبّ بالطردِ
ويــا معرضــاً عنّــا بجنـب جَنَابَـةٍ
مــن الظـنّ إذ أَحْـدَثْتَ حلَّـك للعقـدِ
فيـا ويـح مـا أوحـى غرورُك والهوى
إليـك بنكـس العهـد يا ناقض العهد
ركبــت وحــقّ العهـد عميـاءَ غفلـةٍ
فــأودت بـك الأدوا بأوديـة البعـد
أقـم بالبكـا يـا ذا عليـك مناحـةً
فإنّـك مـع مـوتي الغوايـة فـي لحد
ســلكت طريــق الأخسـرين فملـت عـن
طريـق الهـدى إذ ضـلّ سـعيك عن رشد
ورحــت وإنّ البــاب دونــك مغلــقٌ
عـن الـورد لمّـا أن جنحت إلى الصدّ
خلعـت الحيـا فـي خلـع خلعة وردنا
ومـن نقـض عهـد قمـت ترفـل في بُرد
وزيّفــت دينــار المعاملــة الّـتي
نقـدتَ بنقـض العهـد فازدان بالنقد
وقـد جئت زور الـوزر بالغيب راجماً
لنـا بمقـال السـوء من ظنّك المُردي
أصـــابك مـــسٌّ أم رمتــك وســاوسٌ
فمـــا هــذه إلّا غشــاوةُ ذي جحــد
فـأنكرت تعريـف الصـفا مـن وفائنا
وبـدّلتَ وصف الصفو في القلب بالحقد
قـد ازددت طغايـاً فيـا ويحـك اتئد
أسـأت فيـا سـوآك مـن سوء ما تبدي
أمـن توبـةٍ تـدنيك مـن عـذب وردنا
أمـن أوبـةٍ مـن قبـل فَجئِك بالفقـد
ســتندم إن خــالفت نصــحَ ولائنــا
وتخســر إن حــالفت للعـاذل الضـدّ
رويـــدك لا تعجـــل عقوبتــك اتّئد
وخفّـض عليك الحال في العكس والطرد
وإنّ لــواء الــوزر ينشـرُ فـي غـدٍ
إليـك كمـا نرويـه يـا قاطع الورد
وحســبك مــأوىً مــن هـواك بنـاره
ونحـن بـذكر اللـه فـي جنّـة الخلد
وذا عزّنــا بالــذلّ فيــه وحصـننا
دخلنـا حمـاه نعـم حصـن مـن المجد
فـإن شـئت حـارب أو فسـالم فإنّنـا
ســواءٌ علينــا لا نعيــد ولا نبـدي
وربّــك بالمرصــاد بالغـارة الّـتي
لنجـدتنا فـي فتـك من قد بغى تجدي
ونحـن علـى مـا نحـن فـي ذكر ربّنا
بغيـــر شــعورٍ لا بزيــد ولا هنــد
وعروتنــا الــوثقى تمســُّكُنا بمـا
روينـاه عـن شـرع الّذي جائنا يهدي
وســـنّتُه الغــرّاء قبلــة نهجنــا
وقــدوتنا وهــو الوســيلة للقصـد
عليـــه صــلاة اللــه ثــمّ ســلامُه
وآلٍ وصــحبٍ أنجــمِ الهـديِ والرشـد
مـدى الـدهر مـا طابت بذكراه نسمةٌ
بمجلـسِ ذكـر الله في الصدر والورد
ومـا دار كـأس الأنـس مـن قدس حضرةٍ
بمســك شـذا ختـم الجلالـة بالحمـد
عمر بن محمد البكري اليافي، أبو الوفاء، قطب الدين.شاعر، له علم بفقه الحنفية والحديث والأدب. أصله من دمياط (بمصر) ومولده بيافا، في فلسطين. أقام مدة في غزة، وتوفي بدمشق.له (ديوان شعر- ط) ورسائل، منها (قطع النزاع في الرد على من اعترض على العارف النابلسي في إباحة السماع).