
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
اللَـه صـير يبـس السـقم ليـن شفا
حـتى جرى الخصب فيما كان لي نشفا
نلـت المنى وصفا الوقت المكدر لي
بمـا الطـبيب لأ جل البرء قد وصفا
يـا ويـح قلـبي ممـا كابـدت كبدي
والطرف لم يلف من طيب الكرى طرفا
كـم بـت أشـكو جنايـاتي وموجعـتي
إلــى مراحمــه حــتى شـفى وعفـا
ففيـم ضـيقي وفضـل اللَـه ذو سـعة
وكيـف لا وهـو عنـي أذهـب الـدنفا
والنفــس قـد سـلمت ممـا يكـدرها
وهيكلــي بتصــافي ذاتــه اتصـفا
لـي عـادة قـد جـرت فـي شدة ورخا
مـا ضـقت إلا وجـدت اللَـه بي لطفا
وشـامت قـال قولـوا الـداء أقعده
فقلـت قـل سـودوا وجهـا لكم وقفا
لا غـرو أن أطفئت نـار بـي اتقـدت
حسـبي الـذي قد جرى من مدمع وكفا
لعــل مــن بـاعتلال ظـل فـي فـرح
يمسـي بصـفحة جسـمي نادمـاً أسـفا
كـم مـن صـروف هموم في الغدو دجت
وبــات صـرف الأسـى منهـن منصـرفا
قـد عـادني اثنـان ذوبعد وذو دخل
واثنـان قـد عاديـا أهل وخدن صفا
لـو صـادفتني الأماني وانجلى صدئي
لاعتضـت عـن در إخـوان الصفا صدفا
مـن يجهـل الناس يسأل أهل خيرتهم
شـتان مـا بيـن ذي جهـل ومن عرفا
للَــه مــن لـم يكلـف نفسـه عملا
ولــم يكــن بغنـى ذي خلـة كلفـا
أبيــت أونــس مــن ربـي مؤانسـة
وطـرف عينـي يـرى مـن لطفـه طرفا
يـا أرحم الراحمين ارحم ضعيف قوي
وارؤف بـه كرمـاً يـا خير من رأفا
شــكواي سـقمي وسـؤلي كشـفه عجلاً
ومـن إليـك شـكا عنـه الضنى كشفا
صـفحاً جميلاً إذا مـا قـد حظيـت به
تمحــو ملائكـتي عنـي بـه الصـحفا
قـد أقعـدتني ذنـوبي لا أقـوم بها
وهــل ســواك طيــب يرتجـي لشـفا
لـو مـر بـي من ربا نجد نسيم صبا
لمســت عجبـاً كغصـن ينثنـي هيفـا
حـان الحنـان وآن الرفـق بي كرماً
كرامــة للنــبي المحـرز الشـرفا
وحـاش للـه بعـد البعـد مـن أضـم
أنـي أضـام وداعـي القرب بي هتفا
يا أكرم الخلق يا خير الورى خلقا
تلاف مـا كـان منـي بالضـنى تلفـا
إنــي إليــك رسـول اللَـه ملتجـئ
فكــن علـى بليـن العطـف منعطفـا
وانظـر إلـي بعيـن لـو نظـرت بها
إلــى بعيــد عـن الآمـال لازدلفـا
جــدواك عــذب فـرات سـاغ منهلـه
ومـن رأى البحر ظمآنا وماً اغترفا
شــغفت عـن حمـل ضـر مسـنى جلـدا
والأقويـاء عليهـم حمـل مـن ضـعفا
هلا مننــت علــى جســمي بمـس يـد
لـو مسـت القفـر أمسـى روضة أنفا
كـم راحـة منحـت مـن راحـة سـمحت
بنانهـا نضـحت مَـن مائَهـا ارتشفا
أنـت الذي اختاره المولى وقال له
سـل تعط فاسأله لي غفارن ما سلفا
أنـوارك الشـمس لـولا حجـب طلعتها
ووجهـك البـدر لـو لم يبد منخسفا
كـم آيـة لـك يـا ذخر الورى سلفت
عسـى شـفائي أن يلفـى لهـا خلفـا
وإن أكــن جانيــاً طـالت جنـايته
فكـم بروضـك مـن جـان قـد اقتطفا
وعـدت فـي عـالم الرؤيـا بموعـدة
فهـل أرى يقظـة للوعـد منـك وفـا
عليــك ألفــا صــلاة نفحهـا عطـر
تــذكو بطــي ســلام نشــره ألفـا
مــا رام شـيخ كـبير حسـن خاتمـة
ومـا علـى طلـب الـدنيا فتى عكفا
محمد بن إسماعيل بن عمر المكي، ثم المصري المعروف بشهاب الدين.أديب؛ من الكتاب، له شعر، ولد بمكة، وانتقل إلى مصر، فنشأ بالقاهرة، وأولع بالأغاني وألحانها. وساعد في تحرير جريدة (الوقائع المصرية) وتولى تصحيح ما يطبع من الكتب في مطبعة بولاق. واتصل بعباس الأول (الخديوي) فلازمه في إقامته وسفره. ثم انقطع للدرس والتأليف، وتوفي بالقاهرةصنف (سفينة الملك ونفيسة الفلك-ط) في الموسيقى والأغاني العربية، ورسالة في (التوحيد) وجمع (ديوان شعر-ط).