
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
سـلامٌ حكـى نظـم الجـواهر فـي السلكِ
وفــاح بــأرواح العــواطر كالمسـكِ
ولاح علــى تلــك المعــالم مشــرقاً
كبــدر تمــامٍ لاح فــي غسـق الحُلـك
حمـى عـزّة الفيحـاء ذات البهـا بـه
محــطُّ رحــال السـائرين ذوي النُسـك
فكــم عبقــت أرجـاءُ أرجـاءِ طيبهـا
وريـح الصبا عنها الشذا جاءنا يحكي
وكــم حمّلتــه منــه أطيــبَ نفحــةٍ
تـروح بـروح الـروح في النفح والسَّك
وعنّـــي يحيّـــي بالتحيـــة ســيّداً
علـى فقـد مـرآه عيـوني دمـاً تبكـي
فمــن مـدمعي بحـرٌ خضـمٌّ مـن الجـوى
وروحـي بـه تجـري مـن الوجد كالفُلك
عجبــت لبحــر الــدمع وهـو غطمطـمٌ
وليـس لنـار الشـوق يطفـئ بـل يذكي
فقلـــبي بلا ســلوان قــدس مقــامه
غـدا مـدنيّ الحـبّ وهـو الفتى المكّي
هـو العبـد للرحمـن فـي الملـك كلّه
ولكـن سـواه بعـض عبـدٍ لـدى الملـك
لـــذلك أشـــواقي تشـــدّ رحالَهــا
إليـه بشـقّ النفـس فـي مهجـة الضنك
لـه منهـج التقـوى سـبيلٌ إلى الهدى
وما حاد بل في الخلق بالخُلق قد زُكّي
لــه فــي سـبيل الحـبّ حـربُ معـامعٍ
لنفـسٍ غـدت مـن فتكـه الآن فـي هُلـك
وقــد فنيـت والـروح عائشـة التقـى
ومَـن غيـر هـذا قـال قـد جاء بالإفك
خَبِرنـا نُضـارَ الطبـعِ إذ ذهـبَ الهوى
بنـار الهـوى فازدان في قالب السبك
فقـــل لمضـــاهيه بمعـــدن طبعــه
هلــمّ اختـبر نقـد الكمـالات بالحـكّ
تجـده ابـن دينـار الكمـال ولم يكن
بِبهــرجِ زيــفٍ فــي معاملـة النهـك
عـن ابـن أبي الدنيا روى خبر العلا
تسلســـل للأخـــرى يقينــاً بلا شــك
وشــهرته بالحمــد والمـدح والثنـا
كمـا اشـتهرت بيـن الأنـام قِفا نبكي
إليـك اعتـذاري عـن فتـوري وفـترتي
عـن المـدح لا مـن علقـةٍ عنك أو ترك
ولكـــن تجلِّــي اللــهِ جــلّ جلالــه
سـرى حيث عمّ القبض في العُرب والترك
فـدم بأمـان اللـه فـي حفظ ستره ال
جميـل بلا كشـفٍ مـدى الـدهر أو هتـك
علـى أمـد الآمـاد مـا السحب قد بكت
ومنهـا زهـور الـروض كالثغر في ضحك
ومـا همّمـت ريـح الصـبا حيـن هينمت
بنفحتهـا فـي الـروض كالعود والجَنك
ومـا الريـح عنّـي مـن سـلامي تحمّلـت
سـلاماً حكـى نظـم الجـواهر في السلك
عمر بن محمد البكري اليافي، أبو الوفاء، قطب الدين.شاعر، له علم بفقه الحنفية والحديث والأدب. أصله من دمياط (بمصر) ومولده بيافا، في فلسطين. أقام مدة في غزة، وتوفي بدمشق.له (ديوان شعر- ط) ورسائل، منها (قطع النزاع في الرد على من اعترض على العارف النابلسي في إباحة السماع).