
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أعينِـيَ أيـن أدمعـك اللواتي
جريـن دماً غداة قضى اللواتي
أخٌ دميـــت لمهلكــه قلــوب
رماهــا نعيــه بالمصــميات
خبـا ذاك الضـياء غداة أورى
كمــا يخبـو ضـياء النيـرات
ومـال إلى الثرى علماً رفيعاً
أشــم الأنـف مرفـوع السـراة
فودعنــا جميـل الصـبر لمـا
تــأهب للرحيـل عـن الحيـاة
دعـاه إلـى الـردى قدرٌ متاح
أنـاخ بـه على الأجل المواتي
أهـاب بـه علـى غيـر انتظار
وعــاجله علـى غيـر التفـات
فأســلم نفســه والمـوت داءٌ
يقصــر دونــه نطــس الأسـاة
ومـن تحـد المنـون له ركابا
ترحــل غيـر منتظـر الحـداة
ركــاب إن جريــن إلـى مقـر
تخطــأ نهجــه سـبل النجـاة
وإن حلــت ظوامئهــا بــأرض
تــروث مــن دمـوع الثـاكلات
محمــد مـا لركبـك غيـر وانٍ
إلـى الأخـرى سـريع الهاديات
كــأن بشـائر الحنسـى أتتـه
فهـب إلـى السرى قبل السراة
إلـى ذاك الجناب الرحب تسعى
بــه نجــب المنيـة مسـرعات
جفــا دار البلاء وســاكنيها
إلـى دار الكرامـة والهبـات
رويــدك إن باكيـة المعـالي
تسـاجل فيـك تلـك الباكيـات
وأفئدة المعـارف مـن جواهـا
تسـيل مـع الـدموع الذارفات
وفـي دار العلـوم حنين ثكلى
يرجعـــه نشــيد المرثيــات
وشـر الخطـب ما فجع القوافي
فأرســـلها بــواكي معــولات
بكيــن محمــداً ودعــن فيـه
محامــد كالزمــان مخلــدات
ســقى طلابــه منهــا معينـاً
وألبســهم دورعــا ســابغات
وأورثهـم متـاع الخلـد منها
متــاع الباقيـات الصـالحات
ومـا تـرك الملعـم فـي بنيه
تراثــاً كـالتقى والمكرمـات
ومـا خلـدت بغير العلم ذكرى
وكـان العلـم خيـر الذكريات
بكيـن مكارمـاً ورثيـن مجـداً
ثـؤى تحت الثرى في المودعات
شـمائل كـان مجراهـا علينـا
كما يجري النسيم على النبات
فقـدنا فيـه أسـتاذاً عليمـاً
زكــى النفـس محمـود الأنـاة
سـلامٌ يـا بـن أحمـد كـل جمع
وإن طـال المقـام إلـى شتات
وأسـباب الحيـاة وإن تراخـت
بأهليهـــا مقضــبة الصــلات
ولكـن شـر مـا ينتـاب قومـاً
مفارقــة الأئمــة والهــداة
إذا مـات المعلـم فـي قبيـل
ثـووا بالجهـل فـي أرض موات
يــذل لعــز أمتــه ويفنــى
لتبقـى فـي الشعوب الخالدات
ويشـقى فـي سـعادتها لـترقى
بشــقوته علـى شـرف الحيـاة
هـو النور المبين عليه تسرى
إلـى وضـع العلا في الساريات
وروح تســـطع الأرواح منـــه
علـــى آبائهـــا والأمهــات
إذا ورد البنـون به المعالي
فمــدان التقـى ورد البنـات
فتســمع بــالمعلم كـل مـاضٍ
وتــدرك بــالمعلم كـل آتـي
وتبنـي فـي العلا أركـان مجد
علــى صـنع المعلـم مرسـيات
فمعــذرةٌ لمصــر إذا أرنــت
وقـامت بالأسـى بيـن البكـاة
عـزاءً أيهـا البلـد المفـدى
سـلمت مـن الـردى والمرزئات
محمد بن عبد المطلب بن واصل.من أسرة أبي الخير، من جهينة.شاعر مصري، حسن الرصف، من الأدباء الخطباء. ولد في باصونة (من قرى جرجا بمصر) وتعلم في الأزهر بالقاهرة، وتخرج مدرساً، وشارك في الحركة الوطنية، بشعره ومقالاته وخطبه.وتوفي بالقاهرة.له (ديوان شعر ).وله:(تاريخ أدب اللغة العربية) ثلاثة أجزاء، و(كتاب الجولتين في آداب الدولتين) الأموية والعباسية، و(إعجاز القرآن) وروايتا (الزباء) و(ليلى العفيفة) كلها لا تزال محفوظة.