
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَأَنـتَ أَم أَنـا أَم مـا نِلتَ مِن رُتَب
أَولى بِنَيل التَهاني يا اِبنَ خَير أَبِ
لَـم أَدرِ مَـن ذا أُهنّـي فَالهَناءُ لَهُ
مـن نَفسـِهِ بِـكَ ما بِالمَجد مِنهُ وَبي
أَنـا المُهَنّـا بِمـا أُوليـتَ مِن منحٍ
بِنَيـل أَضـعاف مـا قَـد نِلت مِن أَرَبِ
يـا واحِـداً مـا ثَنـاهُ عَـن مَقاصِدهِ
ثـانٍ وَلا عـاقَهُ المَقـدور عَـن طَلَـبِ
بِرَغــمِ كُــلّ حَسـودٍ مـا حُـبيتَ بِـهِ
مِــن المَنـاقب وَالعَليـاء وَالرُتَـبِ
إِن لَـم تَكُـن لِلعُلـى أَهلاً فَلَيسَ لَها
في الناس أَهلٌ وَلا في السَبعة الشُهبِ
أَنتَ اِبن مَن لَو رَأتهُ الشَمس لاِحتجبت
مِــنَ الجَلال عَـن الأَعيـان فـي حجـبِ
مِـن خَيـر بَيـتٍ سـَما عِزُّ الأَنامِ بِهم
مُنـذُ اِصـطَفى مِنهُمُ الرَحمَن خَير نَبي
بَنـو لُـؤَيٍّ لِـواء الفَخـر قَد نَشَروا
عَلــى الخَلائق مِـن عُجـمٍ وَمِـن عـربِ
إِن كـانَ فَخـر بَني العَلياء في نَسَب
فَنَحــنُ مَفخَـر ذاكَ الفَخـر وَالنَسـَبِ
مَـنِ المفـاخرُ أَبنـاءَ الرَسـول وَقَد
جـاءَت مَحامِـدهم فـي منـزلِ الكُتُـبِ
كُنّـا وَكـانَت يَـد الأَقـدار تَمنَعُنـا
حَظّــاً بِمَجــدين مَــوروث وَمُكتَســَبِ
حَتّـى قَضى اللَه أَن نَبني الَّذي دَرَست
مِـن مجـدِنا عَثَـرات الـدَهر وَالنوبِ
سـُدنا فَشـدنا بِحَمـد اللَهِ بَيت تقىً
تَسـمو بِـهِ لبنـاتُ العِـزِّ لا الـذَهبِ
بَيـت سـِوى الفَضل لَم يَرفَعهُ مِن عمدٍ
وَلَـم يُثبّتـهُ غَيـر الـبرّ مِـن طنـبِ
لِلّــهِ درُّ اللَيــالي فــي تَقَلُّبِهـا
كَـم فَرَّجـت عَـن ذَوي الأَخطار مِن كربِ
تُـبين لِلعَيـن ما في الناس مِن خدعٍ
حَتّـى تَـرى عَجَبـاً يَبـدو مِـنَ العَجَبِ
سـوءُ السـَريرة لَـم يَـترك لِصـاحبه
ســتراً فَيــا شـَرَّ مَصـحوب وَمُصـطَحبِ
بَليّــتي وَالعَنــا مِـن مَعشـَرٍ سـمجٍ
كَـــأَنّ أَنبلهـــم ثَــورٌ بِلا ذَنــبِ
كَـــأَنّ بـــزَّة كُــلٍّ فَــوقَ جثّتــه
غمـد نضـار عَلـى نَصـلٍ مِـن الخشـبِ
هــوان كُــلّ كَليــم بَينَهُــم لسـن
هَــوان كُــلّ كَليـم القَلـب مُغتَـربِ
يـا عُصـبة لَيـسَ فيهـم مَن وَفيت لَهُ
بِخــالص الــودِّ إِلّا راح يَغـدر بـي
كُـلُّ اِمـرئٍ بِـالأَذى مِنهُـم أَبـو لَهَبٍ
وَكُــلُّ أُنــثى بِهـم حمّالـة الحَطَـبِ
إِنّــي لأَرحـم إِخـوان الزَمـان بِمـا
بِـهِ اِبتلوا مِن قَبيح الزور وَالكَذِبِ
لا عَـن رضىً قامَ فيهم ما بِهِ اِتَّصَفوا
وَإِنَّمــا داؤُهُــم ضـَرب مِـن الوَصـَبِ
يـا نَفـس لـي أسوة بِالرُسل فاِدّرعي
بِالصـَبر وَاِعتَصـِمي بِـاللَهِ وَاِحتَسِبي
لَسـَوفَ يَعلـم قَـومي أَنّ مَـن جَهلـوا
مِقــداره هُــوَ فيهــم دُرّة اليلـبِ
مَـن كـانَ لَيـسَ لَـهُ إِلّا الغِنى حَسبا
فَــإِنّ عـاطر ذِكـري بِالثَنـا حَسـبي
يـا ذا الَّذي ظَنَّ بي ما فيهِ مِن عوج
إِنّـي أَنا الشَمس فاِنظر ظلَّ نَفسك بي
أَنــا الَّـذي سـاد أَصـلاه وَمفتخـري
أَنّ اليَراعَــةَ أُمِّـي وَالحُسـام أَبـي
وَأَنّ خَيــر فَــتىً فـي قَـومِهِ شـيماً
أَخــي وأنــزه أَخلاقـاً عَـن الرِيَـبِ
مـن لَقّبتـهُ المَعـالي رفعـة وَأَبَـت
تَلقيبـه بِسـوى مـا فيـهِ مِـن نسـَبِ
مُحمّـدٌ لَـو وَفـاه الحَمـد قُلـت لَـهُ
يـا خَيـر مَن حازَ خَير الإِسمِ وَاللَقَبِ
يـا مـورِداً سـَيفَهُ الظَمـآن مِن عَلَق
وَمصــدراً رُمحَـه الرَيّـان مِـن لبـبِ
وَقائِمــاً وَهــوَ فَــرد مِـن جَلالتـه
فــي مَحفَــلٍ حاشـِدٍ أَو جَحفـل لَجِـبِ
وَباســِطاً يَــدَ جــودٍ بَعـض أُنمُلَـةٍ
مِنهـا يَنـوبُ عَـن الأَنـواءِ وَالسـُحُبِ
وَبــاذِلاً نَفــسَ حــرٍّ باســِلٍ أَنــفٍ
نَـدبٍ لِصـَون حِمـى العَليـاء مُنتَـدبِ
فَـتىً إِذا مـا صـَهيل الخَيل طَنَّ عَلى
آذانِـــهِ رَنَّحَتـــهُ هَــزَّةُ الطَــرَبِ
لا يرهـبُ المَـوتَ مَـن لـو سلَّ صارمهُ
لِلمَـوت ضـاقَت بِهِ الدُنيا عَن الهَرَبِ
وَلا يَهـاب الـرَدى مَـن لَو تمثّل لِلر
رَدى لِنــادى بِـهِ بِالوَيـل وَالحَـربِ
شـَهمٌ إِذا طـاشَ سـَهم الفكر في مَلأ
آراؤُهُ لَــم تَطِـش سـَهماً وَلَـم تَخِـبِ
فَخـر السـراة وَعـزُّ الصـافِنات بِـهِ
وَالســـَمهَريّة وَالهنديّــة القضــبِ
يَسـري وَبَـدر المَعـالي مِـن أسـرَّتهِ
يَبــدو فَيحجـب بَـدراً غَيـر مُحتجـبِ
وَيَزجـر الخَيـل تَعـدو بِالكَتائِبِ مِن
جُــردِ الســَلاهب وَالمهريّـة النجُـبِ
مــن كُــلِّ وَجنــاء غَــرّاءٍ مُسـوَّمةٍ
تَعـدو فَتَقـوى فَلا تَـدنو مِـن النَصبِ
طَويلَـة البـاع وَالأَعنـاق فـي سـَعَةٍ
قَصـيرةِ الصـُلبِ وَالمَصـفود وَالعسـبِ
مــن الجِيــاد عَلَيهـا كُـلُّ مُعتَقـل
بِمثلِـــهِ غَيــر مِــذهالٍ وَلا وَعِــبِ
مِـن كُـلِّ قِـرنٍ عَـن الفَحشـاء مُبتعدٍ
وَكُــلِّ قـرمٍ إِلـى الهيجـاءِ مقـتربِ
يُبكـي المَواضي نَجيعاً كُلَّما اِبتَسَمَت
بِكَفِّــهِ فَيَلـوح البشـرُ فـي الغَضـَبِ
بَأسٌ إِذا ما اِلتَقى الجَمعان في رَهجٍ
أَغنـاهُ عَـن مُرهَـف الحَـدَّين ذي شطَبِ
لِلّـهِ يَـوم بِسـوق الحَـرب إِذ لَعِبَـت
أَبطالُنــا بِمَجــالٍ لَيــسَ بِـاللَعبِ
يَـومٌ بِـهِ تَقِـفُ النَكبـاءُ مِـن دَهـش
وَالشـَمس تَجـري فَتَعيـا فيهِ مِن لَغبِ
وَالخَيــل تَعــثر بِـالقَتلى كَـأَنَّهُمُ
أَعجـاز نَخـل خَـوَت فـي سالف الحقبِ
مِــن كُــلِّ علـج عَلَيـهِ مِثـل جثَّتِـهِ
ســَوابِغٌ حَملهــا أَعيـاهُ عَـن هَـرَبِ
مـنَ الحَديد مَتى نار الوَغى اِضطَرَمَت
كـادَت تَـذوب عَلـى الأَجسـاد مِن رَهبِ
مــا زالَ يَطعَــن بِالأَعقـابِ عـامله
وَالمشــرفيُّ يَــذكّيهم عَلـى النُصـُبِ
مـن كُـلِّ أَسـمر زاهـي القَـدِّ مُعتَدلٍ
وَكُــلِّ أَبيــضَ بـاهي الخَـدّ مُختضـبِ
قـاضٍ عَلـى مِنـبرِ الهامـاتِ في يَدِهِ
بِـالخَطبِ نَسـمَع مِنـهُ أَبلَـغ الخُطَـبِ
حَتّـى إِذا لَـم يَـدَع عَونـاً لِمُلتَجـئٍ
مِــن الكمــاةِ وَلا عَينــاً لِمُرتَقِـبِ
سـَطا فَأَشـبَع مـا في الطَير مِن خمصٍ
مِنهُـم وَأنقـع ما في الوَحش مِن سَغبِ
قُـل لِلمُنـاظِرِ دَع مـا تَـدّعي سـَفهاً
فَهَـل يُناطـح قـرن الشـَمس غَير غَبي
هَـب أَنَّ مـا حزتمـا صـنوان مِن ثَمَرٍ
شـَتّانَ مـا بَيـنَ بُسرِ النَخل وَالرطبِ
يـا زَهـرة الكَـرم قَد ذَبَّبتَ عَن حَمق
وَلَســت مِــن حصـرمٍ يَومـاً وَلا عنـبِ
يَسـعى الجهـولُ فَيَرجـو نَيـل راحَتِهِ
وَقَــد مَلا راحَـتيهِ الجَهـل بِـالتَعَبِ
وَطالَمـــا طمـــعُ المُغتَــرِّ أَوردهُ
مِمّــا السـَلامَةُ فيـهِ مـورد العطـبِ
كَـــالآلِ يَجهـــدُ ظَمآنــاً يُيمّمــهُ
وَالمـاءُ فـي مِصـرَ وَالظَمآن في حَلَبِ
وَخُلَّــبُ البَـرق يُغـري كُـلَّ ذي هَـوَسٍ
بِمـائِهِ وَهـوَ عـافٍ مِـن سـِوى اللَهبِ
وَالسـحبُ تَجـري جهامـاً وَهـيَ قائِلَة
مــا كُــلُّ ضــرعٍ بِــهِ دَرٌّ لِمحتلـبِ
هِــيَ الأَمـانيُّ كَـالأَحلام تخـدعُ بِـال
أَوهـام آمـالَ نَفـسِ الخـادع الوَربِ
مَـولايَ يـا مَـن نَـرى أَيّامنـا سَعُدت
بِــهِ فَلا اِنقَلَبـت عَـن خَيـر مُنقلـبِ
يـا جَـوهَراً ثَغـر بَيـروت يُـزانُ بِهِ
كَمـا تُـزانُ ثُغـورُ الغيـدِ بِالشـنَبِ
عـرت خلالـكَ عَـن عـارٍ فَأَلبَسـَها ال
بـاري حُلـى الأَشـرَفين الحلم وَالأَدَبِ
حَتّـى اِسـتَوَيتَ عَلى عَرش الفَضائِلِ في
حُسـنِ الشـَمائل لا بِالمـال وَالنشـبِ
فَكُنـت لِلرُتبـةِ الغَـرّاءِ خَيـر فَـتىً
لِلمَجــد مُنتَبِــهٍ لِلحَمــد مُنتَهــبِ
إِلَيكهـا مِـن بَنـاتِ الفكر قَد بَرَزَت
مِـن سـِجفِها وَأَمـاطَت أَلطَـف النُقـبِ
خـودٌ مِـن العـرب المسـتعربين أَباً
يَسـمو مِـن العـربِ العربـاءِ كُلّ أَبِ
عَـذراءُ تَفخـر فـي أحسـابها وَتَـرى
أَنســابها مُنتمــى عِــزٍّ لِمُنتَســبِ
أَمّــت حمــى قُرشــيٍّ شــَمسُ غُرَّتــهِ
مـا أَدرَكَـت نجـم مُغـترٍّ فَلَـم يَغـبِ
رَقَّــت فَكــانَت لَــديهِ حـرَّة فَـأَتَت
بِكُــلِّ مُنتَخَــبٍ فــي مَــدحِ مُنتَخـبِ
مِـن كُـلِّ مَعنـىً مِـن الإنسـيِّ مُجتَلَـبٍ
وَكُــلِّ لَفــظ عَــن الوَحشـيِّ مُجتَنَـبِ
جَــرَت إِلَيــكَ وَجَــرَّت ذَيـل مُفتَخـرٍ
أَبهــى جَريـر عَلـى سـحبانَ منسـحبِ
لِلّــهِ درّ العُلــى فـي كُـلِّ مكرمَـةٍ
أَفلاكهـا مِنـكَ قَـد دارَت عَلـى قُطـبِ
فَـأمر زَمانـك وَاِنظُـر حُسـن طـاعَتِهِ
وَاِزجـره يَخضـَع وَقُـل يَسمَع وَسَل يُجبِ
وَاِسـلم وَدُم شـَمسَ عِـزٍّ لا مَغيـبَ لَها
يـا مَـن مَـتى تَلقه شَمسُ الضُحى تَغبِ
عمر بن محمد ديب بن عرابي الأنسي.شاعر أديب متفقه. في شعره رقة وصنعة. مولده ووفاته ببيروت. تقلب في عدة مناصب آخرها نيابة قضاء صور. له (ديوان شعر) جمعه ابنه عبد الرحمن وسماه (المورد العذب- ط)