
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أصـبحت آل علـي فـي السـبا
أين عنها اليوم أرباب الأبا
أيمـن السـاعد والسـيف نبا
وجـواد السـبط والدهر كمبا
فهــوى وانقــض عـن صـهوته
وقضـى خـامس أصـحاب العبـا
خـرَّ والـدين على وجه الثرى
فغـدا والـدين نهبـا للظبا
وبـــرى شـــمرٌ طلاه فجــرى
دمــه حـتى طلا وجـه الربـى
فأثـار الكرب في وجه السما
عُـثيرُ الـرض فـوارى الشهبا
ونعـى الكرسـي والعـرش لـه
ومــن الحـزن عليـه إضـطرب
فكــأن الفــزع الأكـبر قـد
حـلَّ والوعـد دنـا واقتربـا
وعليـه الفلـك الـدوَّار مـن
أول الـدور انحنى واحدودبا
وبكــاه عــوض الـدمع دمـاً
مثــل جــاري دمـه منسـكبا
والـثرى لـو لـم يوار جسمه
لــدعاه عاصـف الريـح هبـا
يـا قضاء الله والموت الذي
مـا قضى الموت عليه لو أبى
وهمامــاً أروعـاً مـن بأسـه
لهــوات الـدهر غصـَّت رهبـا
لـم يغالب مثل محتوم القضا
جمـــج الأقــدار إلا غلبــا
وفريــداً أدرك الكفــر بـه
وبنيــه منتهــى مـا طلبـا
بعـد مـا غـص به الكون ندىً
غــص نـدبا وعليـه انتحبـا
وقـتيلا بعـد مـا روى الظبا
قطعتـــه بشـــباها إربــا
وطعينـــاً يتلظـــى عطشــاً
وصـــريعاً يتلـــوَّى ســغبا
وخطيبـاً راسـه فـوق القنـا
عنـه تـروي الخطباء الخطبا
وبــه الرمـح تهـادى مرحـاً
حيـث جلـى بسـانه الغيهبـا
وأعـار الشـمس نـوراً بعدما
كســفت والبـدر لمَّـا غربـا
بعـد مـا عـزَّ حمـاه جانبـاً
كابـد الـذل وقـاس النوبـا
كــان روح القـدس لا يـدخله
زائراً إلا بــــإذن أدبـــا
هتكــت أرجــاس حـرب حجبـه
ونضـت عنـه بنـات المجتـبي
أبـرزت بعـد الخبـا حاسـرةُ
أبـرزت حاسـرةً بعـد الخبـا
بيــن أطفــال تلظـى عطشـا
ونســـاء تتلـــوّى ســـغبا
كابــدت ضـرباً وسـباً وسـبا
والـردى فرقهـا أيـدي سـبا
لست أنسى في السبايا زينباً
في السبايا لست أنسى زينبا
تنـدب الندب اباها المرتضى
يـا أبيـاً علـمَّ الناس الآيا
أن يكـن رزؤكـم أبكى امرءاً
وجـــرى مـــدمعه منســكبا
فـأبن كمونـة ذا مـن رزئكم
بمجـاري الدمع جاري السحبا
محمد علي بن محمد الأسدي الحائري النجفي، آل كمونة.شاعر فحل، من مشاهير شعراء كربلاء ووجهائها، أكثر شعره في آل البيت.ينتمي إلى بيت زعامة ورئاسة وثروة ووجاهة، توفي بمرض الوباء في كربلاء ودفن في الحائر الحسيني.جمع أحفاده من بعده مجموع أشعاره في ديوان أسموه اللآلي المكنونة في منظومات ابن كمونة.