
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
عــروس كنــوز قـد تحلـت بعسـجد
مكللـــة تيجانهـــا بالزبرجــد
أم الجنـة المبنـى عـالي قصورها
بأبهــج يــا قـوت وأبهـى زمـرد
أم الكرمـــات الآصــفية أبــدعت
هيــولي أعــاجيب بصــورة مسـجد
هـو الفلـك الأعلـى تنـزل وازدهى
بزهـر الـدراري جمعـاً كـل فرقـد
إلا أن تجديـد العجيـب مـن البنا
يؤكــد تأســيس اقتـدار المجـدد
وهـل أثـر يـا صـاح يعرب عن حلى
مـــؤثره دون البنــاء المشــيد
فـدع قصـر غمـدان وأهـرام هرمـس
وإيــوان كســرى أن ردت لتهتـدي
ودع أرمــا ذات العمـاد ونحوهـا
وعرشــاً لبلقيــس كصــرح ممــرد
ودع أمـوي الشـام وانـزل بمصرنا
وبـادر إلـى هـذا بإيمـاء مرشـد
فلـو عـددت فـي الكون بدأ بدائع
لكــان بــه ختـم لـذاك التعـدد
كـأن الليـالي الوالـدات عجائباً
أصــبن بعقـم بعـد هـذا التولـد
لبـن صـارفي الدنيا وحيداً تفرداً
فلا غــرو والمنشـي لـه ذو تفـرد
مليـك جليـل الشـان ليـس كمثلـه
جليـل بعليـاه اقتـدى كـل مقتدي
محمـــدُ آثـــارٌ علـــيَ مـــآثر
عزيــزاً فخــار ســاد كـل مسـود
هـل المنهل العذب الذي دون ورده
تزاحمــت الأقـدام فـي كـل مـورد
هـو الغيـث يحيـى كـل قطر بجوده
فيخضـل من قطر الند أوجهه الندى
هـو الشـمس لم تحجب سناها غمامة
ولا أنكــرت أضـواءها عيـن أرمـد
لـه همـم تسـمو إلـى هامة العلى
إذا حــددت لا تنتهــي بالتحــدد
فكـم آيـةً فـي صـفحة الدهر خطها
لتتلــى وأحكــام التلاوة سـرمدي
وكـم غـرة فـي جبهة الكون أسفرت
بإحســانه عــن وجـه عـز وسـؤدد
وكـم مكرمـات منـه أوفـت بعهدها
إذا وعــدت تــأبى تخلــف موعـد
وكــم صــدقات واصــلتها صــلاته
مســـبلها يجــري بوقــف فؤبــد
وكــم منشـآت كالرواسـي تخالهـا
حصـوناً جـرت فـي البحر ذات تشيد
وكــم مســجد مبنـاه يشـهد أنـه
علـى وفـق معنى إنما يعمر ابتدى
محاســن شــتى قـد تجمـع شـملها
وصــار انتظامــاً عقـد در منضـد
فزانـت بـه الـدنيا مقلـد جيدها
وقـالت لأهـل الـدهر هـل من مقلد
لـه اللَه من راع حمى حومة العلى
وراعـى الرعايـا إذ تروح وتغتدي
بســطوته الركبـان سـارت وحـدثت
عـن البحـر فـي مـد وجزر لمعتدي
وقـد أيـدته فـي المعـارك نصـرة
بفتــح مــبين عــن مـتين مسـدد
إذا جاء نصر اللَه والفتح بالضحى
فويــل لكــل العاديــات بمرصـد
وربــت كهــف دون صـف ولـم يكـن
إذا زلزلـت يومـاً ليوجد في الغد
مــدافع إبراهيـم بالرعـد حـوله
تقـول تلونـا السجدة الآن فاسجدي
فسـل عنـه نجـداً إذ تيمـم منجداً
ومــا لعــداه مـن إغاثـة منجـد
وسل واقعات الزنج والروم إذ سطا
بسـمر القنـا الخطى وبيض المهند
وسـل يمنـاً والشام واذكر وقائعاً
وأورد صـحيح النقـل عـن كل مسند
وسـل هـل عسـير كـان يوم مصابهم
عســيراً وقـد بـاؤا بشـمل مبـدد
خطـوب دهتهـم فـي مصـادمة الوغى
بمنصـور جيـش فـي الحـروب مؤيـد
رعـى اللَـه هاتيـك المعاهد كلها
وحيــى محياهــا بحســن التعهـد
وحلــى طلا الأدواز دومـاً وصـانها
بدولـة هـذا الـداوري عـن تجـرد
هـو الكوكب الأسنى الذي من ضيائه
قــد اقتبســت أضـواء كـل توقـد
هـو الروض يشجى السمع ساجع ورقه
ويعــرب عــن ألحــان كـل مغـرد
ثنــاء كــورد طـاب نفـح شـميمه
وأزهـــاره تزهــو بخــد مــورد
وجـاه عظيـم دونـه السـعد خـادم
إلـى مجـده الأعلـى انتمى كل سيد
وعــز يجـازي الظـالمين بصـنعهم
إلـى أن يـؤدوا جزية الذل عن يد
وفضـل هـو البحـر الـذي عم فيضه
وخــص بجــدوى جـوده كـل مجتـدي
وحـظ سـما فـوق السـماكين حظـوه
وسـامي العلا فخـراً بأسـعد مسـعد
ألا وهـو قطـب الـوقت غيـث زمانه
منـار الهدى المقصود في كل مقصد
فــأنعم بــه مــن منعـم متفضـل
وأكــرم بــه مــن مكـرم متغمـد
معـاليه جلـت عـن نظيـر وأصـبحت
تبــاهي جميـع العـالمين بمفـرد
أنـام الأنـام المسـتظلين في حمى
أمــان وأمــن مــن تخـوف مفسـد
فيجفـو الـذي يبدي الجفاء تغضباً
ويعفـو عـن العبد الكثير التودد
ويجمـل فـي الحـالين ليناً وقسوة
وذاك لتلطيـــــف وذ التشــــدد
فعـرج علـى تلـك المـآثر وابتهج
بآثــار هـذاك الخـديوي الممجـد
وسـل سـامع الـداعي دوام حيـاته
وطـول المـدى وابسـط أكفك وامدد
وزر حرمــاً مهمــا تشـاد جمـاله
نضـظرت بـديع الصـنع في كل مشهد
وعـاين سـنا حسـن القبـول منزها
لطرفـك فـي روض البهـاء المخلـد
وهـاك عقـوداً مـن معـان أجادهـا
بيـان بنـا هـذا البـديع المجدد
مبــان إذا أمعنـت فيهـا مؤرخـا
تريــك علـى قـدر العزيـز محمـد
محمد بن إسماعيل بن عمر المكي، ثم المصري المعروف بشهاب الدين.أديب؛ من الكتاب، له شعر، ولد بمكة، وانتقل إلى مصر، فنشأ بالقاهرة، وأولع بالأغاني وألحانها. وساعد في تحرير جريدة (الوقائع المصرية) وتولى تصحيح ما يطبع من الكتب في مطبعة بولاق. واتصل بعباس الأول (الخديوي) فلازمه في إقامته وسفره. ثم انقطع للدرس والتأليف، وتوفي بالقاهرةصنف (سفينة الملك ونفيسة الفلك-ط) في الموسيقى والأغاني العربية، ورسالة في (التوحيد) وجمع (ديوان شعر-ط).