
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
رَكــبَ العزيــز بَعَثـتَ خَيـرَ ركـاب
مِــن مصــر تُزجيهــا لخيـر جنـابِ
تُجـري البخـار علـى القِفار وتارةً
تجريــه باســم اللَـه فـوق عُبـاب
مــن فــوق ناجيـة السـُرى محرسـةً
بـــاللَه يكلؤهــا مــن الأعطــاب
زهــراء صــافية الأديــم يُقلّهــا
حَيــزومُ نَســر فــي جَنــاح عُقـاب
ضــَمِنت لعبــاسٍ مــن الرحمـن فـي
أســـفاره زُلفـــى وحســـنَ مــآب
قصـدت بـه الـبيت الحـرام تحُثهـا
وَثَبــــات عــــزم للعلا وثّــــاب
فـاقترّ ثِغـر الـبيت حيـن بـدت له
شـــمس تعــالت مــن وراء حجــاب
فطلعــتَ فــي ركــب يزيــن جلالَـه
حُســـنُ الخضــوع لســيّد الأربــاب
تُرخـي شـعار المحرميـن علـى سـَنى
بـــدر تلألأ فـــي رقيـــق ســحاب
فاصــطفّ جنــد اللَــه تحـت هلالـه
يحــدوك فــي يُمــن وفــي تَرحـاب
تسـعى إلى الحرم المنيع وساحُه ال
كـــرمُ الرفيـــع ومنتهــى الآراب
تــدعو الإلــهَ وأنـت أكـبر خاضـع
نــادى الإلــه فكــان خيـرَ مُجـاب
فـي حضـرة تَنسـى الملـوك ببابهـا
شـــرفَ الجــدود وعــزّة الأنســاب
أنـــت بلاد النيـــل أوّلَ مقصـــِد
ســاءلتَ ربــك فيــه حُســنَ جـواب
للَـــه مــوردُك المناســكَ لابســاً
فيهـــا شـــعارَ الناســـك الأوّاب
عرفتــك فـي عرفـاتَ آيـاتُ الهـدى
فجـــرت عليــك مــواهب الوهّــاب
يُســدي عليــك اللَـه فـي عرفـاته
نِعَمــاً تــدوم علـى مـدى الأحقـاب
وقصــدت جمــع مِنــى حيـث المُنـى
بـــك أصــبحت موصــولةَ الأســباب
ورجعــت فــي ركـبي جلالـك سـائرا
بـــالمَحمِلين إلــى أعــز جنــاب
يُجــرى الإلــهُ نــدى يـديك لأهلـه
غَـــدَقا ويرزقهــم بغيــر حســاب
غيــث جـرى فسـقى الحجـاز وأهلَـه
يُمنــاً تــدفّق فــي رُبــىً وشـِعاب
ذكـروا بـك العبـاسَ في تقواه وال
مهديُّ في جَدواه والمأمون في الآداب
وإلـى إمـام المرسـلين بـك انبرت
نُجُــب تَغُــذّ الســيرَ فــي إرقـاب
لاحــتِ قبــابُ قُبــا لهـا فتـولّهت
للَــــه أيّ قبــــا وأي قِبــــاب
اللَــه أكــبر إذ بــدت انوراهـا
للركـــب بيـــن متــالع وهضــاب
يســعى أجــلّ المــالكين بصــحبه
لأجـــلّ مبعـــوث وخيـــر صـــحاب
فــي روضــة تقــف الملائك حولهـا
وببابهـــا فــي زُمــرة الحجــاب
وقَــف العزيـزُ بهـا وفـي أحشـائه
شــوقُ المحــب دنــا مـن الأحبـاب
فــي حلــة عربيــة فــاقت بهــا
حلـــلَ الملــوك ملابــس الأعــراب
يُهـــدي بــآداب الملــوك ســلامه
إن الملـــــوك قويمـــــة الآداب
يــدعو لمصـر بـأن يارهـا أحـرزت
فــي دولــة العَليــاء كـلّ نِصـاب
بلـــد عرفنـــاه يهيـــم بحبّــه
منــذُ الشــباب وقبـل عصـر شـباب
وهـو الغِيـاث لمصـر إن عبثـت بها
أيــدي ثعــالبَ فـي الـورى وذئاب
وهــو الـذي وقـف المواقـف كلهـا
فـي نصـر مصـرَ وقـوفَ ليـث الغـاب
يـــدعو ويرجـــو نصــرَها متبتَّلا
للَـــه بيــن القــبر والمحــراب
فعلـــى بنيهـــا أن يحـــلُ ولاؤه
منهـــم مـــع الأرواح والألبـــاب
ينــأى فتســبقه القلـوب خوافقـاً
وتحُفّــــه فــــي جيئة وذَهــــاب
أهلا بـــرب النيـــل زار محمــداً
والقبلـــتين وآب خيـــرَ إيـــاب
نَصــر الإلــه ودينَــه فغــدا لـه
نصـــر الإلـــه مفتّـــحَ الأبــواب
محمد بن عبد المطلب بن واصل.من أسرة أبي الخير، من جهينة.شاعر مصري، حسن الرصف، من الأدباء الخطباء. ولد في باصونة (من قرى جرجا بمصر) وتعلم في الأزهر بالقاهرة، وتخرج مدرساً، وشارك في الحركة الوطنية، بشعره ومقالاته وخطبه.وتوفي بالقاهرة.له (ديوان شعر ).وله:(تاريخ أدب اللغة العربية) ثلاثة أجزاء، و(كتاب الجولتين في آداب الدولتين) الأموية والعباسية، و(إعجاز القرآن) وروايتا (الزباء) و(ليلى العفيفة) كلها لا تزال محفوظة.