
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قلــبٌ بحــب الغانيــات طــروب
إن شـــفه وجــدٌ يكــاد يــذوبُ
مــا بــاعه يومـاً حـبيبٌ راحـل
عـــن لبـــه الاشـــراه حــبيب
فكأنمـا الغيـد احتللـن صـميمه
وكــــانه واد لهــــن خصـــيب
ذاتَ القــوام وحســب قـدك انـه
غصــن كمـا شـاء النسـيم رطيـب
للحســن فيــك سـريرة لا تنتهـي
الا اذا هـــزم الشــباب مشــيب
حُجـب الـدجى لمـا سـدلت شـبيهه
فكــأن ليلــى فرعــك الغربيـب
كيـف الفـرار مـن الغرام وحكمهُ
بيــد القضــاء مســطر مكتــوب
مـا للحـبيب علـيَّ فيه من الدجى
واشٍ ومــن زهــر النجـوم رقيـب
حــتى كـأن الليـل مثلـي عاشـق
وســـواده ممــا عــراه شــحوب
قــل للمــؤنب ان يكــفَّ فربمـا
أغرى القلوبَ على الهوى التأنيب
مـا انفـك ينصـح لي ولستُ بمرعوٍ
مــا دام نصـح العـاذلين يريـب
عرفـوا هـواي فـأكثروا تثريبهم
والحــب ليــس يقلُّــه التـثريب
خـوض الردى من أن يكون لهم معي
فـي مـن أحـب مـدى الحياة نصيب
مـن ذاق آلام الهـوى قـال الهوى
نــار يــراد بحرِّهــا التعـذيب
وجــد كبـأس الـدهر روَّع مهجـتي
والــدهر مــن حنـق علـيّ غضـوب
هـي مهجـة تبغـي المجـرة مشرعاً
لا همهــا المــأكول والمشــروب
مـالي أرى الـدنيا كنهـر مـترع
والظـــل معكــوس بــه مقلــوب
أنــا مثـل حسـان يثـاب بأحمـد
واللَـه عنـه علـى الثنـاء يثيب
هـدِيت اليـه النفـس بعد عنائها
كــالروض يهـدينا اليـه الطيـب
فنظمــت تهنئة الوكيــل ومعجـز
نظمــي لآلــئ مــا لهــن ثقـوب
فـافخر أريـب النيل وازهَ بمنصب
مــا زانــه يومـاً سـواك أريـب
بلغــت بـك الآداب أبعـدَ شـأوها
وســما بـك العرفـان والتهـذيب
جبــت البلاد حزونهــا وسـهولها
مـا بيـن فكـر فـي الغيوب يجوب
فـي أي أرض زرتهـا جثـم الـدجى
فــي ظـل وجـه عـن ذكـاءَ ينـوب
فكـــأنه ســـلطان زنــج أمَّــهُ
خاقــان تُــركٍ فهـو منـه هيـوب
خضــت الخضـم فكـان يمّـاً فـوقه
متلاطــم طلــق اليــدين وهــوب
بحـران بحـر بالفضـائل والنـدى
طـــامٍ وآخـــرُ زاخــرٌ يعبــوب
فـــي ذاك در تبتغيــه خريــدة
ولـــديك در يرتجيـــه أديـــب
لمــا تبــوأت السـفينة خلتهـا
خيســاً وأنـت القسـور المرهـوب
فلــك تمـر كأنهـا عهـد الصـبا
أو أدهــم يطــوي الفلا ســرحوب
أو شــامخ فــوق الميـاه مسـيّر
صـــنع الالـــه وإنــه لعجيــب
تعلــو وتهـوي كالعقـاب محلقـاً
ينتــابه التصــعيد والتصــويب
إن أدبـرت راعـت وإن هـي أقبلت
راقــت ومـرأى المنظريـن غريـب
فلــك إذا ســبحت فكفـك بحرهـا
وســنا علاك لواؤهــا المنصــوب
وضــياء وجنـك كـوكب تهـدى بـه
أو فرقـــد لا يعـــتريه مغيــب
حـتى رجعـت وقـد عجـزت عن الذي
يقضــي بـه التأهيـل والـترحيب
فلـو استطعت شرعت من حدق الورى
ســبلا تمــر بهــا وأنـت مهيـب
وجعلــت أفئدة العــداة كأنهـا
طـــرق تجـــوس خلالهـــا ودروب
ولـو امتلكـت النيـرات رصـفتها
حصــباء تغــدو فوقهــا وتـؤوب
عَـودٌ أعـاد لنـا الحياة وطيبها
فكأننــا مرضــي وأنــت طــبيب
واخضــرت الـدنيا وزان جمالهـا
ثـوب مـن البشـر الجزيـل قشـيب
وتعطــرت أرجــاء مصـر وجادهـا
مــن كفــك المتهلــل المسـكوب
واستبشـرت بـك مهجـة قـد سـرها
طيــب الايــاب وشخصـك المحبـوب
لـم ألـق قبل عداك قوماً أوهموا
أن العلاءَ مثـــــالب وعيــــوب
دغلــت صــدورهمُ لمــا أوتيتـه
وبــدت عليهــم فــترة وقطــوب
شـبوا حقـوداً لـم يطيقـوا حرها
فهـم الغـداة وقودهـا المشـبوب
وكـأنهم قـد وُسـّدوا نـاراً فلـم
تهـدأ لهـم عنـد الهجـوع جنـوب
لـك بينهـم وثبـاب أغلـبَ ضـيغم
ولهــم كاســراب النمـال دبيـب
هـم حـاولوا أن يحرجـوك فكادهم
صــدر كــترجيم الظنــون رحيـب
خفـي الصواب إذا استوى بك غِرُّهم
لا يســتوي ليــث العريـن وذيـب
قـد أطفـأ الرحمـن نـور حظوظهم
لمـــا تــألق حظــك الموهــوب
وأمـال قـائم أمرهـم فـي مـأزق
أودي بــه المهــزوم والمغلـوب
ولئن أردتَ نضـــالهم أصـــماهمُ
قلــمٌ بكفــك كالقضــاء يصــيب
هـو كالظبـا حـدّاً فتلـك خضـيبة
بــدمٍ وهــذا بالمــداد خضــيب
شـكت المقـادير المسـوقة خلفـه
لغبــا ولمــا يعتــوِره لغــوب
حـتى لقـد دهشـت أنـابيب القنا
ممـــا يســـطر ذلــك الأنبــوب
عُــودٌ مـن الفـردوس عنـد محبـه
ولــدى العــدوّ كــانه الهــوب
إنـي لأَعجـب كيـف لـم يـورق ولم
يزهــر وكفــك كالغمــام يصـوب
يكفيـك أنك في العلاء إلى السهى
وإلــى النجـوم وسـعدها منسـوب
أكـبرت عَـودك غيـر ملتفـت الـى
نـــاءٍ ســواك إيــابه مرقــوب
فسـهرت أنظـم فـي ثنـاك ليالياً
وأنــا بمــدحي فــي علاك طـروب
يكفيـك منـي فـي رحابـك شـاعراً
قــد زانـه التثقيـف والتـأديب
يبقـى لـك الـذكرَ الجميلَ وشعرُهُ
بفــم الزمــان وســمعهِ منهـوب
ولقـد صـدقتك في المديح وللورى
شــعراء أكــثر شــعرهم مكـذوب
أطريـك لا أبغـي النـوال وانمـا
مــرآك عنـدي المطمـح المطلـوب
لــك أن تقيـم بـأيّ مصـر شـئته
ولمــدحك التشــريق والتغريــب
مــدح يرتلــه الزمــان وأهلـه
ويقيــم فيهـم مـا أقـام عسـيب
أحمد نسيم بن عثمان بك محمد.شاعر مصري.ولد وتعلم وتوفي بالقاهرة، كان يلقب بشاعر الحزب الوطني، في شعره جودة ورقة.وكان موظفاً في دار الكتب المصرية إلى أن توفي.له (ديوان شعر -ط) جزآن، و(وطنيات أحمد نسيم -ط) جزآن، وهو مجموع مقالات له نشرها في الصحف المصرية.