
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
صـدقت الغـواني لسـت ممـن يشبب
ولا انــا مشــغوف بهــن فأنسـبُ
خليــق بمثلـى أن يغـوص بفكـره
علــى أدب يحلــو لمــن يتـأدب
رأيـت بـوادي النيل بالامس زينة
يــروق لعينـي ضـوءها المتشـعب
تجلــت علـى مصـر فضـاء ظلامهـا
ولا حـت فلم يلبث على الأرض غيهب
ريـاض أضـاؤوها فـانيَّ تسـر بها
تجـد سُرجا فيها الذبال المكهرب
ولــم يـك بالاسـلاك نـار وانمـا
ســرى ســالب للكهربـاء ومـوجب
أنـارت بهـا الارجـاء حتى كانما
بهــا فَلــك بــالنيرات مكـوكب
فمــن أخضــرٍ زاهٍ وأبيـضَ ناصـع
ومـن اصـفرٍ يـذكو وأحمـرَ يلهـب
وجــدول مــاء لا يشــاب صـفاءُه
يحـاكي أجـش المـزن أو هو أعذب
كـأن النجـوم السـاطعات بقـاعه
لآلــئ لا تقنــي ولا هــي تثقــب
كـأن شـماع الضـوء فـي صـفحاته
سـبائك بيـن المـاء تطفو وترسب
وفـي الأرض زُهـر من حسان وفوقها
نظــائر مـن زُهـر اليهـن تجـذب
رأيـت السـهام الصـاعدات كأنها
أفـاع لهـا في الجو مسرى ومسرب
افــاع تمـج المشـرقات بطونهـا
فتشـرق حينـا فـي الفضاء وتغرب
تخـال الـدجى منها دخاناً مخيماً
بــه شــررٌ ممــا تنـاثر أصـهب
اذا انتـثرت حمراءَ بيضاءَ خلتها
يـواقيت يغشـاها الجمان المحبب
تعـالت علـى بعض فصارت كما ترى
فريقيــن منهــا مصــعر ومصـوب
سـهامٌ تشـق الليـل حمـرٌ كأنهـا
قنــا بــدماء الـدارعين مخضـب
كـأن الـدياجي وهـي مارقـة بها
طيــالس رهبــان تشــق وتــرأب
فـاين بـن عمـران الذي يذكرونه
عسـاه يرى في السحر ما هو أعجب
يمينا برب البيت لو عاد لم تكن
بشـــيء عجـــاب حيــة تتقلــب
فقـر اخرجـوا للنـاظرين أساودا
من النار تسعى في الفضاء وتصخب
فطـورا لهـا برق من الزهر صادق
وطـوراً لهـا بـرق من النور خلب
وكـم مـن هلال لاح والليـل مظلـم
كمـا اسـتل بين النقع عضب مشطب
وقـوس بـدت للنـاظرين كمـا بدا
علـى لبـة الحسـناء طـوق مـذهب
وكـم مـن فضاء في الخميلة زانه
خبــاء لترويــح النفـوس مطنـب
وكـم مـن وقـوف حـول كـل منصـة
عليهـا رخيـم الصوت يشدو فيطرب
ريـاض يحار الفكر في كنه وصفها
فمـا انا مهما أبدع الوصف مطنب
وقـد حـار فكـري فـي ركاب تحفه
عتــاق دقيقــات القـوائم شـزب
جيــاد كاسـراب النعـام صـوافن
اذا مـا جـرى منهـا أقـب ومقرَب
تهـادت تشق الليل والناس حولها
صــفوف صــفوف كالــدبى يتـألب
فخلت الدجى بحراً به الفلك موكب
وهــذي البرايــا لجــة تتضـرب
أحمد نسيم بن عثمان بك محمد.شاعر مصري.ولد وتعلم وتوفي بالقاهرة، كان يلقب بشاعر الحزب الوطني، في شعره جودة ورقة.وكان موظفاً في دار الكتب المصرية إلى أن توفي.له (ديوان شعر -ط) جزآن، و(وطنيات أحمد نسيم -ط) جزآن، وهو مجموع مقالات له نشرها في الصحف المصرية.