
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مَطــالع ســَعد قَــد تَجَلَّــت كَـواكِبُه
وَعــزٌّ بَـدَت تَجلـو التَهـاني مَـواكِبُه
وَمَجــدٌ بِــهِ التَوفيـق لا زالَ مسـعداً
لَنــا منجــداً فيمـا لَـدَيهِ نُراقِبُـه
وَيمــنٌ بِـهِ غَيـث الهَنـا هَطلـت عَلـى
رِيــاض رُبــى الآمــال مِنّـا سـَحائبُه
وَأمــنٌ لَنــا الإقبــال أَنجـز وَعـدَه
بِــهِ فَـإِلى كَـم ذا الأَمـاني تراقبُـه
وَعَهـدٌ لَنـا حَيّـا الحَيـا مِنـهُ مَعهَداً
سـَقانا مِـن الأَفـراح مـا هُـوَ شـارِبُه
وَعَيــشٌ صـَفا فيـهِ لَنـا زَمَـن الصـَفا
وَرقّـــت مَعــانيهِ وَراقَــت مَشــاربُه
وَبشــرٌ بِــهِ نجــب البَشـائر أَقبَلَـت
فَيــا حَبَّــذا مــا حُمِّلتــه نَجـائبُه
وَأنــسٌ بِــهِ أُنسـيتُ مـا أَنـا نـائل
مِـن الـدَهر حَتّى اِستسمح الدَهر عاتبُه
وَفَضــل مِـن الرَحمَـن فـازَ بِـهِ المَلا
وَقَـــد ســـَعدت آرابـــهُ وَمَـــآربُه
فَشــُكراً لَـكَ اللَهُـمّ يـا مَـن بِشـُكره
تَـــدوم لَنـــا نعمــاؤُهُ وَمَــواهِبُه
عَلـى مـا بِـهِ أَنعَمـت مِـن رُتب العلا
عَلــى مَـن بِـهِ يَسـمو العلا وَمَراتبُـه
هُــوَ الـدُرُّ مُـذ نـادوهُ باِسـم مُحمّـد
تَحلّـــى بِــهِ جيــد العلا وَتَرائبُــه
هُـوَ اِبـن أَميـن المَجـد مَـن بِمَقـامِهِ
ســَمَت فَـوقَ فـرق الفرقـدين مَناصـبُه
فَيــا بَهجـة الأَيّـام ثـب دَرج العُلـى
تَجـد كُـلَّ فَخـرٍ دونَ مـا أَنـتَ واثِبُـه
وَســابق بخيـلِ الجَـدِّ فـي كُـلِّ غايَـة
فَمـــا شــرفت بِالســبق إِلّا ســَلاهبُه
وَجَــرِّد حســام العَــزم لا فـلَّ غَربـهُ
وَلا وَهنــت طــول الزَمــان مَضــارِبُه
وَصــد مِــن أبيّـات النهـى كُـلَّ آبـدٍ
وَقَيّــدهُ بِـالحلم الَّـذي أَنـتَ صـاحِبُه
فَــإِنّي أَرى البــازيَّ يَعــدوهُ صـَيده
إِذا لَــم تمكَّــنْ مِـن حشـاه مَخـالبُه
إِذا المَـرء لَـم يَسـتخدم الحَزم قَصَّرت
مَســاعيهِ عَـن إِدراك مـا هُـوَ طـالِبُه
أَرى الحلـم عُنـوان السـَعادة لِلفَـتى
إِذا اِسـتعمل الحلـم الفَتى عزَّ جانبُه
أَرى خــاطِبَ العَليــاءِ حـاطِبَ لَيلِهـا
إِذا فقــد المِصـباح فَاللَيـل حـاطِبُه
وَمَـن بِـالتُقى يَعتَـزّ فـي طَلَـب العلا
تـــذلُّ لَـــهُ هامـــاته وَمَنـــاكبُه
فَــدَيتك لا عَجَبــاً عَلَيــكَ بِمــا بِـهِ
أَتيـــت وَإِن لاحَــت لَــدَيك عَجــائبُه
فَمِـن بَحـرك الطـامي اِكتَسـَبت جَواهِراً
وَهـا أَنـا أهـدي خَيـر ما أَنا كاسبُه
كَفــى بِــكَ فَضــلاً أَنّ عِلمــك وافِــرٌ
وَأَنّ تَمــادي النَفــس حلمــك غـالبُه
نُبالَــة فكــر لَيــسَ تخطــي نِبـالُهُ
فَلا غَــــرَض إِلّا وَســــَهمك صــــائِبُه
وَحســن بَيــان طالَمــا طــالَ ذَيلـه
وَأَنــتَ عَلــى ســحبان وائل ســاحبُه
أَرى كَـــرَم الأَخلاق شـــَرعاً وَإِنَّمـــا
ســَجايا أَبيــك الغُــرّ هُـنَّ مَـذاهبُه
إِذا الشـبل لَم يَحمِ حِمى اللَيث أَوشَكَت
لَـدى الغـاب أَن تَسـطو عَلَيـهِ ثَعالبُه
تَقلّــد ســَيف الحَــزم والـدك الَّـذي
ســَما حَزمــه فَالـدَهر لَيـسَ يحـاربُه
تَــدرّع بَأسـاً وَاِمتَطـى صـَهوة الحجـا
فَلاحَــت لَــهُ مِــن كُـلِّ أَمـرٍ عَـواقبُه
فَــتىً هَـذَّبتهُ يَقظـة الحلـم وَالنُهـى
وَعرَّفـــه طَبـــعَ الزَمــان تَجــاربُه
حَــوى هِمَمـاً نجـم السـُها دونَ همِّهـا
إِذا مـا السـُها لِلنـاس عـزَّت مَطالبُه
وَرَأيـاً يَـرى مـا لا تَـرى أَعيُن الوَرى
وَيَكشــف عَــن ســرِّ الغَـوامض ثـاقبُه
كَريــم إِذا اِسـتوهَبت مـا هُـوَ مالـك
سـِوى المَجـد فـاِعلَم أَنَّـهُ لَـكَ واهبُه
إِذا نَــزل الراجــي بِســاحة فَضــلِهِ
تَلقَّتــــهُ تَــــأهيلاته وَمَراحبُــــه
وَيَلقــى عُفــاةَ الوافِــدين كَأَنَّمــا
عَلـى طـول عَهـد مِنـهُ وافَـت حَبـائِبُه
لَـهُ الشـَرَف الأَعلـى الَّـذي هُـوَ سـالب
وَمنّـي لَـهُ الشـُكر الَّـذي أَنـا ناهبُه
إِذا أَنــا لَـم أُطلـق لِسـاني بِشـُكرِهِ
عَلـــى نعــم دبّــت إِلَــيَّ عَقــاربُه
فَـتى مَـدحه يَكسـو الفَـتى عـزّ صـدقهِ
وَمَــدح ســِواهُ يــورث الـذُلّ كـاذِبُه
لَـهُ السـُؤددُ السـامي عَلـى كُـلِّ فاخر
وَلا فَخــر إِنَّ الفَخــر لَيــسَ يَناسـبُه
مُلــوك بَنــي قَحطــان كـانَت جُـدودهُ
وَســادات قَــوم مِــن تَنـوخ أَقـاربُه
هُــمُ الأَصــل إِلّا أَنَّــه فــرع ســدرةٍ
نَمتــه إِلــى أَن شــرّفتها مَنــاقبُه
أَميـــر بِـــهِ أَعلام لُبنــان شــرّفت
فَبــاهَت بِــهِ أَعلام كِســرى مَناصــبُه
لَـهُ اللَـه مِـن مَـولىً عَلى الحَقّ قائِمٌ
وَمُعتصــم بِــاللَهِ قَــد عَــزَّ جـانبُه
يُراعـــي رَعايــاه بِعــدلٍ فَتَرتَعــي
مَـــع الأســـد آرام الفَلا وَربــاربُه
فَيـا سـاكِني لُبنـان بِـالعزِّ أَبشـروا
فَطــالع عَهــد الــذُلّ وَلَّـت غَـواربُه
مَحـا اللَـه عَنكُم ظُلمة الظُلم بَعدَ ما
تَمـادَت بَخيـل البَغـي فَيكـم نَـوائبُه
وَأَطلــع مِــن بُـرج السـَعادة أَنجُمـاً
بِهــا يَنجَلـي لَيـل العَنـا وَغَيـاهِبُه
هُــمُ آل رَســلانَ الفَخــامُ وَمَـن بِهـم
ســَما كاهـل المَجـد الأَثيـل وَغـاربُه
وَإن أَميــن الفَضــل مِصــباح هَـديهم
لَـدى ظُلمـة الخطـب الَّـذي لا يُخـاطبُه
تَرفَّــعَ قَــدراً فَضــله عَــن منــاظِرٍ
فَمــن ذا يُــدانيهِ بِــهِ أَو يُقـاربُه
كَتــائبه فــي الحــلِّ أَسـفار كتبـه
وَمـا الكُتـب فـي الأَسـفار إِلّا كَتائبُه
تَأســّى بِــهِ الشــِبل الكَريـم مُحمَّـد
فَنــالَ بِحَمـد اللَـهِ مـا هُـوَ طـالِبُه
مَراتــب عــزٍّ مــا وَفَــت حَـقّ قَـدره
بِهـا الدَولـة الغَـرّاء إِذ جَـلَّ واجبُه
حبــت غَيــرَهُ مِمّــا حَبَـت ذاتـهُ بِـهِ
وَبِالضـــدّ يَمتـــازُ العلا وَمَراتبُــه
إِذا مــا سـَقى الوَسـميُّ زَهـر حَديقـة
بِفضــلته تَســقي القتــادَ ســَحائبُه
لِكُــلّ مَقــام فــي الأَنــام مَقالــة
فَلا تَســــتَوي بِـــازاته وَجَنـــادبُه
وَلَيــسَ الَّــذي زانَ العُلــى بِمَنـاقب
كَمَـن زينـة العَليـاءِ تَمحـو مَثـالبُه
إِذا لَـم تَكُـن تَحـوي المَراتـب أَهلها
فَلا خَيــر فيمــا قَـد حَـوَتهُ أَجـانبُه
أَصـاح إِلـى كَـم أَنـتَ في غَفلة الكَرى
وَلَيـل الهَنـا بِـالعزِّ تحـدي رَكـائبُه
تنبّــه تــرَ الــدُنيا بِمَجــد مُحَمّـد
ســُروراً بَــدَت لِلعــالَمين عَجــائبُه
كَـأَنّ الـدُجا وَالفَجـر جَيشـان أُعمِلَـت
عَوامـــل كُـــلٍّ مِنهُمـــا وَقواضــبُه
كَـأَنّ نَجاشـي اللَيـل إِذ شـاهد الوَغى
عَلـى هَـول مـا قَـد شامَ شابَت ذَوائبُه
كَـــأَنّ هِلال الأُفـــق عضـــب مُجـــرّد
أَو اللَيــل عَبـدٌ أَسـود شـابَ حـاجبُه
كَـــأَنّ الــدَراري عقــد درٍّ تَبــدّدت
فَــرائده وَاِســتنثر الــدُرَّ صــاحبُه
كَــأَنّ النُجــوم الزُهـر زهـر حَـدائقٍ
أَو القفــر لاحَــت لِلســُراة حبـاحبُه
كَــأَنّ ثُريّاهــا الحبــابُ بـدا لنـا
وَقَد راحَ يَجلو الراح في الكاس ساكِبُه
كَأَنّـا نَـرى مِـن غاسـق اللَيـل معبدا
يُشــير إِلَينــا بِالمَصــابيح راهبُـه
كَــأَنّ الســُها إِذ لاحَ دينــار باخـل
إِذا مـا بَـدا مِـن كَفِّـهِ فَهـوَ حـاجبُه
كَـــأَنّ ســـهيلاً عاشــق ذكــرت لَــهُ
مَغـــاني حِمـــى أَحبــابه وَمَلاعبُــه
كَأَنّــا نَــرى نَهــر المَجــرّة منهلا
لَـهُ مِـن غَـواني الحَـيّ أَمّـت كَـواعبُه
أَرى الحـوت عَـن بَحـر المَجـرّة نازِحاً
فَواعَجَبــاً كَيــف الحَيــاة تُصــاحبُه
أَرى العَقـرَب المَحـذور للغَـرب مائِلاً
يَــدبُّ دَبيــبَ الشــَيخ زادَت مَتـاعبُه
كَـــأَنّ ضــِياء الفَجــر حــبٌّ محجّــبٌ
كَـــأَنّ ظَلام اللَيـــل واشٍ يُراقبُـــه
كَــأنّي أَرى قـرن الغَزالـة مُـذ بَـدا
فَأَحســـبُهُ تـــبراً تَمـــوَّج ذائِبُــه
خَليلــيّ كَــأس العَيــش صـافٍ وَإِنَّمـا
بِغَيــر هَنــاءٍ لَيــسَ يَلتَــذّ شـارِبُه
أَلا فاِنشــــُرا أَعلام كُــــلّ مَســـرّةٍ
لِمَــن نُشـرت فـي الخـافِقين مَـواهبُه
وَبِالرُتبــة العليــا لِكَــوكَب مَجـدِهِ
أعيـــد التَهــاني إِنَّهــنّ رَغــائِبُه
فَلا بـــرحَ الإســعاد يَنمــو بِســعده
وَيَشــــملُهُ دِرع الهَنـــا وَجَلاببُـــه
وَلا فـــتئ الإِقبـــال بــالعزّ مُقبِلاً
إِلــى بــابِهِ العـالي تُحَـثُّ جَنـائِبُه
وَلا زالَ بِالبُشـــــرى بشــــير عَلائِهِ
مهــادُ الفَلا تُطــوى لَــهُ وَسباســِبُه
مَـدى الـدَهر ما قَد فاحَ مِن طَيب مَدحهِ
شــَذاً لِنَسـيم الـرَوض تُهـدى أَطـايبُه
مَـدى الـدَهر مـا هَـزَّ اليَراعة ناشِراً
لِـواء التَهـاني شـاعرُ المَجـد كاتِبُه
وَمـا صـادح الأَفـراح فـي دَوحة الهَنا
تَغنّــى وَأَطيــارُ القُلــوب تجــاوبُه
وَتُنشـــــــده أرّخ أَلا لمحمّـــــــد
مَطــالع ســَعد قَــد أَنـارَت مَـواكبُه
عمر بن محمد ديب بن عرابي الأنسي.شاعر أديب متفقه. في شعره رقة وصنعة. مولده ووفاته ببيروت. تقلب في عدة مناصب آخرها نيابة قضاء صور. له (ديوان شعر) جمعه ابنه عبد الرحمن وسماه (المورد العذب- ط)