
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
حَمـداً لَـكَ اللهـمّ يـا مَـن قَـد قَضـى
لِلنَفــس بِالتَسـليم فـي حكـم القَضـا
حَمــداً لَــكَ اللهــمّ يـا رَحمـن يـا
مُقتَـدر يـا مـن عَلـى العَـرش اِسـتوى
حَمـــداً بِــهِ نَبلــغ عَفــواً وَرضــى
يــا مَـن إِذا مـا سـُئلَ العَفـوَ عَفـا
يـا سـاتر العَيـب عَلـى مَـن قَـد جَنى
يــا قابــل التَوبـة مِمَّـن قَـد عَصـى
يــا عالِمــاً بِالسـرِّ وَالنَجـوى وَمـا
أخفــى مِـن السـرِّ وَمـا تَحـت الثَـرى
يـا مَـن يَـرى مِـن تَحـت أَذيال الدُجى
أَنامــل النمــل عَلــى صــُمّ الصـَفا
يــا خــالق الخلــق ومُحصـيها ومَـن
يعلــمُ مــا تُخفـي ومـا تُبـدي ومـا
يـا مالـكَ الملـكِ ويـا ذا الطولِ يا
ذا القهرِ يا ذا العزّ يا ذا الكِبريا
يـا كاشـف الهـمّ الّـذي أَوهـى القُوى
يـا مُـبرءَ الـداء الّـذي أعيـا الأُسا
يــا مَــن عَفــا عـن آدمٍ لَمّـا عَصـى
ثُــــمّ اِجتبـــاهُ وحَبـــاه وهَـــدى
يـا مَـن بـهِ نـوح عَلـى الفلـك نَجـا
لَمـا طَغـى المـاءُ علـى أَعلـى الرُبى
يــا مُنقِــذاً خليلَــه حيــنَ اِلتَجـا
مُحتَســِباً إلَيــهِ مــن كَيــد العِـدا
يــا مَـن فَـدى إِسـحاق بالذبـح وَقـد
كــانَ ذَبيحــاً مــا لَـدَيهِ مِـن فـدى
يــا مُنجيـاً لوطـاً وَقَـد أَسـرى دُجـى
بِـــأَهله وَاللَيــل مَســدول الغطــا
يـا مَـن حَبـا يَعقـوب بالبُشـرى وَقَـد
شــَفى بِهــا عَينيــه إِذ قــال عَسـى
يــا مَــن حَبــا يوســف عـزّاً وَغِنـىً
وَعِصــمةً بَعــدَ العَنــا مِمّــا جَــرى
يــا مُهلِكــاً عــاداً بِريــحٍ صَرصــَرٍ
وَمنجيـــاً هــوداً نَجــاة المُرتَضــى
يــا مَــن مِـن الصـَيحة نَجّـى صـالِحاً
فَضــلاً وَأَردى مِــن ثَمــودٍ مــن عَتـا
يـا مُنقِـذاً ذا النُـون مِـن غَـمٍّ نَمـا
فــي ظُلُمــات البَحــر لَمّـا أَن دَعـا
يــا مَــن شــَفى أَيّـوب مِـن ضـرٍّ بِـهِ
حيـــنَ دَعـــاهُ وَلَـــهُ ردّ الغِنـــى
يــا مَــن بِــهِ فــازَ شــعيب وَنَجـا
إِذ أَهلَكـــت مَــدينَ صــَيحَةُ الــرَدى
يـا مَـن هَـدى مُوسـى إِلـى النار كَما
قَــدَّرَ أَن يَلقــى عَلــى النـار هُـدى
يـا مَـن بِـهِ موسـى نَجـا مِـن كُـلِّ ما
أَجمعـــه فِرعـــون لَمّـــا أَن طَغــى
يـــا مَــن إِلَيــهِ خَــرَّ دَاود وَقَــد
أَنـــابَ حَتّــى نــالَ عَفــواً وَرِضــى
يــا مَـن حَبـا الملـك سـليمان وَقَـد
دانَ لَــهُ الطــائر مَــع وَحـش الفَلا
يــا مَـن لَـهُ قَـد سـَخّر الريـح إِلـى
أَن جَـــرت الريـــح لِأَمـــره رخـــا
يــا ســامِعاً مِــن زكريــاء النِـدا
وَواهبـــاً يحيــى لَــهُ خَيــر فَــتى
يـا واهـبَ الحكـم ليحيـى فـي الصِبا
وَمانِحــــاً لَـــهُ حَنانـــاً وَتُقـــى
يــا مُؤتيــاً إِليــاس مِنــهُ رَحمَــة
حَيــث لَــهُ العلــم اللَــدُنّيّ حَبــا
يــا مَـن بِـهِ شـعيا وَأَرميـا اِحتَمـى
يــا مَــن عَلــى يوشـع قَـد رَدَّ ذُكـا
يــا مانِـح اِليسـعَ وَذا الكفـل عَلـى
قَومِهمــا صــَبراً بِــهِ نــالا الثَنـا
يــا رافِعــاً عيســى إِلَيــهِ عِنـدَما
أَضـــمَرت الأَعـــدا لَـــهُ كُــلَّ الأَذى
يــا مَــن حَمـى أَحمـد بالغـار كمـا
قَــد رَدَّ مَســعى مَــن تَغشــّاه ســُدى
بِجــــاههم أدعــــوكَ يـــا رَبّ فَلا
تَجعَــل رَجــائي بِــكَ مَفصـوم العُـرى
بِفَضــل كُــلّ اِســم دَعــاك الأَنبيــا
بِــهِ بِمــا فيــه مِـن السـرِّ اِختَـبى
يــا باســطَ اليــدين بالرحمـةِ يـا
مَــن قَســَّم الأَرزاق مـا بَيـن الـوَرى
يــا مَــن يُجيـب دَعـوة المُضـطَرّ هـا
قَــد وَقـف العَبـد عَلـى بـاب الرَجـا
مَـــولاي مــا لِلعَبــد إِلّا بابــك ال
أَكــرَم يــا رَبّ الســَماوات العُلــى
مَــولاي إِنّــي عَبــدك العاصـي الَّـذي
أَورده الجَهـــل مَواريـــد الـــرَدى
مَـــولاي جَمِّلنـــيَ بِالســـتر الَّــذي
ســَترت ســرَّ الغَيــب فيــهِ فَـاِختَفى
مَــولاي وَاِحفَظنــيَ فــي نَفســي وَفـي
دينــي وَفــي أَهلـي وَمـالي وَالحجـا
مَــولاي هَــب لــي خَيـر مـا مَلَّكتنـي
وَزِد عَطــائي مِنــكَ غُفــران الخَطــا
مَـــولاي وَفّقنـــي وَأَرشـــدني إِلــى
مـا فيـهِ لـي خَيـر عَلـى وفـق الرِضى
مَـــولايَ حَبّــب فــيّ مَــن أَحببتهــم
فَضـــلاً وَشـــَرّفني بِحُـــبّ المُصــطَفى
مَــولاي جــد لـي مِنـكَ بِالصـَبر عَلـى
مــا أَنــا فيـهِ مِـن تَباريـح الأسـى
مَـــولاي إِنّ الكـــرب أَوهــى جلــدي
وَالســجن قَـد أَحـرم أَجفـاني الكَـرى
مَــولاي جُــد لــي مِنــكَ بِـالأَمن فَلا
أَخشـى العِـدى ضـرّاً وَإِن أَبـدوا قلـى
مَــولاي أَنقــذني مِــن الســجنِ عَلـى
أَحســن حــال واِكســني العِــزَّ حُلـى
بِجــاهِ خَيــر الخَلــق طَـه المُجتَـبى
بِـــالآل بِالأَصــحاب أَقمــار الهُــدى
بِالأَصــفيا وَمَــن بِهــم نـالَ الصـفا
بِالأَوليــا وَمَــن لَهُــم مِنـكَ الـولا
بِمُحكــمِ التَنزيــل بِــالتَوارة بِـال
إِنجيــل بِالصــُحف بِأَســرار النبــا
بِنُـور عَيـن الـذات فـي غَيـن الخَفـا
بِمظهـــرِ الإِحســان فــي لا كَيــفَ لا
بِــالعَرش بِـالفَرش بِمـا فَـوق السـَما
وات بِمــا فـي الأَرض أَو تَحـت الثَـرى
يــا رَبّ بِالأَســماء نَــدعوك وَبــالص
صــِفات وَالأَوصــاف يــا غَـوث الـوَرى
يــا رَبّ إِنّــا قَــد دَعَونــاك كَمــا
أَمَرتَنـــا يــا رَبّ فاِقبــل الــدُعا
يــا رَبّ إن نَــدعُ ســِواك لَــم يُجـب
دُعاءنــا مِنــهُ ســِوى رجــع الصـَدى
يــا رَبّ إِنّــا لَــكَ نَشـكو مـا بِنـا
مِــن شــدّةٍ يـا مَـن إِلَيـهِ المُشـتَكى
يــا رَبّ قَــد ضـاقَ بِنـا الأَمـر وَقَـد
هَـــدَّ القـــوى مِنّــا فَلا حَــول وَلا
يــا رَبّ أَعــداك لَنــا قَـد أَضـمَروا
كَيــداً فَخَيّــب ســُوءَ مَســعاهُم سـُدى
يــا رَبّ أَعــداؤُكَ قَــد جــارَت عَلـى
أُمّـــة مَحبوبـــك طَـــه المُجتَـــبى
يــا رَبّ خطــبٌ قَــد دَهـى الأُمّـة فـي
أَوطانِهـــا ظُلمتــه تغشــى الســنا
يــا رَبّ فاِصــرفهُ بِمــا شــئت كَمـا
تَشـــاءُ وَاِبعَـــث لِأَعادينـــا البلا
يــا رَبّ هَبنــا راحَــةً مِنــهُ فَقَــد
نِلنــا بِمــا أَقلَقنــا مِنـهُ العيـا
يــا رَبّ هَــذا الكَــرب إن دامَ بِنـا
طــالَ تَمــاديه عَلــى طُــول المَـدى
يــا رَبّ لا تُشــمت بِنـا الأَعـداءَ يـا
أَجــلَّ مَــن يُرجــى لِتَبليــغ المُنـى
يـا مَـن هُـوَ القَهّـار مُـردي مَـن طَغى
نَظيــــر عــــادٍ وَثَمـــودٍ وَســـبا
يــا رَبّ لَــم يَبــق لَنـا مِـن ناصـرٍ
ســِواكَ يـا ذا البَطـش عـزّاً والقـوى
يـــا رَبّ زادَ الغَــمُّ وَالهَــمّ بِنــا
وَالســِجنُ أصـمانا وَقَـد طـالَ الثـوا
يــا رَبّ إِنّ اليُسـر بَعـدَ العُسـر قَـد
وَعَـــدتنا فيـــهِ فَــأَنعِم بِالوَفــا
يــا رَبّ عامِلنــا بِمــا أَنــتَ لَــه
أَهـلٌ وَجُـد بِـالعَفو وَاِسـتُر مـا مَضـى
يــا رَبّ قَــد عَوَّدتنــا اللُطـف بِنـا
فَجُــد بِعاداتــك يــا كنــز العَطـا
يـــا رَبّ مــا لَنــا ســِواك مَلجــأ
يــا مَــن لَـه فـي كُـلّ هَـولٍ يُلتَجـا
يــا رَبّ لا تَجعَــل لَنــا مِــن حاجـةٍ
إِلّا إِلَيـــك وَاِكفِنـــا شــَرّ الســِوى
يــا رَبّ هَبنــا رَحمَــةً مِنــكَ بِهــا
نَــدخُل مِــن حــرزك فــي خَيـر حِمـى
يـــا رَبّ مـــا لِلمُـــذنِبين راحِــمٌ
ســِواكَ يــا مَــن هـوَ رَحمَـن السـَما
يــا رَبّ إِن لَـم تَرحَـمِ المَلهـوف مَـن
يَرحَــم يــا رَحيــم ملتــاع الحَشـا
يــا رَبّ إِن لَــم تَرحَـم الأَطفـالَ وَال
عيــال فَالوَيــل لَهُــم مِمَّــن عَــدا
يـــا رَبّ مـــا لِلخـــائِفين مَــأمَن
ســِوى حِمـى حصـنك يـا سـامي الـذرى
يــا رَبّ أَنــتَ العَـون وَالغَـوث لَنـا
وَالمُرتَجــى فــي شــدَّةٍ أَو فـي رَخـا
يــا رَبّ فينــا اِتّســع الخــرق بِلا
رَتــق وَقَــد ضـاقَ بِنـا رَحـب الفَضـا
يــا رَبّ هَبنــا فَرَجــاً نَنجــو بِــهِ
مِــن ســعةِ الهَــمّ وَضــيق المُنتـدى
يـــا رَبّ إِنّ الصـــَبر مُـــرٌّ طَعمُــهُ
وَإِن يَكُـــن آجلـــه حُلـــو الجَنــى
مـــا أعجــل المَــرءَ وَمــا ألجَّــهُ
فــي طَلـب المـاء إِذا أَدلـى الـدلا
نَحــنُ بِــدُنيانا ســراة فــي دُجــىً
وَفــي الصـَباح يَحمـد القَـوم السـُرى
وَالمَـــرء مــا بَيــن ضــلالٍ وَهُــدى
يَســـعى فَإِمّـــا لِنَعيـــم أَو شــَقا
فَليتَمـــا الســاعيَ يَتلــو ذاكِــراً
أَن لَيـــسَ لِلإِنســـان إِلّا مــا ســَعى
فَــالمَرءُ فــي دُنيــاه إِن قَــدَّمَ أَو
أَخَّــــرَ إِنّ ســــَعيَهُ ســـَوفَ يُـــرى
مـا لـي وَلِلـدُنيا بِهـا أَبغـي الغِنى
كُــلُّ غِنــى غَيــر غِنـى القَلـب عنـا
مـــا لـــي وَدار كُلّهــا مَحــض أَذىً
تَبّـــاً لَهــا لا نــاقَتي فيهــا وَلا
مـا سـَرَّني مِـن مالِهـا مـا قَـد أَتـى
كلّا وَلا آســى عَلــى مــا قَــد مَضــى
حَســـبي بِهـــا صــحّةُ ديــن وَحجــاً
فَــإِنَّ كُــلَّ الصـَيد فـي جَـوف الفـرى
يُعــاتِبُ الــدَهرَ الفَــتى جَهلاً وَمــا
يَعلَـــم أَنّ الـــدَهرَ صـــُبح وَمســا
إِن لَــم يَنَــل مــا يَتَمنّـاهُ الفَـتى
أَنشــد قَــولَ بَعضــِهم مــا كُـلُّ مـا
أَلَيـــسَ لِلمَـــرء اِعتِبــار بِــالأُلى
مَضــوا وَقَـد كـانوا مَصـابيح الـدُجى
هلّا رَأى كَيـــف بِهـــم حَــلّ البِلــى
يــا لَيــت شــِعري أَبعينيــه عَمــى
تُعلّـــل النَفـــس أَمانيهـــا وَمــا
تَعليلهــا إِن غَلــب الــداءُ الـدَوا
أَيـن الأُلـى شـادوا وَسادوا في الوَرى
بــانوا فَكـانوا عـبرة لـذي النُهـى
أَيقَنــــت أَن لا شـــَيء إِلّا لِلفنـــا
حَتّــى الفَنــا يَفنــى وَلِلّـه البقـا
يــا وارث الأَرض وَمَــن فيهــا وَمَــن
يَبعثهــم فـي الحَشـر مِـن غَيـر مـرا
أَتِــح لَنــا اللَهــمّ مَـن فـي قَلبـه
مِــن أَثـر الرَحمـة مـا فيـهِ النَجـا
وَصــــلِّ يــــا رَبّ مُســـلِّماً عَلـــى
حَبيبــك المُختــار أَســما مَـن سـَما
محمّـــــد أَشـــــرَف راقٍ لِلســــَما
أَكـــرَم مَبعـــوث عَلــى الأَرض مَشــى
وَالآل وَالأَصـــــحاب وَالأَحبــــاب وَال
أَنصــار وَالأَتبــاع أَقمــار الهُــدى
وَمَـن يَليهـم مـن أُولـي الفَضـل وَمـن
بَعــدهُم قَــد كـانَ مِـن أَهـل التُقـى
وَمَــن بِــهِ الإِســلام قَــد عَــزَّ وَمَـن
كــانَ لِـدينِ الحَـقّ فـي الخلـق حمـى
أَبهـــى ســـلامٍ مــا لَــهُ حَــدٌّ تَلا
أَزكــى صــَلاةٍ مــا لَهـا مِـن مُنتَهـى
مــــا لاحَ فَجـــر وَتَـــولّى داجـــر
وَأَشـــرَقَت مِـــن أُفُــقٍ شــَمسُ ضــُحى
مـــا غَــرَّدَت فــي ورقٍ وُرقُ الحِمــى
فَــأعرَبَت عَــن طيــب ذكراهــم ثَنـا
مــا غَرّبــت شــَمسٌ وَمــا لَيـلٌ دَجـا
مــا لاحَ نجــمٌ أَو ســَنا صــُبح أَضـا
أَو لَمـــعَ البَـــرق بِــأَعلى رامَــةٍ
فَجادَهــا الغَيــث وَحَيّاهــا الحَيــا
أَوفـــاه بِالحَمــد لِســاني قــائِلاً
حَمـداً لَـكَ اللَهُـمّ يـا مَـن قَـد قَضـى
عمر بن محمد ديب بن عرابي الأنسي.شاعر أديب متفقه. في شعره رقة وصنعة. مولده ووفاته ببيروت. تقلب في عدة مناصب آخرها نيابة قضاء صور. له (ديوان شعر) جمعه ابنه عبد الرحمن وسماه (المورد العذب- ط)