
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
عـــرائسُ حســـنٍ بالجمـــال تجلّــتِ
بعقـــــد لآلٍ بالكمــــال تحلّــــتِ
وقـــد وردت والـــوارداتُ تزفّهـــا
بمجلَــى تَجلِّــي الحســنِ فـوق منصـّةِ
لهــا خلــعٌ مــن نســج حـال خلاعـةٍ
بتلـوين لبـس الحـال فـي كـلّ صـورة
هـي البكـر بنـت الفكـر حال مذاقها
عجــوزٌ تُــرى شــمطاء عيــن فتيّــة
تلـوح عليهـا نشـأة الـذكر إن بـدت
تُرنّـــحُ أعطــافَ النشــاوَى بنشــأة
كــأنّ الصــَبا راحــت تـروّح غصـنها
تلاعبهــــا إذ تنثنــــي كالأســـنّة
كــأنّ الحميّــا بــاحمرار خــدودها
تــدير علــى العشـّاق صـهباء خمـرة
لعمــرك مـا كـأس الحميّـا إذا صـفا
سـواها ولا ريـح الصـَبا فـي الحقيقة
هـي الـراح والريحان والروح والشذا
هــي الــروح والأرواح إن هــيَ هبّـت
هـي الكـاس بل والطاس والجام ممتلي
مــداماً هــي الـدنّ المصـفّى بحانـة
تجلّـــت لنــا فــي حضــرةٍ أحديّــةٍ
تـــراءت بمـــرأى واحديّــةِ كــثرة
فســـلمَى ودعــدٌ والربــاب وزينــب
وليلــى وهنــدٌ مــع جميــل بثينـة
إشــــاراتُ عشـــّاقٍ عبـــاراتُ ذائقٍ
مجـــاراة أشــواقٍ مبــاراة صــبوة
وموردهـــا تلـــوين حـــالٍ ممكّــنٍ
ومشـــهدها تعييـــن عيــنٍ بصــيرة
حقـــائقُ أســـماءٍ رقـــائقُ مظهــرٍ
دقـــائقُ أنبـــاءٍ تشـــير لحضــرة
مراتـــعُ غـــزلانٍ مرابـــعُ جـــؤذرٍ
جوامـــعُ عرفـــانٍ طوالـــعُ همـــة
نوابـــغُ ســـحبانٍ ســـوائغ مــوردٍ
ســــوابغ أردانٍ مســــابغ خلعـــة
مرامـــاتُ أحــوالٍ مقامــاتُ رتبــة
محامـــاةُ أهــوالٍ منامــاتُ يقظــة
ومطلعهـــا مــن أفــق أفلاك حضــرةٍ
تمـدّ لنـا ظـلّ البقـا فـي الظهيـرة
ومنبعهـــا اســـتعدادُ صــبٍّ مؤهّــلٍ
ومشــرعُها اســتمدادُ صــدقِ الطويّـة
مجــالي جمــال فــي بطــون جلالــةٍ
معــالي كمــالٍ فــي ظهــور جلالــة
تجلّــي صــفاتٍ عنــد أســماء ذاتـه
تحلّــي هبــاتٍ ضــمن أفعــال حكمـة
وما الوصف والأسما سوى الذات إن تكن
لفــرق اعتبـار الجمـع حكـم عبـارة
فحقّــق هـداك اللـه أسـماءه العلـى
تــرى الاســم منهـا جامعـاً للبقيّـة
جمـــال جلالٍ كلّهـــا عنــد فرقهــا
يميــنٌ شــمالٌ جمعهــا ســرّ قبضــة
وكلتــا يــدي ربّــي يميــنٌ وإنّمـا
شــمال ضــلال الحجـب عيـن القطيعـة
فكــن محرِمــاً عمّــا ســواه مجـرّداً
ملابـــــس أغيـــــارٍ محلّاً بحجّــــة
وطـف حيـث بيـت الـربّ معمـور فيضـه
بــه واســتلم ركـن التجلّـي بصـورة
ورِدْ زمــزمَ الفيــض اللـدنيِّ مسـرعاً
ورُدْ حِجــرَه الفيّــاض ميــزاب رحمـة
وفــي عرفــات الجمـع عرفـان فرقـةٍ
ونيــل المنــا بعـد الـدنوّ لزلفـة
جمـار السـوى فارشق بها ماردَ النوى
وللنفــس بــدء الرجــم أوّل جمــرة
وعــد طائفــاً ذاك المقــام تشـوّقاً
تـرَ الفيـض يجـري فـي طـواف الإفاضة
فيمّـم رعـاك القلـب إذ كنـت قبل ذا
ربيــع اصــطفاءٍ للوفــا والمــودّة
وحيـث قـد اخـترت السـوى لك فالنوى
بنجمــك يهـوي فـي خـوافي الطبيعـة
عمر بن محمد البكري اليافي، أبو الوفاء، قطب الدين.شاعر، له علم بفقه الحنفية والحديث والأدب. أصله من دمياط (بمصر) ومولده بيافا، في فلسطين. أقام مدة في غزة، وتوفي بدمشق.له (ديوان شعر- ط) ورسائل، منها (قطع النزاع في الرد على من اعترض على العارف النابلسي في إباحة السماع).