
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هـل خُبِّرَ الركبُ ما بي ليلةَ اغتربوا
قلــب خَفــوق وجَفــن دمعــه ســَربُ
بانوا عن الدار لم يرعَوا لها ذمماً
ولا قضــَوها مـن التوديـع مـا يجـب
لـو سـلَّموا يوم راحوا ما أسال جوىً
ذوبَ القلـوب ولا أذكـى الجـوى لهـب
لكنهــم صــارحونا بـالقِلى ومضـَوا
علـى التجافي فكان البين وانسربوا
يـا ذائب القلـب خلف الظاعنين أسىً
خفِّــض عليـك فـأمر القـاطن العجـب
بلِّـغ أباظـة فـي الماضـين على نفر
مــن آلـه بعـده عـن نهجـه نَكبـوا
جـاروا علـى سُنة الشيخ الجليل بما
حلَّـوا من العهد والميثاق واقتضبوا
عهـدوا تواصـي علـى حسن الوَفاء به
فيمــن مضـى مـن بينـه مَعشـرٌ نُجُـب
كـانوا به ملءَ عين المجد إن نزلوا
وأسـدَ غيـل تـروع الـدهرَ إن ركبوا
تخشـى عيـونُ الليـالي أن تُلِـمَّ بهم
وحيــاً وتفــزع أن تلقـاهم الكـرَب
فاسـأل سـليمانَ هـل مـالت بـه ريَب
عــن سـيِّد إذ أمـالت غيـرَه الريـبُ
أيــام تعنـو وجـوه الماجـدين لـه
وتَعتلــي باســمه الألقـاب والرتـب
يلقـى أخـاه كمـا يلقـى أبـاه على
حــال بهــا يتبـاهى الخِيـم والأدب
لـم يطمع الدهر في التفريق بينهما
يومــاً ولا غيَّــرت قلبيهمـا النـوَب
فليــت شـِعريَ هـل سـرنا علـى سـبل
قـد أوضـحوها لنـا أم ضـلَّت النُجُـب
وهـل سـليمان يرضـى عـن بينه إلذا
شقوا عصا البيت بالعدوان وانشعبوا
سـَنّوا القطيعـة ظلمـاً بيـن إوتهـم
ولـم يُفيئوا إلـى قربـى ولا رقَبـوا
لـم يعتبوا حينما ظنوا العقوق بنا
ولـو أنـابوا إلى حكم النهى عتبوا
إن الكريــم إذا مـا اهتـاجه غضـب
لـم يُلـوه عـن طريـق الحكمة الغضب
اللَـه فـي الـودِّ والقربـى فإن لها
حقّـاً علـى النـاس جاءتنا به الكتب
أبـا سـليمان أدميـت القلـوبَ بمـا
لــم يــأت قبلــك عَــمٌّ صـالح وأب
فــاذكر صــنيعك بـالقربى سـنرقمه
علـى القلـوب ولـو طالت بنا الحقب
مـا زلـتَ عونـاً لمـن يرجوك منتخَباً
بحســن رأيـك فـي الشـورى فيُنتَخَـب
خــذلت أهلـك لـم تعطـف علـى نسـب
فــي نصــر قـوم ولا قربـى ولا نسـب
هــدمت مجــدك بـالكف الـتي رفعـت
مــالا يَشــيد لهــم جــاه ولا حسـب
أَن ســخَّروك لمــا رامــوه مـن أرَب
ومــالهم غيـرُ مـا يَهـوى بنـا أرَب
لــولاك مــا طمحـت أنظـار ذي أمـل
لِمــا نؤمّــل مــن أمــر ونرتقــب
أمـرٌ بنـا لـم يـزل أولـى ونحن له
أهـل إذ النـاس للشورى قد انتُدبوا
محمد بن عبد المطلب بن واصل.من أسرة أبي الخير، من جهينة.شاعر مصري، حسن الرصف، من الأدباء الخطباء. ولد في باصونة (من قرى جرجا بمصر) وتعلم في الأزهر بالقاهرة، وتخرج مدرساً، وشارك في الحركة الوطنية، بشعره ومقالاته وخطبه.وتوفي بالقاهرة.له (ديوان شعر ).وله:(تاريخ أدب اللغة العربية) ثلاثة أجزاء، و(كتاب الجولتين في آداب الدولتين) الأموية والعباسية، و(إعجاز القرآن) وروايتا (الزباء) و(ليلى العفيفة) كلها لا تزال محفوظة.