
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يَــا رَاكِبــاً إِمَّـا عَرَضـْتَ فَبَلِّغَـنْ
أَبَـا غَـالِبٍ أَنْ قَـدْ ثَأَرْنـا بِغَالِبِ
قَتَلْنـا بِعَبْـدِ اللـهِ خَيـرَ لِـدَاتِهِ
ذُؤَابَ بْـنَ أَسـْمَاءَ بْنِ زَيْدِ بْنِ قَارِبِ
وَأَبْلِـغْ نُمَيْـراً إِنْ مَـرَرْتَ بِـدَارِها
عَلَــى نَأْيِهـا فَـأَيُّ مَـوْلىً وَطَـالِبِ
وَعَبْســاً قَتَلْنَــاهُمْ بِحُــرِّ بِلَادِهِـمْ
بِمَقْتَـلِ عَبْـدِ اللـهِ يَـوْمَ الذَّنَائِبِ
تَكُــرُّ عَلَيْهُــمْ رِجْلَتِــي وَفَوَارِسـِي
وَأُكْـرِهُ فِيهُـمْ صـَعْدَتِي غَيْـرَ نَـاكِبِ
جَعَلْـنَ بَنِـي بَـدْرٍ وَشـَمْخاً وَمَازِنـاً
لَنَــا غَرَضـاً يَزْحَمْنَهُـمْ بِالْمَنَـاكِبِ
وَمُــرَّةَ قَــدْ أَخْرَجْنَهُــمْ فَتَرَكْنَهُـمْ
يَرُوغُـونَ بِالصـَّلْعَاءِ رَوْغَ الثَّعَـالِبِ
فَـإِنْ تُـدْبِرُوا يَأْخُذْنَكُمْ في ظُهُورِكُمْ
وَإِنْ تُقْبِلُـوا يَأْخُـذْنَكُمْ بِـالتَّرَائِبِ
وَإِنْ تُسـْهِلُوا لِلْخَيْـلِ تُسـْهِلْ عَلَيْكُمُ
بِطَعْـنٍ كَـإِيزاعِ الْمَخَـاضِ الضـَّوَارِبِ
إِذَا أَحْزَنُـوا تَغْـشَ الْجِبَالَ رِجَالُنا
كَمَا اسْتَوْفَزَتْ فُدْرُ الْوُعُولِ الْقَرَاهِبِ
فَلِلْيَـوْمِ سـُمِّيتُمْ فَـزَارَةَ فَاصـْبِرُوا
لِوَقْـعِ الْقَنـا تَنْزُونَ نَزْوَ الْجَنادِبِ
وَثَعْلَبَـةَ الْخُنْثَـى تَرَكْنـا شـَرِيدَهُمْ
تَعِلَّـــةَ لَاهٍ فـــي الْبِلَادِ وَلَاعِـــبِ
وَأَشــْجَعَ قَــدْ أَدْرَكْنَهُـمْ فَتَرَكْنَهُـمْ
يَخَـافُونَ خَطْـفَ الطَّيْـرِ مِنْ كُلِّ جَانِبِ
إِذا انْتَسَبُوا لَمْ يَعْرِفُوا غَيْرَ ثَعْلَبٍ
إِلَيْهِـمْ وَمِـنْ شـَرِّ السِّباعِ الثَّعالبُ
رَدَســـْنَاهُمُ بالْخَيْــلِ حَتَّــى تَمَلَّأَتْ
عَـوَافِي الضـِّباعِ والذِّئابِ السَّواغِبِ
وَلَـوْلا جَنَـانُ اللَّيْـلِ أَدْرَكَ رَكْضـُنا
بِـذِي الرِّمْثِ وَالْأَرْطَى عِياضَ بْنَ نَاشِبِ
فَلَيْــتَ قُبُـوراً بِالْمَخَاضـَةِ أَخْبَـرَتْ
فَتُخْبِـرُ عَنَّـا الْخُضـْرَ خُضـْرَ مُحـارِبِ
ذَرِينِــي أُطَـوِّفْ فـي الْبِلَادِ لَعَلَّنِـي
أُلَاقِــي بِــإِثْرٍ ثُلَّــةً مِـنْ مُحَـارِبِ
تَمَنَّيْتَنِــي زَيْـدَ بْـنَ سـَهْلٍ سـَفَاهَةً
وَأَنْــتَ امْــرُؤٌ لَا تَحْتَوِيـكَ مَقَـانِبُ
وَأَنْـتَ امْـرُؤٌ جَعْـدُ الْقَفـا مُتَعَكِّـسٌ
مِـنَ الْأَقِـطِ الْحَـوْلِيِّ شـَعْبَانُ كَانِبُ
دُرَيدُ بْنُ الصِمَّةِ بْنِ الحارِثِ بْنِ مُعاوِيَةَ، يَعُودُ نَسَبُهُ إِلَى هَوازِنَ مِنْ قَيْس عَيْلانَ، كانَ سَيِّدَ قَبيلَتِهِ بَني جُشَمَ وَشَاعِرَهُم وَفارِسَهُم، وَقد خاضَ مِئَةَ غَزْوَةٍ ما أخفقَ بِواحِدَةٍ مِنْها، وَفَقَدَ إِخْوَتَهُ الأَرْبَعَةَ فِي وَقْعاتٍ مُتَعَدِّدَةٍ فَرْثاهُمْ، وَأَشْهَرُهُمْ عَبْدُ اللهِ الَّذِي رَثاهُ بِقَصِيدَتِهِ الدالِيَةِ (أَرَثَّ جَـدِيــدُ الْحَـبْــلِ مِنْ أُمِّ مَعْـبَـدِ / لِعَـــاقِــبَــةٍ أم أَخْـلَفَــتْ كُـلَّ مَـوْعِــدِ) وَعُمِّرَ دُرَيْدُ طَوِيلاً فَقِيلَ إِنَّهُ عاشَ مِئَتَيْ عامٍ أَوْ نَحْوَ ذلِكَ، وَقُتِلَ فِي مَعْرَكَةِ حُنَينٍ إِذْ أَخْرَجَهُ قَوْمُهُ تَيَمُّناً بِهِ، فَماتَ عَلَى شِرْكِهِ، وَكانَ ذلِكَ فِي السَّنَةِ الثّامِنَةِ لِلهِجْرَةِ.