
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أنسـمة مـن صـبا نجـد بهـا وصـبى
سـرت تهيـج هـوى شـيخ صـبا وصـبى
أم روضــة عبقــت أنفـاس نفحتهـا
إذ يضحك الزهر فيها من بكا السحب
صـاغت حلـى الربـا أنـداؤها سحرا
ونضـــدت درر التيجـــان للقضــب
تضــرجت وجنــات الجلنــار بهــا
وافـتر ثغـر أقاحيهـا عـن الشـنب
قـد صبحت دوحها الندمان وابتدروا
رهــان سـبق كميـت للهـو والطـرب
حتىإذامـا بهـا حلـوا وقـد عقدوا
تزويـج نجـل الغوادي بابنة العنب
والطيـر قـام علـى أعـواد منـبره
بلحنــه معربـاً عـن أفصـح الخطـب
صـاحوا هنالـك بالسـاقي ليبرزهـا
مـن خـدر حانتهـا مرفوعـة الحجـب
فقـام يجلـو عليهـم شـمس طلعتهـا
إذا أسـفرت عـن محيـا غيـر منتقب
وزفهــا وقيـان الـورق قـد صـدحت
والطــل نقطهــا بــالؤلؤ الرطـب
عــذراء قــد عنسـت بكـراً مخـدرةً
مضــى علىحانهـا حيـن مـن الحقـب
بيــن المــزاج تغشـاها وواقعهـا
جــاءت بذريــة مـن لؤلـؤ الحبـب
تخالهــا شـعلة تـذكو وقـد مزجـت
وكيـف يجمـع بيـن المـاء واللهـب
تـولى أخـا صـفوها تـبراً وتنشـده
عــوض بكاســك مــأتلفت مـن نشـب
هيابهـا يـا نـديمي طـاب مشـربها
والعيـش مـن دونهـا للشرب لم يطب
كـم مـن نـديم صـفت بالراح راحته
مـا مسـه مـذ أدار الكـاس من نصب
فهاتهــا وجفـون النرجـس انفتحـت
كأنهــا وهــي ترنـو عيـن مرتقـب
والـورد فـي وجنـة الساقي له شبه
يميــل طبعــاً إليـه ميـل منجـذب
والنهـر حيـث جـرى وقت الأصيل حكى
كـف الأصـيل ابـن عـون جاد بالذهب
هـو المليـك الـذي كـانت أرومتـه
مـن فـرع أصـل زكا من نسل خير أب
مــن عصـبة ورثـوا مجـداً ومفخـرةً
عــن هاشــمي علا قــدراً ومطلــبي
ما الفخر فيه إذا ما فاخروا عجبا
بـل فخـر مـن دونه من أعجب العجب
قـل للـذي فـي هـواهم جاء يعذلني
قـد ضـل سـعيك يـا شـعبان في رجب
أمــا كفــاك دليلاً فــي محبتهــم
إلا المـودة فـي القربـى فعـد وتب
هـذا الشـريف الـذي أسـلاف نسـبته
در تنظــم فــي ســمط مـن الحسـب
أكــرم بــه ملكـاً يحلـو تواضـعه
ودون رفعتــه أســنى علـى الرتـب
لـه المعـالي افتخـاراً في مساهمة
بيـن الملـوك وطـرف السـبق للقصب
لا عيـب فيـه سـوى أن النزيـل بـه
يســلو بجــدواه عــن أم لـه وأب
كـفٌ هـو الكـوثر السلسـال في رغب
لكنــه برثــن الضـرغام فـي رهـب
لا غـرو وهـو الخضم العذب إن غمرت
بــالفيض مـن مـده جزيـرة العـرب
قــل للــذي ود لـو يحكـي رآسـته
هيهـات هيهـات ليـس الرأس كالذنب
كـم مـن كتـائب قـد قـالت لصارمه
الســيف أصـدق أنبـاء مـن الكتـب
مــا أمهـم طالبـاً منهـم مقابلـة
إلا تولـوا وكـانوا طـالبي الهـرب
مـا كـان أمـر عسـير بالعسير وغى
إلا عليهــم لمـا أبـداه مـن غضـب
إذ جــاءهم يتغشــى بطــن أوديـة
علـى ظهـور جيـاد الخيـل والنجـب
فــي جحفـل سـاقه والنصـر قـائده
كــأنه السـيل إذ ينحـط مـن صـبب
فعـــم أعــداءه ســلباً ومقتلــه
وخــص أبطــال مــن والاه بالسـلب
بهمـة فـوق هـام النجـم قـد جعلت
ســرادقات العلــى ممتـدة الطنـب
يـا ذا الكريم الذي لم يأب موهبة
إذا الكـرام أبـت يومـاً ولـم تهب
أشـكو إليـك جفـا هذا الزمان وما
ألقـاه فـي أهلـه مـن حرفـة الأدب
إذا مــدحت بنيــه كــدت أغضــبه
كـأنه ليـس يرضـى القـول بالكـذب
أظنــه إذ تمــادى فــي تشــيطنه
مـا كـان يعـرف أنـي ثـاقب الشهب
كلا أنـا المخطـء الجاني جنيت على
نفســي بـترك ذكـي وامتـداح غـبي
هلا امتـدحت كريمـاً مـن بنـي حسـن
هـو الحـبيب النسيب الفاخر النسب
لــه ذكــاء ذكــاء ليـس يحجبهـا
مـن حيـث تشـرق غيـم الشك والريب
إذا ترجيــت عونــاً مــن مكـارمه
كـان ابنـه حسب خالي وهو غير أبي
وكيــف لا ومعــالي قــدره ضــمنت
لمــن ترجـاه أضـعافاً مـن الطلـب
خــذها وليــدة فكـر راق منظرهـا
كــأن ريقتهــا ضــرب مـن الضـرب
قــد قلــدت بعقـود مـن حلاك حـوت
نفـائس أنتخبـت مـن أنفـس النخـب
وافتـك حيـث معـاني حسـنها كملـت
تبغـي القبـول وهـذا منتهـى الأرب
محمد بن إسماعيل بن عمر المكي، ثم المصري المعروف بشهاب الدين.أديب؛ من الكتاب، له شعر، ولد بمكة، وانتقل إلى مصر، فنشأ بالقاهرة، وأولع بالأغاني وألحانها. وساعد في تحرير جريدة (الوقائع المصرية) وتولى تصحيح ما يطبع من الكتب في مطبعة بولاق. واتصل بعباس الأول (الخديوي) فلازمه في إقامته وسفره. ثم انقطع للدرس والتأليف، وتوفي بالقاهرةصنف (سفينة الملك ونفيسة الفلك-ط) في الموسيقى والأغاني العربية، ورسالة في (التوحيد) وجمع (ديوان شعر-ط).