
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أراه إلـى الصـبا رجَع الركابا
وراغ إلـى الهـوى لمـا أهابـا
دعــاه الحلـم فاستعصـى ولمـا
دعتـه الأعيـنُ النُجـل اسـتجابا
نصــبن بالإنكســار لـه شـباكاً
جعلـن مـن الـدلال لهـا نِصـابا
بعثـن مـن اللحـاظ لـه رسـولاً
يرتِّـــل ســحرهن لــه كتابــا
ومـن تكـن العيـونُ عليـه حربا
يلاق بهــا المثقَّفــة الحرابـا
ضــــلال أن يغـــالبَهن قلـــبٌ
إذا ذكــر الضـلال وَهـى فـذابا
مليــك بــالغرام لـه اعـتزاز
يُـذِل مـن الملـوك لـه الرقابا
إذا شــاء الجمــالُ عـذابَ صـبٍّ
يَلَــذّ علــى مشـيئته العـذابا
معذَّبــةَ الفــؤاد إلــك روحـي
أُقرِّبهـــا لعينيــك احتســابا
أخــذتِ لموجــات القلـب عهـداً
كتبـت علـى الفـؤاد بـه كتابا
ومــن أوفـى بعهـدك مـن فـؤاد
أذاب القلــبُ منـه مـا أذابـا
ومــن أوفــى بعهـدك مـن محـب
أجبــتِ العــاذلات ومـا أجابـا
فمـا أنـا بالمعـذَّل فـي غرامي
أقلـي اللـوم عـاذلَ والعتابـا
صـحوتُ عـن الصـبا عِفـتُ الأماني
فمــا كــانت بــه إلّا كِــذابا
ولـم أُطِـع النهـى غـدراً ولكـن
يلـذ الحـبَّ مـن وجَـد الشـبابا
ســلام للصــبا والعيــش فيــه
ملاعــبُ تأخـذ العمـر انتهابـا
إذ اللــذات لات حصــى علينــا
ولا نـــدري لعِـــدتها حســابا
ولا تعِــب المكــارم تجتنبهــا
وقـد أبـت المكـارم أن تعابـا
أفـق يـا بن الفناء فتلك دنيا
أبـــت لـــذّاتها إلّا تُشـــابا
ورِد شــِرَع السـعادة فـي أنـاس
علـى سـُبل الهدى شدّوا الركابا
أماجـدُ مـن بنـي مصر استجابوا
إلى الخيرات واحتسبوا الثوابا
فكــان الــبرُّ والتقـى مَراحـا
لهــم والفـوزُ بالحسـنى مآبـا
رضــوا بالمجـد والإسـلام دينـا
بــه طــابت نفوســهم وطابــا
وكــان المجـد غايـةَ كـل نفـسٍ
لحـب الخيـر قـد خُلقـت رغابـا
تراهــم بالمواســة اســتقلوا
رضـوا فيهـا المتاعب والصعابا
فكــم مهــدوا لمغـترِب سـبيلا
وكــم رفعــوا لمبـتئسٍ جنابـا
وكــم صـانوا كرامـةَ ذي إبـاء
وكــم صــاغوا لبائسـة حجابـا
وكـم مـدوا لـذي الحاجات راحا
تُســابق فـي تكرّمهـا السـحابا
وبيــتٍ أغلقتــه يـد الليـالي
لـه فتحـوا مـن الإحسـان بابـا
وكــم مـن مُرمـل خلعـوا عليـه
بأيــديهم مـن النعمـى ثيابـا
أولئك معشــر كرُمــوا نفوســاً
وفــي دَرَك العلا صــدقوا طِلابـا
محمد بن عبد المطلب بن واصل.من أسرة أبي الخير، من جهينة.شاعر مصري، حسن الرصف، من الأدباء الخطباء. ولد في باصونة (من قرى جرجا بمصر) وتعلم في الأزهر بالقاهرة، وتخرج مدرساً، وشارك في الحركة الوطنية، بشعره ومقالاته وخطبه.وتوفي بالقاهرة.له (ديوان شعر ).وله:(تاريخ أدب اللغة العربية) ثلاثة أجزاء، و(كتاب الجولتين في آداب الدولتين) الأموية والعباسية، و(إعجاز القرآن) وروايتا (الزباء) و(ليلى العفيفة) كلها لا تزال محفوظة.