
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أحاجيـك هـل كالعـدل النـاس مطلب
تهــش لــه نفــس المضـيم وتطـربُ
اذا غـاب عـن قـوم رأيـت قلـوبهم
تتــوق إلــى مــرآه أيـان يـذهب
فيـا عـدل مـا أسناك في عين ناظر
يضـيء بهـا مـن وجهـك الغـض كوكب
حللــت بـأرضٍ زارهـا يـوم زرتهـا
مـن الغيـث هطـالٌ بـه الجدب مخصب
ولــولاك فيهــا مـا تـألق بـدرها
ولا انجـاب مـن ليـل المظالم غيهب
ولـولاك في الدنيا استباحت لحومنا
ضـــباع يمزقـــن الجســوم وأذؤب
فمــن عجــب أن يجحـدوك وينكـروا
وجــودك فـي أرجائهـا وهـو أعجـب
وليــس نكيـراً أن يُـرى لـك جاحـد
بـــآلائك الحســنى عليــه يكــذّب
هـي الشـمس تبـدو للبصـير مضـيئة
ولكنهــا عـن أرمـد العيـن تحجـب
منحـت الـورى يـا عـدل عزّاً ومنعةً
فــأنت لــدينا مــا أقمـت محبـب
ولـو كنـت شخصـاً كنـت أولـى بسدةٍ
وأجــدر أن يحمــي ركابــك مـوكب
ومــا غـرَّ قـومَ الغـرب الا صـحائفٌ
لهـا الغـيُّ والبهتـان ديـن ومذهب
بــرئُ منهــا بعضــها غيـر جاهـل
ففيهــا ولــم أكـذب خـبيث وطيـب
شـــيخ مســن رام إشــعال ثــورة
يخـــوض لظاهــا والأســنة مركــب
ثـور كـأن لـم يقبـل الطعـن رأيه
ويرغــى إذا ضــلَّ السـبيل ويصـخب
كــم خــدع الأحـرار حـتى تـبينوا
فأضــحى وأمسـى وهـو أعـزل أجنـب
رفقــاً بــه حــتى يــثير بسـخطه
أشـداء إن يركب إلى الموت يركبوا
كيـــف يقـــود الآمنيــن لفتنــة
لهــا وجــه مصــرٍ يكفهـرُّ ويقطـب
صـــغائر فيهــا للغــبيّ دعابــة
يُسـرّ بهـا مـن شـاء يلهـو ويلعـب
ولـو كـان يـدري مـا عواقب أمرها
لبـات حسـير الطـرف يبكـي وينـدب
ومـا النـاس إلا اثنـان صـاحب همة
ينــال الــذي يبغـى وعـانٍ مخيـب
بنــى مصــرَ إيـاكم وكيـد عـدوها
فمــا هــو إلا الأرقــم المتقلــب
خـذوا مصـر من أيدي العدوّ لترتقي
ويعنـو لهـا بـالعلم شـرق ومغـرب
فلــو حلهـا أهـل الفسـاد لأصـبحت
بلاداً يفيّهـــا الفســـاد فتخــرب
وتمسـى كمـا كـانت ربوعـاً هضـيمةً
عليهـا وفيهـا أبقـع اللـون ينعب
وسـالت وهـاد الارض بالـدم يلتـوي
كرقـش لهـا فـي الارض مسـرى ومسرب
وفاضــت بأســراب العتـاق فهيكـل
علــى إثــره مثـل السـحوق مشـذب
هنالـك نحسـو المـرَّ مـن كـف ظالم
يــدور بكاســات الهــوان فنشـرب
وفيمـا مضـى مـن غابر الظلم عبرة
لقـــومٍ اذلتهــم عصــورٌ وأحقــب
نكــالٌ وجــورٌ وانتقــامُ وســخرةٌ
وهضـم حقـوق مـن يـد الشـعب تغصب
وقــد قبلــوا إمــا حيـاة بذلـة
وإمـا مماتـاً وهـو في اليأس يعذب
كــذلك يســتمرى المنـون وطعمهـا
إذا ركـب اليـأسَ المضـيمُ المعـذب
رويـداً رجـال الغـرب لسـت بنـاطق
جزافــا ولكنــي عـن الحـق معـرب
فلا تحرجــوا صـدر الحليـم بغيظـه
ولا تكفروا الحسنى فتردوا وتنكبوا
ولا تفعمــوا دلـو العـداء فربمـا
تخــون حبــال الــدلو لآو تتقضـّب
أحــب لقــومي كــل خيــر ونعمـة
وأرجــو لهـم أسـمى الـذي يُتطلـب
فـان عشـقوا هجـوا عشـقت مـديحهم
ورحــت ولـي آيٌ مـن الحمـد تكتـب
ومــن يجفنـي منهـم جزيـت جفـاءه
بـــودٍّ وهمــي قربــه لا التجنــب
علـى كـل حـال أحسـن اللـه حالهم
وجــاد مغـانيهم مـن الخيـر صـيّب
اذا قيـل لـي من أنت قلت أخو نهى
إلـى النيل يُعزى أو إلى مصر ينسب
أحمد نسيم بن عثمان بك محمد.شاعر مصري.ولد وتعلم وتوفي بالقاهرة، كان يلقب بشاعر الحزب الوطني، في شعره جودة ورقة.وكان موظفاً في دار الكتب المصرية إلى أن توفي.له (ديوان شعر -ط) جزآن، و(وطنيات أحمد نسيم -ط) جزآن، وهو مجموع مقالات له نشرها في الصحف المصرية.