
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تَقُــولُ أَلَا تَبْكِــي أَخـاكَ وَقَـدْ أَرَى
مَكَـانَ الْبُكَـا لَكِنْ بُنِيتُ عَلَى الصَّبْرِ
لِمَقْتَـلِ عَبْـدِ اللـهِ وَالْهالِـكِ الَّذي
عَلَـى الشـَّرَفِ الْأَعْلَـى قَتِيلِ أَبِي بَكْرِ
وَعَبْــدِ يَغُــوثٍ أوْ خَلِيلِــيَ خَالِــدٍ
وَعَـزَّ الْمُصـَابُ جَثْـوُ قَبْـرٍ عَلَـى قَبْرِ
أَبَــى الْقَتْــلُ إِلَّا آلَ صــِمَّةَ إِنَّهُـمْ
أَبَوْا غَيْرَهُ وَالْقَدْرُ يَجْرِي إِلَى الْقَدْرِ
فَإِمَّــا تَرَيْنـا مَـا تَـزالُ دِماؤُنـا
لَـدَى وَاتِـرٍ يَشـْقَى بِهـا آخِرَ الدَّهْرِ
فَإِنَّــا لَلَحْـمُ السـَّيْفِ غَيْـرَ نَكِيـرَةٍ
وَنُلْحَمُــهُ حِينــاً وَلَيْـسَ بِـذِي نُكْـرِ
يُغَــارُ عَلَيْنــا وَاتِرِيــنَ فَيُشـْتَفَى
بِنَـا إِنْ أُصـِبْنا أَوْ نُغِيـرُ عَلَى وِتْرِ
بِـذَاكَ قَسـَمْنا الـدَّهْرَ شـَطْرَيْنِ قِسْمَةً
فَمــا يَنْقَضـِي إِلَّا وَنَحْـنُ عَلَـى شـَطْرِ
دُرَيدُ بْنُ الصِمَّةِ بْنِ الحارِثِ بْنِ مُعاوِيَةَ، يَعُودُ نَسَبُهُ إِلَى هَوازِنَ مِنْ قَيْس عَيْلانَ، كانَ سَيِّدَ قَبيلَتِهِ بَني جُشَمَ وَشَاعِرَهُم وَفارِسَهُم، وَقد خاضَ مِئَةَ غَزْوَةٍ ما أخفقَ بِواحِدَةٍ مِنْها، وَفَقَدَ إِخْوَتَهُ الأَرْبَعَةَ فِي وَقْعاتٍ مُتَعَدِّدَةٍ فَرْثاهُمْ، وَأَشْهَرُهُمْ عَبْدُ اللهِ الَّذِي رَثاهُ بِقَصِيدَتِهِ الدالِيَةِ (أَرَثَّ جَـدِيــدُ الْحَـبْــلِ مِنْ أُمِّ مَعْـبَـدِ / لِعَـــاقِــبَــةٍ أم أَخْـلَفَــتْ كُـلَّ مَـوْعِــدِ) وَعُمِّرَ دُرَيْدُ طَوِيلاً فَقِيلَ إِنَّهُ عاشَ مِئَتَيْ عامٍ أَوْ نَحْوَ ذلِكَ، وَقُتِلَ فِي مَعْرَكَةِ حُنَينٍ إِذْ أَخْرَجَهُ قَوْمُهُ تَيَمُّناً بِهِ، فَماتَ عَلَى شِرْكِهِ، وَكانَ ذلِكَ فِي السَّنَةِ الثّامِنَةِ لِلهِجْرَةِ.