
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
عـرا فاستمرّ الخطب واستوعب الدهرا
مصـابٌ أهـاج الكرب واستأصل الصبرا
وطبـــق أرجــاء البســيطة حزنــه
وأحــدث روعـاً هـولهُ هـون الحشـرا
وجـــاس خلال الأرض حـــتى أثارهــا
إلـى الجو نقعاً حجب الشمس والبدرا
ومــارت لـه حـتى السـماء وزلزلـت
لــه الأرض وانهــدت أخاشـبها طـرا
وغيــر عجيـب أن تمـور لـه السـما
ومن أوجها تهوي النجوم على الغبرا
غـــداة تجلـــت للكفــاح عصــابةٌ
لهـا النسـب الوضاح من مضر الحمرا
عــدت إذ أعــدت آل حــرب لحربهـا
كتــائب ضــلت رشـدها وعتـت كـبرا
وحيـث التقـى الجمعان والسبط قائمٌ
يـذكرها فـي بطشـه البطشـة الكبرى
يكافحهــا والحــرب ترسـي جبالهـا
فتنــدك منــه حيـن ينظرهـا شـزرا
أراه وأمـــواج الهيـــاج تلاطمــت
يعـوم بهـا مستأنسـاً باسـماً ثغـرا
يحيـي الظـبى طلـق المحيـا كأنمـا
تحييــه إذ تسـتل للضـرب بالبشـرى
ولـو لـم يكفكفـه مـن الفتـك حلمه
لعفـى ديـار الشرك وأستأصل الكفرا
ومــن عجــبٍ يشــكو الأوام وقلبــه
جـرى مـن خلال فجرتـه القنـا نهـرا
ولمــا تجلــى اللــه جــل جلالــه
لـه خـر تعظيمـاً لـه سـاجداً شـكرا
هــوى وهوطــود والمواضــي كأنهـا
نســـورٌ أبــت إِلا منــاكبه وكــرا
هــوى كوكبــاً وانقـض للأرض جـوهراً
ومـا شـابت الأعـراض طلعتـه الغـرا
وأعظـم بخطـب زعـزع العـرش وانحنى
لـه الفلـك الـدوار محـدوباً ظهـرا
غـداة أراق الشـمر مـن نحـره دمـاً
لـه انبجست عين السماء أدمعا حمرا
فيالـدماء قـد أريقـت ويـاله شـجىً
فتــت الأكبــاد حيــث جــرت هـدرا
وإن أنـسً لـم أنـس العوادي جوارياً
تـرض القرى من مصدر العلم والصدرا
ولـم أنـس فتيانـاً تنـادوا لنصـره
وللـذب عـه عـانقوا البيض والسمرا
رجـالٌ تواصـوا حيـث طـابت أصـولهم
وأنفسـهم بالصـبر حـتى قضـوا صبرا
ومــا كنـت أدري قبـل حمـل رؤسـهم
بـأن العـوالي تحمـل الأنجم الزهرا
حمـاةٌ حمـوا خـدراً أبـى الله هتكه
فعظمـــه شـــأناً وشـــرَّفه قــدرا
فأصــبح نهبــاً للمغــاوير بعـدهم
ومنـه بنـات المصـطفى أبـرزت حسرى
يقنعهــا بالســوط شـمرٌ فـان شـكت
يؤنبهـــا زجــرٌ ويوســعها زجــرا
نـــــوائح إلا أنهــــن ثواكــــلٌ
عـــواطش إلا أن أعينهـــا عـــبرى
يصـون بيمناهـا الحيـا مـاء وجهها
ويسـترها أن اعـوز السـتر باليسرى
وجــوهٌ تضــاهيها الشـموس فنورهـا
مــتى رمقتــه أعيــنٌ ردهـا حسـرى
فيـــالحريمٍ قــد أُبيحــت وحرمــةٍ
بهـا حرمـات اللـه قـد هُتكـت جهرا
أقــول وقـد هـاج الفريـق لصـاحبي
وللـبين نـار أوهجـت كبـدي الحـرى
أقــم صــدرها فـالركب قـوض راحلاً
وقــد طـوح الحـادي فحنـت المسـرى
ويمــم بهــا وادي الغرييــن إنـه
مقيـل أعـار المسك من طيبه النشرا
وعــرج إلــى مغنــىً أســر ضـريحه
حقيقــة سـر اللـه والآيـة الكـبرى
ضـريح فمـا الـبيت الحـرام بحـائزٍ
ولا الحجــر إلا بالـذي حـازه فخـرا
وعـــزِ عليـــاً بالحســين ورهطــه
وبلغـه عنـي منشـدا واغنـم الأجـرا
إليــك أميــر المــؤمنين شــكايةً
تغـص شـجىً مـن بثهـا سـعة الغـبرا
أراك وقــد بــادت ذراريـك معرضـاً
كأنــك مـا تـدري وأنـت بهـا أدرى
ألسـت الـذي لـم تخـل منـه سـريرة
ولـم يبـق سـر مـا أحـاط بـه خبرا
صــبرت وكيــف الصـبر منـك لفـادحٍ
عـرا وعليـه لا تطيـق الـورى صـبرا
أتنسـى وهـل ينسـى لـدى الطف موقف
تجــدده فــي كــل آن لـك الـذكرى
تغــض وحاشـا أن تغـض علـى القـذى
جفونـا ولـم تـدرك لأبنـائك الوترا
فقـم موقظـا عزمـاً لـه يشهد القضا
إذا جريــا فــي حلبـةٍ إنـه أجـرى
وبأســاً يبيـد الـدهر رعبـاً وهمـةً
تقـود بهـا الأقـدار إن أحجمت قسرا
وبــادر إلــى أرض الطفـوف مـذكراً
طــواغيت حـرب حيـن تغشـاهم بـدرا
وزلـزل بهـم أرجاءهـا واجلب القضا
لادراك ثـار اللـه واسـتنهض النصرا
فقــد عبثــت فـي الـذين آل أميـة
وغـالت رسـول اللـه فـي ولده جهرا
ألا تعســت مــن أمــة ضــل سـعيها
وسـول شـيطان غواهـا لهـا المكـرا
أبــت تظهــر الإيمــان إلا خديعــة
وآبـت ولكـن تبطـن الشـرك والكفرا
فمـــا اتبعـــت إلا يعــوق ضــلالة
كمـا ابتعـت آباؤهـا قبلهـا نسـرا
وقـل لسـرايا شـيبة الحمـد ما لكم
قعـدتم وقـد سـاروا بنسـوتكم أسرى
يــروق تجليهــا النــواظر تــارة
ويحجبهــا إجلالهــا تــارة أخــرى
تنــــوء بهـــن اليعملات وكلمـــا
تجــوز بهــا قفـراً تجشـمها قفـرا
فقومـوا غضـاباً فالمقـادير طـوعكم
مــتى شـئتم جـاءتكم رسـلها تـترى
وجيئوا بهـا عـدواً وفكـوا وثاقهـا
فقــد حملــت ممــا تكابـده وقـرا
وأعظـم مـا يشـجي الغيـور دخولهـا
إلـى مجلـس ما بارح اللهو والخمرا
يقارضـــها فيـــه يزيـــد مســبة
ويصــرف عنهـا وجهـه معرضـاً كـبرا
ويقــرع ثغــر السـبط شـلت يمينـه
فـأعظم بـه قرعـاً وأعظـم بـه ثغرا
أينكــت ثغــرا طيـب الـدهر ذكـره
ومـا بارح التسبيح والحمد والشكرا
عجبــت ومـا فـي الـدهر إلا عجـائبٌ
مــتى ذهبـت أعجوبـةٌ فاجـأت أخـرى
يحكــم فــي خيــر البريــة شـرها
ومـا خلت أشقاها يلي النهي والأمرا
بنـي الـوحي لا أحصـي جليـل بلائكـم
كحســن ثنــاكم لا أطيـق لـه حصـرا
منحتــم بأبكـار المعـاني مشـاعري
وصــفيتم فكــري فأنشــأتها بكـرا
وردت بهــا مســترفداً بحـر جـودكم
عـدا رفـده مـن لم يرد ذلك البحرا
مـددت يـدي فقـراً إليكـم ولـم أكن
أمـد يـدي يومـا إلـى غيركـم فقرا
خـذوا بيـدي فـالوزر أوهـى تجلـدي
ولا وزرٌ لــي غيركـم يرفـع الـوزرا
كفــاني وإن قصــرت نســكا وطاعـة
ولاكـم وحسـبي فـي المعـاد به ذخرا
عليكــم سـلام اللـه مقـدار قـدركم
لـديه ومـا مـدت أيـاديكم الـدهرا
محمد علي بن محمد الأسدي الحائري النجفي، آل كمونة.شاعر فحل، من مشاهير شعراء كربلاء ووجهائها، أكثر شعره في آل البيت.ينتمي إلى بيت زعامة ورئاسة وثروة ووجاهة، توفي بمرض الوباء في كربلاء ودفن في الحائر الحسيني.جمع أحفاده من بعده مجموع أشعاره في ديوان أسموه اللآلي المكنونة في منظومات ابن كمونة.