
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أخـا النصـح دع لـومي وطول عتابي
فقــد آن أن أُرضـى النهـى بمتـابِ
مضـى زمـن أقلعـتُ فيـه عـن الحجا
وصــوبت رأيــاً كــان غيـر صـواب
كذا المرء في عهد الشباب أخو هوى
شــديدُ نــزوعٍ مــن هــوىً وشـباب
وقــد يطـأ المـرءُ الأسـنة مكرهـا
ويركــب عنــد اليــأس شـرَّ ركـاب
المجـــــد المؤثـــــل خففــــى
سـهامك عـن قلـبي فحسـبي مـا بـي
هلــمَّ نــدافع جهـدنا عـن بلادنـا
دفـــاعَ كمــاة أو ضــراغم غــاب
كــذلكم الرئبــال تعــروه سـورةٌ
إذا احتُــلَّ يومــاً خيســه بـذئاب
ومــن فقــد اسـتقلاله عـاش هيّنـا
يســام صــنوفاً مــن أذىً وعــذاب
هلـمَّ نخـض غمـر الصعاب إلى العلى
ونفــرق مــن الإِقــدام كـل عبـاب
عسـى يسـعد الجـد الـذي مال نجمه
وتشــرق شــمس المجـد بعـد غيـاب
ألــم نــك كاليونـان أهلاً لمجلـس
يــدافع عنــا عنــد كــل مصــاب
ألم نك كالبلغار والصرب في الحجا
وأخصـــب منهــم اخضــرار جنــاب
ألـم نـك أرقـى مـن ممالك لم تقم
لــــدأبٍ ولــــم تهمـــم لأيّ طلاب
أليســـت بلاد النيـــل أوَّل أمــةٍ
أمــاطت عــن العرفـان كـل نقـاب
علــــومٌ وأخلاقٌ وفضــــلٌ وهمـــةٌ
وتــــذليلُ أوعـــارٍ ودكُّ صـــعاب
فحتــام ذيــاك العميــد ينوشـنا
بناجـــذ ســـرحان وظفــر عقــاب
رمـى نسـوة الإسـلام بـالعجز عامداً
وقــد ودَّ أن ينزعــن كــل حجــاب
وفـي كـل يـوم نُبتلـى مـن يراعـه
بأفــك اذا عُــدَّ العجــابُ عجــاب
فطــوراً يعادينــا بتقريـر كاشـح
وطــوراً يناوينــا بنشــر كتــاب
ويــا ليتــه ردَّ الــدليل بمثلـه
وخفَّـــض مــن طعــن لــه وضــراب
إذا عجـز المقهـور عـن قهـر خصمه
لـدى البطـش لـم يلجـأ لغير سباب
مضــى شـاكياً ضـعفاً عـراه ومهجـة
علــى قــرب توديــع ووشـك ذهـاب
فمـا بـاله قـد قـام بعـد ممـاته
يعـــضّ قلــوب المســلمين بنــاب
ألا أيهـا الشـيخ الـذي شـاب رأسه
فســـوَّدهُ مـــن ظلمـــه بخضـــاب
دع الافــك لا تركــن اليـه فانمـا
عقــاب الــذي يجنيــه شـرُّ عقـاب
قمــتَ بـوادي النيـل حـتى سـقيته
مـــرارة صـــبر لا يطــاق وصــاب
وغـادرته يشـكو إلـى اللَـه مـابه
وينــزو بقلــبٍ مــن أذاك مــذاب
دعــا ربــه حــتى أجــاب دعـاءَه
وقــد كــان قبلاً فيـك غيـر مجـاب
فســيان سـخط فـي كتابـك أو رضـى
إذا كــان ترحــال بغيــر إيــاب
حسـبناك نسـراً قـد هممنـا بزجـره
إذا بــك يــوم الـبين شـرُّ غـراب
خرجــتَ علــى رغــم وكـان تشـفياً
دعــاء الــورى ربِّ ارمــه بشـهاب
ولونـــك مصـــفرٌ ورأســك مطــرقٌ
وطرفـــك محســـورٌ ووجهــك كــاب
وعينــك تبكــي عـرش ملـك نُزعتـهُ
وترنـــو لنيـــلٍ مــترعٍ وهضــاب
نـآى النيـل حـتى صـرت أشوق مولع
إلــى رشــفاتٍ مــن لمــاه عِـذاب
وســاءك نــأي القصـر وهـو مشـيد
علـــى هضـــباتٍ غضـــةٍ وروابــي
ثــويت بــه تختــال بيـن خمـائل
وبيـــن عـــراصٍ شســـع ورحـــاب
فصـــار كحلــم أو كــآل حســبته
مــن الجهـل مـاءً أو كلمـع سـراب
ومـــرَّت ليــالٍ لا تعــود كأنهــا
ســـنوح شــبابٍ أو مــرور ســحاب
تمـنُّ علـى النيـل السـعيد بـثروة
وهـل كنـت فـي واديـه غيـر مـراب
عــذرتك إن بــرَّدت نــارك بالـذي
تلفقـــه مـــن خطبـــةٍ وخطـــاب
وإن قلـت لـي كيـف اطرحـت مدائحي
أكنــت تمــارى عنــدها وتحــابى
أجبتــك لــي ديـن أثـار عـواطفي
وهيَّــج مــن قــوم عليــك غضــاب
ولا خيــر فيمــن لا يثــور لـدينه
ولــو بيــن أســياف ووخـز حـراب
بنـى مصـر خلـوا كـل شـيخ مذبـذبٍ
لــه نحــو إيقـاظ الحقـود تصـاب
ولا تقــرأوا صـحف الضـلال وشـهروا
بهــا بيــن أخــدان لكـم وصـحاب
وأمـوا حمـى العبـاس يعطـف عليكم
بقلــــب غيــــورٍ للتخـــاذل آب
مليــك لـدى أهـل السياسـة مصـدر
لكـــل ســـؤالٍ أو لكـــل جــواب
فــان لــم ينـاقش خصـمه فلحكمـة
يـــؤخره عمـــداً ليـــوم حســاب
أيـا واحد الدنيا عُلِ القوم تغتنم
أجـــلَّ جــزاءٍ فــي أبــرّ ثــواب
ورحمــاك يـا عبـاس ممـن قيـودهم
أحـــاطت بأعنــاق لنــا ورقــاب
كفـاك مـن ابـن النيـل في كل شدةٍ
اذا قــال مــن ضـيمٍ اليـك مـآبي
أحمد نسيم بن عثمان بك محمد.شاعر مصري.ولد وتعلم وتوفي بالقاهرة، كان يلقب بشاعر الحزب الوطني، في شعره جودة ورقة.وكان موظفاً في دار الكتب المصرية إلى أن توفي.له (ديوان شعر -ط) جزآن، و(وطنيات أحمد نسيم -ط) جزآن، وهو مجموع مقالات له نشرها في الصحف المصرية.