
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مـن الخنصـر الصـفري الخواصـر أخصر
ومــن ورد صـدى سلسـل الريـق أخصـر
فـدع عنـك لـومي يـا عـذولي وخلنـي
وشــاني فشـاني مرسـل الـدمع أبـتر
رعـى اللَـه غزلانـاً رعوا مهجة الحشى
وراعوا النهى من حيث راعوا لينظروا
أذابـوا بنـار العشـق جسـمي وصعدوا
لهيـــب زفيـــري والــدموع تقطــر
بروحـي مـن راحـوا وقد خلفوا الجوى
لقلـــب غــدا فــي حبهــم يتفطــر
فغـن المطايـا حـادي الركـب بالنوى
فمـــا خلـــد العشـــاق إلا محيــر
وسـرنا حيـا نحو الحمى واحذر الظبا
فـدون كنـاس الظـبى فـي الغاب قسوَر
وإيــاك قــد الــبيض منهــم فـإنه
لقـــد قلـــوب العاشــقين لأ ســمر
وذرأهيفــاً يــزري الغصــون رشـاقة
وهيفــاء عــن عيــن الجـآذر تنظـر
فكــم مــن رمــاة عـن قسـى حـواجب
تفــوق سـهام اللحـظ والجفـن بسـحر
وعــرج علــى أرجـاء طيبـة وانتشـق
أريــج شــذاها فهــو مســك وعنـبر
فـــإن حـــبيب اللَـــه أول كــائن
ومنــه أســتمد النـور فيمـا ينـور
وجـــاء ختــام الأنبيــاء بأســرهم
وأمَّ فصــــلوا مقتـــدين وكـــبروا
ولمـا بـه أسـرى الإلـه إلـى العلـى
دنــا فتــدلى حيــث لا حجــب تسـتر
وبعــد افـتراض الخمـس جبريـل أمـه
يــــبين أوقــــات الأداء ويظهـــر
وأوحـى إليـه أن قـم الليـل وانتدب
لمفروضــنا واصـدع بمـا أنـت تـؤمر
وإذا جـاء أمـر السـيف قـام مقاتلاً
لمــن خــالفوه حيــث ينهـى ويـأمر
وجاهــدهم فــي اللــه حــق جهـاده
وعــن سـاعد الجـد الصـحابة شـمروا
فشـاد عمـاد الـدين والسـيف منتضـى
وبـــدد شــمل المشــركين فــدمروا
وأورثهــــم ذل الصـــغار بقـــوله
لا عــزاز ديــن اللَــه اللَـه أكـبر
فجلــت ظلام الظلــم أنــوار هــديه
وصـارت لمـا يعلـو مـن العـدل تنشر
فيــا حبـذا داع إلـى اللَـه جاءنـا
بــدين قـويم عـن سـنا الحـق يسـفر
لمولـــده نيـــران فــارس أخمــدت
وإيــوان كســرى كســره ليـس يجـبر
ولاح علـــى الآفـــاق ســاطع نــوره
إلــى أن غــدت بصــرى بمكـة تبصـر
وقــد غيــض مـاء فـي بحيـرة سـاوة
وغيـــظ كهيــن والهواتــف بشــروا
كــأن مغيــض المــاء كـان لأجـل أن
بــه تطفــأ النيــران حيــث تسـعر
وإذا عجبــوا منــه أتـوا لسـطيحهم
فقــال لهــم كـم مـن عجـائب تظهـر
فســـــلم ب واســــتجارت ظبيــــة
وبــالقمر المنشــق جــاء المخــبر
وحيــث مشــى كــان الغمــام يظلـه
كمــا أنــه مــن خلفـه كـان ينظـر
وقــد ســال مــاء مــن خلال أصـابع
وفـي الكـف تسـبيح الحصـى ليس ينكر
وإذ دخــل الغــار الحمامــة عششـت
لتحميــه ممــن قـد عنـوا وتكـبروا
وكــم آيــة منــه تبـدت وقـد غـدت
علــى صــفحات الـدهر تتلـى وتسـطر
فــأنعم بهــا دينـا وأكـرم بشـرعة
أتانــا بهــا دينــاً يعــز وينصـر
لـه التـاج والمعراج والحوض واللوا
وعظمـى الشـفاعات الـتي منـه تصـدر
فبشــرى لنــا يــوم المعـاد بـأنه
يجــاء بنــا تحــت اللـواء ونحشـر
إليــك رســول اللَـه أشـكو جنـايتي
فخــذ بيــدي ممــا أخــاف وأحــذر
وعــدت ومــا للوعــد منــك تخلــف
وأنـــت كريـــم والمـــآثر تــؤثر
ألــم يــأن للموعــود إنجـاز وعـه
ورؤيــاه حــق لــو تمـادى التـأخر
إلهـــي توســـلنا إليـــك بجــاهه
فقــد طــال مـا تسـدي ونحـن نقصـر
فجــد كرمـاً واسـتر عيوبـاً تكـاثرت
فجــودك ربــي مــن عيــوبي أكــثر
وهـب لـيَ توفيقـاً لمـا يقتضي الرضى
فـــإني لمــا وفقــت فيــه ميســر
وصـــل وســـلم كــل يــوم وليلــة
عليــه دوامــاً حيــث تـدعى وتـذكر
كــذاك علــى الآل الكــرام وصــحبه
ومــن تبعــوا فيمــا يســر ويجهـر
وذا منتهـى غيـات مـا العبـد يرتجى
أخيــراً ورب العبــد يعفــو ويغفـر
محمد بن إسماعيل بن عمر المكي، ثم المصري المعروف بشهاب الدين.أديب؛ من الكتاب، له شعر، ولد بمكة، وانتقل إلى مصر، فنشأ بالقاهرة، وأولع بالأغاني وألحانها. وساعد في تحرير جريدة (الوقائع المصرية) وتولى تصحيح ما يطبع من الكتب في مطبعة بولاق. واتصل بعباس الأول (الخديوي) فلازمه في إقامته وسفره. ثم انقطع للدرس والتأليف، وتوفي بالقاهرةصنف (سفينة الملك ونفيسة الفلك-ط) في الموسيقى والأغاني العربية، ورسالة في (التوحيد) وجمع (ديوان شعر-ط).