
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أدر كـؤوس التصافي واجل لي قدحاً
وخـل مـن فـي مجـالي صـفوه قدحا
وهاتهــا خمــرة بكــراً معتقــة
بكريهـا لحـديث الوجـد قـد شرحا
عـذراء لـو كشـفت عن وجهها لمحا
بـاهي سـناها حجاباً دون من لمحا
راحـاً حلالاً حلا فـي الـذوق مشربها
من راح سكرا بها من حيث غاب صحا
زفـت إلـى صـفوة الصـديق سـافرة
وطيــب ريـا شـذاها عطـره نفحـا
فهـام وجـدا بها الحفني مذ عبقت
أنفاسـها ونفـت عـن نفسه الترحا
وقـر عينـاً بمـا وافـاه مـن طرب
فـراح نشـوان مسـروراً بهـا فرحا
وحيث دارت على الدر دير طاب بها
وصــار مغتبقــاً منهـا ومصـطبحا
وإذ غـدا عالمـاً عبد العليم بها
سـعى إلـى الحان والألحان مقترحا
وظـــل يشــربها طــوراً وآونــة
يهدي إلى الندماء الكاس قد طفحا
وكــان بــرا بــإبراهيم سـيدهم
لكـونه نحـو إخـوان الصـفاء نحا
وقــد سـرى سـره فـي قطـب دائرة
دارت عليـه مـن الراحـات كل رحى
وكيــف لا وهـو عبـد للطيـف ومـن
من شأنه اللطف يولي عبده المنحا
وقــام بـالأمر فيمـا بعـده خلـف
فيـه الصـلاح بدا كالشمس وقت ضحا
نعـم الخليفـة فـي جـود وفي كرم
عبـد الجواد سليل السادة الصلحا
يــا حسـنه واصـلاً كـانت طريقتـه
للَـه فـي اللَه لا في نيل ما قبحا
دلــت علــى سـره أنـوار ظـاهره
والظـرف يشـعر بالمظروف إن نصحا
طويـــة ألبســـته حلــة نشــرت
آثـار مـا كـان في مكنونها سنحا
وهــذه فـي طريـق القـوم سلسـلة
هـي النجـوم سـنا أنوارهـا فضحا
كأنهــــا درر لاحــــت منظمـــة
سـلوكها فـي سـلوك الحق قد وضحا
بمظهـر الجـود طـابت فيه مختتماً
ومظهـري الاصـطفا والصـدق مفتتحا
يـا رب جـد كرمـاً وأقبـل توسلنا
بهـم إليـك عسـى أن تكشف البرحا
وامنـن واصـلح فساد القلب مرحمة
وهـب لنـا ما من الأعمال قد صلحا
هـا نحـن منـك رجونـا حسن خاتمة
بفتـح باب الرضى يا خير من فتحا
فاجعـل نهاياتنـا خيـراً وآخر ما
نبـديه قـولاً به الميزان قد رحجا
بجــاه طـه ختـام الرسـل قاطبـة
ومـن حـذا حـذوه مـن ناصـح نصحا
وصــل رب وســلم ملــء كـل فضـا
عليـه طـول المدى مع آله السمحا
وصــحبه كلهــم والسـالكين علـى
قــويم نهــج ســناه لاح واتضـحا
واختـم بخيـر لمـن يدعو لناظمها
بحســن عاقبــة مـا صـادح صـدحا
محمد بن إسماعيل بن عمر المكي، ثم المصري المعروف بشهاب الدين.أديب؛ من الكتاب، له شعر، ولد بمكة، وانتقل إلى مصر، فنشأ بالقاهرة، وأولع بالأغاني وألحانها. وساعد في تحرير جريدة (الوقائع المصرية) وتولى تصحيح ما يطبع من الكتب في مطبعة بولاق. واتصل بعباس الأول (الخديوي) فلازمه في إقامته وسفره. ثم انقطع للدرس والتأليف، وتوفي بالقاهرةصنف (سفينة الملك ونفيسة الفلك-ط) في الموسيقى والأغاني العربية، ورسالة في (التوحيد) وجمع (ديوان شعر-ط).