
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جــانب نـديمك والجـام الـذي ملأه
واهجــر حمـاه مليـاً واجتنـب ملأه
ودع مغازلــة الغـزلان واسـل هـوى
ريـم الفلا وانـأ عنـه لا ترم رشأه
بئس القريـن الـذي يلهيـك عن صمد
يعيـد نشـأة مـا مـن خلقـه بـدأه
وطــب بــذكرى حـبيب ذكـره أبـدا
يـروي صـدى كـل صـاد جاليـاً صدأه
نعـم الحـبيب أجـل المرسـلين ومن
مــن أجلــه ذرأ الخلاق مــا ذرأه
ومــذ أبــان لنــا إبـان مولـده
عــن نــوره وبــه الأفـاق ممتلئه
بصــري لمـن بضـواحي مكـة اتضـحت
فجــاء مبصـرها ينـبي بمـا فجـأه
وإذ فتــاة بنــي سـعد بـه سـعدت
شـياهها قـد سـقاها ضـرعها البأه
والجــن حيــن بـدت أيـات بعثتـه
غـدت عـن السـمع بالإرصـاد مندرئه
ومــاء ســاوة سـاوى غيـره نضـباً
ونــار فــارس بـاتت وهـي منطفئه
وكسـر إيـوان كسـرى الجـبر زايله
وخـرق مـا اعتيد ما من رافئ رفأه
وإذ بــوحي أقــرا للَــه نــاظره
جبريـل أقـرأه مـا لـم يكـن قرأه
وشــان كــوثره الأيـات قـد نزلـت
فيـه ومنطوقهـا قـد شـان من شنأه
وصــدره شــق تطهيـراً وكـان كمـا
قـد شـق بدر الدجى جزءين من جزأه
والضــب سـلم والأشـجار قـد قـدمت
تســعى وأم الظبــا أمتـه ملتجئه
وفـي الهجيـر غمـام السـحب ظللـه
وليـس ظـل لـه فالرجـل لـن تطـأه
وكفــه ســبحت فيـه الحصـى وجـرى
منــه نغيــر حلا مـن ذاقـه هنـأه
وعيــن صــاحبه أعنـى قتـاده قـد
عــادت بتفـل وكـانت قبـل منفقئه
أسـرى بـه اللَـه ليلاً فارتقى ودنا
وجـــاء مضــجعه فــوراً ومتكــأه
والشـمس حيـن صفت والعير ما بلغت
ردت وقـد حجبـت عـن عينها الحمئه
فصــدقت فئة فــازوا ومنـذ هـدوا
فـاؤا إلـى الحق إذ كانوا أبرفئه
وكــذبت فئة بــاؤا بــأن خسـروا
واللَــه صــدقه إذ كــذبوا نبـأه
وكــم أرادوا بــه كيـداً وتهلكـة
كلا بـل اللَـه مـن كـل الـردى كلأه
ردوا بغيــظ وقــد شــاهت وجـوهم
وألقلـب فـي ريبـة والعين مرتبئه
والجـذع حـن إليـه إذ قريـش قسـت
وجــاء كــل بمـا آذى ومـا وجـأه
ومذ أعاروا على الغار الحمام حمى
والعنكبـــوت بمنســوجاته خبــأه
وحيـث قـد حـزب الأحـزاب مـارزئوا
بـه انثنـى كـل حـزب بالذي أرزأه
وأيـد المـؤمنين اللَـه فانتصـروا
وكلهــم جعــل الرحمــن ملتجــأه
وجاهـدوا فـي سبيل اللَه واجتهدوا
والعشـر مـن صابريهم يغلبون مائه
وأنــزل اللَــه أمــداداً ملائكــة
بهــم غـدت نصـرة الإسـلام مجـترئه
فعـاد من عادوا المولى وقد خذلوا
والسـيف بلـل مـن هامـاتهم ظمـأه
والســمهرية قــد قــدت قــدودهم
ومزقـــت كــل قلــب منهــم ورئه
وعنـد مـا رعبـوا والقتـل رعبلهم
شـالت بأشـلائهم فـي جوهـا الحدأه
نعـم الكماة حماة الدين حيث سطوا
وهـم أسـود علـى الأعـداد مجـترئه
أحيــاؤهم ســعد اقتلاهــم شــهدا
علــى الأرائك فــي الجنـات متكئه
يـا أول الخلق يا من نوره اقتبست
منـه الورى وبر الباري الذي برأه
وآدم لـم تكـن فـي الكـون طيبتـه
ولــم يســو مســوى خلقــه حمـأه
ويـح الذي لم ينل منك الشفاعة في
يـوم النشـور وضحد الشمس قد كشأه
حملــي ثقيــل وأنـي لا أنـوء بـه
فامنن وجد واكفنيَ ما لم أكن كفؤه
أثــم منجــد ذي خطــأ ومـا ثمـة
ســواك أو مخطــئ مستصــوب خطـأه
قعــدت عــن عمـل قـاموا بـواجبه
وقــدموه وقــد وافقـت مـن نسـأه
وجـائ مرجـل جاشـي وهـو فـي حـدة
ولـم يجـد إذ إلـى واحتد من فنأه
وجـاء مـن سـبأ طيـر الهـدى بنبا
وهُدهـدي لـم يكـن يومـاً أتى سبأه
وصـبوتي فـي الهـوى العذري مجهلة
لـم يـدر طائيهـا سـلمى ولا أجـأه
مـن لامـرء لـم يـدع لـذات شـهوته
وظنهــا هنــأته والمــرا مــرأه
مهلاً أيـا نفـس مـه لن تشبعي أبداً
طعمـت مـادس فيـه السـم مـن ثمأه
إن قلـت كفى كفى ما قد جرى انكفئ
زادت ولــم أرهــا يومـاً بمنكفئه
وكلمــا قمــت باســتنهاض همتهـا
لعـل تقـوى علـى تقـوى غـدت تكأه
علـــى عصــى معاصــيها توكؤهــا
وفــي التهتـك خـالت أنهـا خبـأه
وامنــح حبــاءك فـي هـول لشـدته
ينسي به الملك الحامي الحمى حبأه
وارحـم وسـامح وجـد وامنن بمغفرة
لمــن إذا خــف وقـر ثقلـه كفـأه
بجــاه طــه ختـام الأنبيـاء ومـن
مـن نـوره كـانت الغايـات مبتدأه
محمد بن إسماعيل بن عمر المكي، ثم المصري المعروف بشهاب الدين.أديب؛ من الكتاب، له شعر، ولد بمكة، وانتقل إلى مصر، فنشأ بالقاهرة، وأولع بالأغاني وألحانها. وساعد في تحرير جريدة (الوقائع المصرية) وتولى تصحيح ما يطبع من الكتب في مطبعة بولاق. واتصل بعباس الأول (الخديوي) فلازمه في إقامته وسفره. ثم انقطع للدرس والتأليف، وتوفي بالقاهرةصنف (سفينة الملك ونفيسة الفلك-ط) في الموسيقى والأغاني العربية، ورسالة في (التوحيد) وجمع (ديوان شعر-ط).