
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أميمـة ليـس المجـد بـالمطلب السهل
لئن لمتنــي جهلاً فحاشــاي مـن جهـلِ
أقــلّ الـذي ألقـاه فيـه مـن الأسـى
عـــداء ذوي حقــد وكيــد ذوي غــلّ
ومــا النــاس الا مـا عرفـتِ وفيهُّـم
خفــيّ مــدبّ الكيــد كـالارقم الصـلّ
ولــولاك مــا علّمــت نفســي صـبرها
ولا صـنتها شـأن المـروع عـن القتـل
ولا ســـرت الا تحـــت نقـــع كــأنه
غمــام اذا استســقى توكـف بالنبـل
وبيــض اذا اســتلت رأيــت متونهـا
تـألّق مثـل الـبرق مـن جـودة الصقل
بقـوم اذا هـزوا الظبا صدعوا الدجى
وشــقوا جيوشـاً مـن حنادسـه العُـزل
كفـاك فـتى لـم تقبـل الضـيم نفسـه
ولمــا يقــف بيـن المهانـة والـذل
أخــو مهجــة لا تسـتخف بهـا الـدمى
فيصــبح مشــغوفاً بعفــراءَ أو جُمـل
ولا تـــامه وجـــد ولا شـــفه جــوى
ولا بـات مسـلوب الفـؤاد مـن التبـل
أجـــد فيثنينــي الزمــان بهزلــه
ويـا بـؤس جـد قـد تنـاهى إلـى هزل
الـى أن لـوت مـن ذلـك الدهر أخدعى
يــد جــذبت ضـبعي بسـاعدها العبـل
تســاقط أحـداث الليـالي ولـم تـزل
ســحابتها وكفــاء دائمــة الهطــل
نــوائب لــو يهمــى علــيّ رذاذهـا
لهــان ولكــنّ البليــة فـي الوبـل
هو الرزق لو يجري على العلم والحجى
لأصـبح أثـرى العـالمين أخـو العقـل
وعاذلــــةٍ تبغــــى جلاء حوالــــك
عواقبهــا عــن كــل كارثــة تجلـى
فلا تعـــذليني يــا أميــم فانمــا
فــؤادي لا يجــديه شـيء مـن العـذل
كفــا بــيَ همّــاً لــو تقسـم بعضـه
وكـان علـى رضـوى لنـاءَ مـن الثقـل
ولا تســـأليني صــنع كفــيَ بعــدما
شــغلت بتـأنيب القضـاء عـن الشـغل
ســلى ابــن ابراهيــم فهـو سـميدع
خــبير بحــالات الســماحة والبــذل
ولا تشــــتكي الا اليــــه فــــانه
حليــف مــروآت يواســيك أو يســلى
فــتى حـاز فـي سـن الشـباب مهابـة
فكيـف بـه لـو بـان عـن أشـيب كهـل
مـن الغـر أعلـو قبـة الجود بعد ما
تهـاوت مبانيهـا مـن الشـح والبخـل
بــدوا فــي سـماء المكرمـات أهلـة
فضـاءت بهـم فـي الليل حالكة السبل
غنيــت بــه عــن كـل قربـى وشـيجة
ورب يــد ســمحاء أغنــت عـن الأهـل
فـتى النـثر لـو أرخـى عنـان يراعه
تمــايلت الأعنــاق بـالمحكم الجـدل
وإن شــد أســباب القريــض تكفــأت
حيـاءً فحـول الشـعر مـن شعره الجزل
فيـا ابـن الـذي طـار الفخار بصيته
وحلــق فــي جــو المـروءة والفضـل
عرفنــاه لا عــن رؤيــة عرضـت لنـا
ولكــنَّ ليــث الغـاب يعـرف بالشـبل
دللــت علــى غــرس تســامت فروعـه
ويــا حبــذا فـرع يـدل علـى الأصـل
يعـــدُّ الفـــتى أحســابه لتزيــده
ويغنيـك عنهـا قـولهم معـرق الفحـل
كــذاك سـيوف الهنـد تشـهر باسـمها
وتعـرف مـن مـاء الفرنـد على النصل
وراءك يجــري الحاســدون ليــدركوا
علاك فتســـتحي فتمشــي علــى مهــل
أمـــانيُّ قـــوم طـــاولوك ســفاهة
كمـا طـاول النجـمُ السحوقَ من النخل
أسـرت قلـوب الخلـق بـالبر والنـدى
كمـا أسـرتها الغيـد بـالاعين النجل
فلــو عــدل المقـدار أعطـاك حكمـه
وشــاطرك الســلطان عـن قسـمة عـدل
ودســت هــوادي المــالكين وهـامهم
بصـــافنةٍ خُـــزرِ ومقربـــةٍ قُبـــل
تــداركت جمــع الفضـل بعـد شـتاته
فلــولاك عـاش الفضـل منصـدع الشـمل
وشـــام هلال الافـــق مجـــد ســميّه
فأوشـك أن يهـوى إلـى مـوطئ النعـل
تقــوَّس مــا بيــن النجــوم كــأَنه
يعيـش الليـالي باحثـاً لـك عـن مثل
خرجــتُ إلــى الــدنيا وعيسـيَ شـرَّدٌ
درأت بهــا فـي رحـب جانبـك السـهل
ســـوائر ســـواهن فكــري وخــاطري
لجــوب الفيــافي كالمعبـدة الـبزل
وخلفــت قومــاً ليـس يهمـى جهـامهم
ولـــذت بمســكوت العــوارف منهــل
معاشــر جـادوا باللسـان ومـا بهـم
أخــو نجـدات يتبـع القـول بالفعـل
اذا أنــا شــيدت القـوافي بمـدحهم
هـوت مثلمـا يهوى البناء على الرمل
لهــم نســب إن رمــت مــد حبــاله
نســلت خيوطــاً غيـر محكمـة الفتـل
هــمُ ســودوا وجـه العطايـا بمنهـم
وهـم كـدروا صـفو المكـارم بالمطـل
ومــا أســفى الا علــى مــدح معشـر
خلائقهـمِ شـيدت علـى الميـن والبطـل
فلا تعطهـــم شــعري وأنــت كفيلــه
يمينـا ولـو جشـمت عزمـك مـن أجلـي
ولا تجعلنهـــم ينهشـــون قصـــائدي
بحـــد نيــوب لا أبــا لهــمُ عُصــل
جــرى ضــحلهم حــتى ســئمت عبـوره
ومــن يلـق غمـرا لا يهـم إلـى ضـحل
أحــاطت بنـا نعمـاك والـدهر مجـدب
إحاطــة رســغ بالســوار أو الحجـل
وألبسـتني ثوبـاً مـن العـرف معلمـا
جــررت بـه ذيـل الفخـار علـى رسـل
ومثلــك يعطــى الألــف وهـو يظنهـا
ســحابة رفــد لا تعــد مــن الطــل
وليـــس عجيبــاً أن تمــنَّ بمثلهــا
ويمنـاك مثـل الغيـث كشـافة المحـل
يميــن بهــا مفتــاح كــل عســيرة
ويســرى بهـا إقليـد عاصـية القفـل
تفتــح هــذي بابــة اروقـة الغنـى
وتوصـــد هــذي بــاب أفنيــة الأزل
مــديحك عنــدي مــن فراضــيَ الـتي
تقــام ومـدح العـالمين مـن النفـل
ولــي فيــك ملـئ الخـافقين أوانـس
يتهــن علـى الغيـد الأوانـس بالـدل
كــواعب لــو ذاق الأديــب رضــابها
لمـا اسـتعذب الأريَ الجنـيَّ من النحل
مشــت تتهــادى نحــة بيــت محمــد
لتســكن مـن بيـت المحامـد فـي ظـل
أراك لهــا كفــؤاً ولــولاك أصــبحت
دمــى عانســات لا تــزف إلــى بعـل
عــدمت بنــاتي وارتضــيت بوأدهــا
إذا لــم أجــد أكفـاءَهن أو العضـل
قريــــض تمنتـــه الحســـان قلائداً
يــزنَّ بهــا أجيــادهن لـدى العطـل
أبــا أحمــد لا زال شــعريَ فيكمــا
يضــوع مــدى الأيـام بـالأب والنجـل
وليـس عجيبـاً ان نـراك أبـا الحجـى
ونبصـــره رب النجابـــة والنبـــل
لقـد نـال حظـاً مـن معاليـك وافيـا
وسـوف يـرى فـي فضـله وافـيَ الكفـل
فـــان يـــك طفلاً لا يميـــز فــانه
كـــبير علاء مجــده ليــس بالطفــل
زكــا بــك نســل أحمـدٌ عـرف طيبـه
فبــوركت مــن زال وبـورك مـن نسـل
ولا زال محمـــود النقيبــة طالعــاً
هلالا بآفــاق العلــى حســن الفــأل
ودونــك شــعرا شــرف اللَــه قـدره
بــأن جعـل الانشـاد فـي مجمـع حفـل
أحمد نسيم بن عثمان بك محمد.شاعر مصري.ولد وتعلم وتوفي بالقاهرة، كان يلقب بشاعر الحزب الوطني، في شعره جودة ورقة.وكان موظفاً في دار الكتب المصرية إلى أن توفي.له (ديوان شعر -ط) جزآن، و(وطنيات أحمد نسيم -ط) جزآن، وهو مجموع مقالات له نشرها في الصحف المصرية.