
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
حَـذارِ حَـذارِ مِـن رُكـونٍ إِلـى الزَمَـن
فَمَـن ذا الَّـذي يُبقـي عَلَيـهِ وَمَن وَمَن
أَلَــم تَــرَ لِلأَحـداثِ أَقبَلَهـا المُنـى
وَأَقتُلَهــا مــا عَـرَّضَ المَـرءَ لِلفِتَـن
تُســَرُّ مِــنَ الـدُنيا بِمـا هُـوَ ذاهِـبٌ
وَيَبكـي عَلـى مـا كـانَ مِنها وَلَم يَكُن
أَرى دارَنــا لَيســَت بِــدارِ إِقامَــةٍ
أَرَدنـا نَـواءً عِنـدَها وَهـيَ فـي ظَعَـن
فَكَــم ســَكَنَ الــدُنيا مُلــوكٌ أَعِـزَّةٌ
تَفـانَوا فَلَـم تَسـتَبِقِ مِنهُـم لَها سَكَن
وَكَــم فـي الثَـرى دَسـَّت جَـبينَ مُتَـوَّجٍ
فَأَصــبَحَ بِالإِقــدامِ يوطــا وَيُمتَهَــن
وَذي جُنَّــةٍ كــانَت تَقيـهِ مِـنَ الـرَدى
أَتـاهُ الرَدى فَاِعتاضَ مِنها ثَرى الجَنَن
وَكَالصـَقرِ فَـوقَ السـابِقاتِ اِغتَضـَت بِهِ
أَعــالِيَ أَعـوادِ مِـنَ النَعـشِ فَـاِرجَحَن
وَمَــن ضــاقَت الــدُنيا بِـهِ وَبِجَيشـِهِ
طَـوَت شَخصـَهُ فـي قَيـدِ شـِبرٍ مِنَ الكَفَن
وَمُحتَجِــــبٍ لا يَخـــرِقُ الإِذنَ حُجبَـــهُ
وَلَجـــنَ مَنايــاهُ عَلَيــهِ وَمــا أَذِن
وَذي حَـــرَسٍ لا يَغفَلـــونَ اِحتِراســـَهُ
رَمَتـهُ فَلَـم يُنصـَرُ عَلَيهـا وَلَـم يُعَـن
وَمـا سـِحِ عِطفَيـهِ مِـنَ الـدَرَنِ اِنبَـرَت
لَـهُ الـدُودُ أَكلاً فَـاِنثَنى دَرَنَ الـدَرَن
وَذي أَمَـــلٍ مِــن دونِــهِ أَجَــل لَــهُ
غَـذا شـَركاً مـا كـانَ قَبـلُ لَـهُ وَسـَن
فَمـا اِعثَـرَ الآمـالَ فـي أَجـلِ الفَـتى
وَأَقــرَبَ أَيّــامَ السـُرورِ مِـنَ الحَـزَن
عَفــاهُ عَلــى الـدُنيا فَـإِنَّ نَعيمَهـا
كَأَضــــغاثِ أَحلامٍ تَلَــــذُّ بِلا وَســـَن
فَبَينـا الفَـتى فـي ظِلِّهـا إِذ تَقَلَّبَـت
بِــهِ فَــاِتَّقَتهُ وَهـيَ قالِبَـةُ وَالـوَهَن
لَعضــمرُكَ إِنّـي قَـد حَزِنـتُ فَلَـم أَهِـن
وَكُنـتُ جَـديرَ الـرُزءِ بِـالحُزنِ وَالوَهَن
دَهَتنـي المَنايـا فـي أَبـي حَكَـم أِبي
وَمِـن قَبـلُ وارَيـتُ الشَقيقَ أَبا الحَسَن
فَيـــا لَكُمــا بَــدرَي عَلاءٍ تَســاقَطا
وَكانـا سـَنا عَينـي وَأَسـناهُما الأَسـَن
تَضـــَمَّنَ شـــَوّالُ مَناياهُمـــا مَعــاً
فَبَينَهُمـــا حَـــولٌ وَفَقــدُهُما قَــرَن
تَلا فَقــدَ هَــذا فَقــدُ ذا مُتَتابِعــاً
فَشــَمسٌ تَلَــت بَــدراً وَأَصـلٌ تَلا غُصـُن
خَلا مِنهُمــا النــادي وَكانـا وَقـارَهُ
فَزُلــزِلَ رَضـوى وَاِسـتُطيرتَ رُبـا حَضـَن
وَلَـم يُبـقِ رَوضـي بَعـدَ هَلَّكِهِما الحَيا
وَكُنــتُ أَسـَقّي مِنهُمـا السـُحُبَ الهَتَـن
فَلِلَــهِ صــَبري بَــل شــَجوني فَـإِنَّني
نَشـَرتُ اِصـطِباراً وَاِنطَـوَيتُ عَلـى شـَجَن
بَــدا أَعظَــمُ الأَرزاءِ وَاِكتَتَـمَ الأَسـى
فَناقَضـتُ جُـلَّ النـاسِ في السِرِّ وَالعَلَن
فَقُلــتُ لِجِسـمي خالِيـاً أَنـتَ وَالضـَنى
وَلِلـروحِ بِئسَ الـروحُ مالَـكَ لَـم تَبِـن
فَقــالَ فُــؤادي هَـل أَذوبُ مِـنَ الأَسـى
فَقُلــتُ تَعَجَّــل لا أَبــا لَـكَ وَاِفعَلَـن
وَقــالَت دُمـوعي هَـل أَذوبُ مِـنَ الأَسـى
مَعـي الـدَمُ مَسـفوحاً فَقُلتُ اِفعَلي وَإِن
أَبَعــــدَ يَعيـــشٍ ســـَلوَةٌ وَتَصـــَبُّرٌ
لَقَـــد فَســَدَت عِنــدي صــَنائِعُهُ إِذَن
فَـأَينَ الأَيـادي السـافِلاتُ الَّـتي بِهـا
شـَهيدٌ عَلِـيَّ الطَفـلُ وَالكَهـلُ وَاليَفَـن
وَأَيــنَ حَنــانٌ كُنــةتُ أَعرِفُــهُ بِــهِ
فَيـا قَلـبُ مـا أَشـجى عَلَيـهِ وَما أَحَن
وَكَــم مِنَــنٍ مِــن دونِ مَــنٍ تَتـابَعَت
عَلَــيَّ لَــهُ وَالنــاسُ مَــنٌّ بِلا مِنَــن
وَكَــم مِـن عَظيـمٍ قَـد وَقـاني بِنَفسـِهِ
فَهــانَ وَلَــولا عَطفُــهُ بـي لَـم يَهُـن
ســَأَثني عَلَيــهِ بِالَّــذي هُــوَ أَهلُـهُ
وَإِن يَــكُ تَقصــيرٌ فَإِقصــارُ ذي لَسـَن
أَبـي مـا أَبـي لا يُبعِـدِ اللَـهُ مِثلَـهُ
وَمَـن مِثلُـهُ ذو اليُسرِ في عُسرَةِ الزَمَن
جَــوادٌ يزيــنُ الجــودَ مِنـهُ تَواضـُعٌ
فَفَـوقَ الَّـذي أَبـدى مِنَ الجودِ ما أَكَن
إِذا ســـُئِلَ المَعــروفَ أَســبَلَ وابِلا
وَإِن هُــوَ لَــم يُسـأَل تَفَجَّـرَ أَو هَتَـن
وَلَــم يَــدَّخِر فـي أَمسـِهِ قـوتَ يَـومِهِ
نَزاهَــةَ نَفــسٍ لا كَمَـن حـاطَ وَاِختَـزَن
شــَبيبَتُهُ بَيــنَ المَكــارِمِ وَاللُهــا
وَشــَيبَتُهُ بَيــنَ الفَــرائِضِ وَالســُنَنِ
لَعَمــري لَنِعـمَ المَـرءُ حَيّـاً وَهالِكـاً
لِــدافِنِهِ الفَخـرُ العَظيـمُ بِمَـن دَفَـن
فَبــورِكَ مِــن قَــبرٍ وَطُهِّـرَ مِـن ثَـرى
وَقُــدِّسَ مِــن روحٍ وَعــوفِيَ مِــن بَـدَن
رَجَــوتُ لَــهُ عَفــوَ المُهَيمِــنِ إِنَّــهُ
هُـوَ المَلِـكَ الغَفّارُ ذو الطَولِ وَالمِنَنِ
لَهُ المُلكُ في الدارَينِ وَالحُكمُ مِثلَ ما
لَــهُ المَلَــوانِ وَالَّـذي فيهِمـا سـَكَن
وَأَرجـــو لَــهُ حُــبَّ النَبِــيِّ مُحَمَّــدٍ
فَـــذَنبُ مُحِبّيـــهِ بِغُفرانِـــهِ قَمَــن
وَأَرجـــو لِســـُقياهُ ســِقايَةَ مَــورِدٍ
حَلا حَوضــُهُ مــا بَيـنَ أَيلَـةَ وَاليَمَـن
فَقَـد قـامَ بِالتَوحيـدِ وَالخَمـسُ عُمـرُهُ
وَصـَلّى عَلـى المُختـارِ وَاِتَّبَـعَ السـُنَن
خَليلَـــيَّ إِنَّ الصـــَبرَ صــَبرٌ وَلا أَرى
ســِواهُ لِشــَجوي أَنَّــهُ أَعصـَمُ الجُنَـن
قِفـا حَيِّيـا القَـبرَ الَّـذي حَلَّـهُ أَبـي
مَعــي إِنَّــهُ رَأيٌ بَريــءٌ مِـنَ الغَبَـن
وَلَســتُ وَإِن أَنحــى الزَمــانُ بِصـَرفِهِ
عَلَــيَّ وَنــالَتني صــُروفٌ مِـنَ المِحَـن
بِفاقِــدِ شــَيءٍ مِـن أَبـي غَيـرَ شَخصـِهِ
وَلا بـائِعِ القُربـى بِبَخـسٍ مِـنَ الثَمَـن
عَسـى اللَـهُ فـي الفِردَوسِ يَجمَعُ بَينَنا
فَــإِنَّ الـرَدى إِن كـانَ يَجمَعُنـا حَسـَن
أحمد بن يعيش بن شكيل الصوفي، أبو العباس.شاعر متصوف أندلسي، من أهل شريش، عاصر منصور بن عبد المؤمن.له (ديوان شعر) قال ابن الأبار: توفي معتبطاً (أي بلا علة).