
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أمـا ولحـوم الضـان مـن غنم الحمر
وكثرتهـا فـي العيد من موسم النحر
ومــن دهنهــا كــأس يلــذ لشـارب
إليـه اشتياقي لا إلى الكأس والخمر
وناعمهــا أيضــاً السـمين وهبرهـا
ومطبوخهــا أيضـاً المنضـج بـالجمر
لليلــة أحظــا بالكنافــة إنهــا
هـي الليلـة الغراء عندي من الدهر
ولـم أنس إذ جاءت على الصدر تنجلي
وقـد فاح منها السمن كالند والعطر
ولاح سـنا القشـطاء مـن جوفهـا كما
يلـوح لنـا الـبرق المبشـر بالقطر
دنـــت وتـــدلت للجيــاع فــوجهت
إليهــا الأيـادي كالمثقفـة السـمر
وحكمـت الطعنـات فـي القلـب إنهـا
لأعجـل فـي قبـض النفـوس مـن الصدر
ومـــا برحـــت للآكليــن مراتعــاً
جوانبهـا حـتى اسـتحالت إلى القفر
فراحـت إلـى الفتـات كي تستجير من
خواشــيق ســلت كالمهنــدة البـتر
فجـاءت لنـا الفتـات تبغـي نزالنا
وللجـار حـق الجـار بالسـر والجهر
ومنســف بارزنــاه بـاللحم مترعـاً
كــبرجٍ تســامى للتحصــن بالحصــر
فنقبـــت الأيـــدي جــوانبه إلــى
أن انـدك مـن بعـد التشامخ والكبر
حملنـا علـى الأشـكال مـن كـل وجهة
فقهقرنــا جيــش المآكــل للكســر
فرينـا المحاشـي والقبـوات بعـدها
وقـدنا لشـيخ المغشي بالقهر والأسر
وقصـرنا القـرع الطويـل عـن الوغى
بطرقــة أســنان أحــد مـن الجمـر
ويبرقنـــا بالصــحن قــل عديــده
بكســرته قــد كـان يعلـن بـالفخر
وعـاد بيـاض الـرز والنقـع ثـائراً
دجنـة داج غـاب فيهـا سـنا الفجـر
وكبتنــــا بالشـــاكرية أردفـــت
وقـد زلزلـت يا صاح من جانب الصدر
وخاروفنــا قــد خـر يبـدي ضـلوعه
وقد كان مثل الدن في العظم والكبر
ملأنــا سـجون البطـن منهـا وحبـذا
لعمـري مـا جئنـاه بالفتـح والنصر
أدم يـا إلهـي هـذه الحـرب بيننـا
لنوليـك مـن حسـن المحامـد والشكر
ومكــن مـن عنـق الخواريـف أيـدنا
لتقـوي علـى ففـري الترائب والنحر
وأبعـد عنـا اللفـت والجـزر الـذي
أتـى النهي من بقراط عنه كمن يدري
ولا سـيما الملفـوف مـن يـورث الأذى
ويفتــح بــالتنفيس زمامـة الـدبر
مصطفى زين الدين الحمصي.شاعر من أهل حمص، مولده ووفاته فيها. برع في الأدب والموسيقى. وكان حسن الصوت وسافر إلى الأستانة والحجاز ومصر.شعره رقيق في الغزل والمدائح النبوية. وإنما اشتهر بمعارضاته لمعاصره الهلالي (محمد بن هلال) وكان كلما نظم الهلالي قصيدة أو موشحاً في مدح أحد الولاة أو الأعيان عارضه صاحب الترجمة بقافيته ووزنه وأكثر ألفاظه، وجعله في وصف الطعام، حتى عرف بالجوعان وجمعت معارضاته هذه في كتاب (تذكرة الغافل عن استحضار المآكل -ط).