
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مـا بـال عينـك بعد كشف غطائها
قـذف الأسـى إنسـانها فـي مائها
هــل مـدَّها قلـبي فـأجرته دمـاً
لمــا أذابتـه الهمـوم بـدائها
لعصــابة أورى الظمـا أحشـاءها
فقضـت ولـم يـبرد جـوى أحشائها
للــه طائفــة بعرصــة كــربلا
بفنائهـا طـاف البقـا بصـفائها
فئة أبــاة الضـيم تـدري أنهـا
ورثـت إبـاء الضـيم مـن أبائها
هــاجت بهـا عزماتهـا فـتزاحمت
بأزائهـا الأقـدار تحـت لوائهـا
فكأنمَّــا أجرتـه أحكـام القضـا
وجـرت بـه الأقـدار عـن إمضائها
وقواعــد الإيمـان عـن إِيمانهـا
تنبيــك أن بهـا قـوام بنائهـا
ولكـم لهـا فـي كـل علـم غـامض
عيـن تـولى اللـه كشـف غطائهـا
نظـرت إلى الملكوت فاشتاقت لمن
فـي عـالم اللاهـوت مـن نظرائها
خاضـت غمـار الحتـف حـتى خضـبت
دون ابـن فاطمـة بفيـض دمائهـا
فكفـى بهـا فخـرا لهـا وكفى به
ذخــرا أعــدته ليــوم جزائهـا
ولقبــض أنفســها تجلــى ربهـا
فاستشـهدت واللـه مـن شـهدائها
فاستبشــرت بلقائهــا نظراؤهـا
واستبشــرت نظراؤهــا بلقائهـا
فنفوسـها فـي مقعـد الصدق الذي
هــو منتهــى آمالهـا ورجائهـا
وجســومها فـي الخلـد ألا إنهـا
طبعــت بعرصــة كـربلا لصـفائها
فترابهـا شـرفا بها تستفُهُ المر
ضــى فتستشــفي بـه مـن دائهـا
عقـدت علـى قلـبي بحبـل ولائهـا
فجــرى لســاني لاهجـاً بثنائهـا
أثنــى عليــه حامـداً وبمهجـتي
تــذكار وقعــة كـربلا لرثائهـا
مستســلماً سـئم الحيـاة وشـاقه
قــرب المنيــة رغبـة للقائهـا
مـن بعـد ما أعيا القضا وجواري
الأقــدار جريــا صـبره لبلائهـا
غشــيته حيــث لــه تجلـى ربَّـه
أنـوار وجـه اللـه فـي لئلائهـا
فقضــى وفاضــة للتجلــي نفسـه
ومــن التجلـي مبتـدا إنشـائها
وتعطلــت أفلاكهــا والخســف وا
ري بـدرها واسـود وجـه ذكائهـا
وبــوجهه الوضــاح جلـى نورهـا
فتبلجـــت وأمـــدها بضــيائها
والأرض بـــالزلزال آن زوالهــا
وبجســمه ثبتــت علـى أرجائهـا
والعيــس إنحلهـا حنيـن نسـائه
لمـا سـرت أسـرى علـى انضـائها
ولئن نسـيت فلسـت أنسـى زينبـاً
ودوام محنتهــا وطــول عنائهـا
حملت من الأرزاء ما أعيا بالورى
أحمـل اليسير النزر من أعبائها
عــن كـربلا وبلائهـا سـل كـربلا
ســل كــربلا عـن كـربلا وبلائهـا
طـورا علـى القتلـى تنوح وتارةً
تحنــو محافظــة علـى أبنائهـا
وتطـوف حـول حمـى أبـاد حمـاته
صـرف الـردى وأبـاح هتك نسائها
مــن مبلــغ عنـي سـرايا هاشـم
خـبراً يـدك الشـم مـن بطحائهـا
ومهيــج الأبطـال أعضـاد القضـا
ومظــاهر الأقـدار فـي هيجائهـا
حسـدت جلالـة قـدرها الدنيا وقد
اغـرت بنـي حـرب بهتـك خبائهـا
حسـرى وعيـن الشـمس أوضـح آيـة
فــي صـونها بسـفورها وخفائهـا
فمــتى تــوهم أن يراهـا نـاظر
ردتــه عنهــا خاسـئا بسـنائها
سـبيت وأعظـم مـا شـجاني غيـرة
يـا غيـرة الإسـلام سـلب ردائهـا
ووقوفهـــا فــي مجلــس جلاســه
أهـوى بهـا الشيطان في أهوائها
وعـن الصـراط المسـتقيم أضـلها
فغـدت تخبـط فـي العمى لشقائها
قتلــت حســيناً ظـامئاً وبرأسـه
فخــرت مجـالس شـربها وغنائهـا
نكتـت ثنايـاه ومـا بـرح الثنا
وجميـل ذكـر اللـه فـي أثنائها
وعلــى منــابر جــدّه خطباؤهـا
جعلتــه مــورد سـبها وهجائهـا
محمد علي بن محمد الأسدي الحائري النجفي، آل كمونة.شاعر فحل، من مشاهير شعراء كربلاء ووجهائها، أكثر شعره في آل البيت.ينتمي إلى بيت زعامة ورئاسة وثروة ووجاهة، توفي بمرض الوباء في كربلاء ودفن في الحائر الحسيني.جمع أحفاده من بعده مجموع أشعاره في ديوان أسموه اللآلي المكنونة في منظومات ابن كمونة.