
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
فَــإِنْ يَــكُ رَأْسـِي كَالثَّغَامَـةِ نَسـْلُهُ
يُطِيـفُ بِـيَ الْوِلْـدَانُ أَحْـدَبَ كَـالْقِرْدِ
رَهِينَــةَ قَعْــرِ الْبَيْــتِ كُــلَّ عَشـِيَّةٍ
كَــأَنِّي أُرَادَى أَنْ أُصــَوَّبَ فــي مَهْـدِ
فَمِــنْ بَعْــدِ فَضـْلٍ فـي شـَبَابٍ وَقُـوَّةٍ
وَرَأْسٍ أَثِيــثٍ حَالِــكِ اللَّــوْنِ مُسـْوَدِّ
فَقَـدْ أَبْعَـثُ الْوَجْنـاءَ يَـدْمَى أَظَلُّهـا
عَلَــى ظَهْـرِ سَبْسـَابٍ كَحَاشـِيَةِ الْبُـرْدِ
فَأَوْرَدْتُهـــا مَـــاءً قَلِيلاً أَنِيســـُهُ
حَـدِيثاً بِعَهْـدِ النَّاسِ أَوْ غَيْرَ ذِي عَهْدِ
فَأَعْكِســـُها فـــي جُمَّــةٍ وَنَصــَأْتُها
فَآنَسـْتُ مـا أَبْغِـي وَأَتْعَبْتُهـا تَـرْدِي
إِلَـــى عَلَــمٍ نَــاءٍ كَــأَنَّ مَســَافَهُ
مُخَلَّــلُ كِتِّــانٍ مِـنَ النَّـأْيِ وَالْبُعْـدِ
وَخَيْـلٍ كَأَسـْرَابِ الْقَطَـا قَـدْ وَزَعْتُهـا
عَلَــى هَيْكَــلٍ نَهْـدِ الْجُـزارَةِ مُرْمَـدِ
ســـَوَابِقُها يَخْرُجْـــنَ مِــنْ مُتَنَصــَّفٍ
خُـرُوجَ الْقَوَارِي الْخُضْرِ مِنْ سَبَلِ الرَّعْدِ
وَغَيْــثٍ مِــنَ الْوَســْمِيِّ حُــوٍّ تِلَاعُــهُ
عَلَتْــهُ جُمَــادَى بِـالْبَوَارِقِ وَالرَّعْـدِ
تَبَطَّنْتُـــهُ تَعْـــدُو بِبِـــزِّيَ نَهْــدَةٌ
جُلَالَـةُ مـا بَيْـنَ الشَّرَاسـِيفِ وَاللُّبْـدِ
وَتَخْطُــو عَلَــى صــُمٍّ كَــأَنَّ نُسـُورَها
نَوَى الْقَسْبِ يَسْتَوْقِدْنَ في الظَّرِبِ الصَّلْدِ
لَهَــا حُضــُرٌ لَــفُّ الْحَرِيـقِ وَعَقْبُهـا
كَجَــمِّ الْخَسـِيفِ بَعْـدَ مَعْمَعَـةِ الْـوِرْدِ
قَلِيــلُ الْبَتَــاتِ غَيْـرَ قَـوْسٍ وَأَسـْهُمٍ
وَأَبْيَـــضَ قَصــَّالِ الضــَّرِيبَةِ مُحْتَــدِّ
وَأَســـْمَرَ مَرْبُـــوعٍ مِتَـــلٍّ كُعُــوبُهُ
تُصــَرِّفُ فِيــهِ لَهْــذَماً وَادِقَ الْحَــدِّ
دُرَيدُ بْنُ الصِمَّةِ بْنِ الحارِثِ بْنِ مُعاوِيَةَ، يَعُودُ نَسَبُهُ إِلَى هَوازِنَ مِنْ قَيْس عَيْلانَ، كانَ سَيِّدَ قَبيلَتِهِ بَني جُشَمَ وَشَاعِرَهُم وَفارِسَهُم، وَقد خاضَ مِئَةَ غَزْوَةٍ ما أخفقَ بِواحِدَةٍ مِنْها، وَفَقَدَ إِخْوَتَهُ الأَرْبَعَةَ فِي وَقْعاتٍ مُتَعَدِّدَةٍ فَرْثاهُمْ، وَأَشْهَرُهُمْ عَبْدُ اللهِ الَّذِي رَثاهُ بِقَصِيدَتِهِ الدالِيَةِ (أَرَثَّ جَـدِيــدُ الْحَـبْــلِ مِنْ أُمِّ مَعْـبَـدِ / لِعَـــاقِــبَــةٍ أم أَخْـلَفَــتْ كُـلَّ مَـوْعِــدِ) وَعُمِّرَ دُرَيْدُ طَوِيلاً فَقِيلَ إِنَّهُ عاشَ مِئَتَيْ عامٍ أَوْ نَحْوَ ذلِكَ، وَقُتِلَ فِي مَعْرَكَةِ حُنَينٍ إِذْ أَخْرَجَهُ قَوْمُهُ تَيَمُّناً بِهِ، فَماتَ عَلَى شِرْكِهِ، وَكانَ ذلِكَ فِي السَّنَةِ الثّامِنَةِ لِلهِجْرَةِ.