
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إلامَ بنــا أيــدي النـواب تلعـب
وحتّــامَ فــي أهوالهــا نتقلــب
تُجرعنــا الأحــزانَ مُـرّاً مـذاقُها
وليــس لنـا مـن دون ذلـك مهـرَب
كـأن لـم يكـن للنائبات وقد نوت
بنـا الغـدرَ إلا ذِروةَ المجد مرقب
فقــامت تُراعينــا بعيـن مخـادِع
ســـريرتهُ عمــن يُخــادع تُحجَــب
تُرينـا صـفاءَ قلبَهـا وهي لم تزل
لبطــشٍ بنــا فــي سـرها تتـأهب
فلا تغـترر يومـاً إذا مـا تبسـّمت
تريـك ابتسام الثغر والطبع أغلب
أتـــأنس بالأيـــام وهــي روائع
وتـأمن مَكـرَ الـدهر والـدهر قلَّب
إذا هـو يومـاً بـالفتى مرّ مُحسِنا
يمــرّ بــه أمثــالَه وهـو مـذنِب
ألــم تــره فينـا يَريـش سـهامه
مواقعهــا تُـدمى القلـوبَ فتنـدَب
لـه مِخلـب يرتـاع من هوله الردى
وكـــفّ بـــألوان البلاء مخضـــّب
يلـوِّح فينـا بالمنايـا ومَـن لـه
عيـون المنايـا أومـأت أين يذهب
رأيـت المنايـا مـورِداً ليس دونه
ســـبيلٌ وكــلٌّ واردٌ ثــم يشــرب
ولـو كان مِن غَول المنون فتىً نجا
لمـا كـان أسـتاذُ المعـارف يُندَب
فها هو ذا يَمضي إلى الرمس مسرعاً
كمـا انقـضّ يهـوى للمغـارب كوكب
وكــان يُضــيء الـواديَين ضـياؤه
فلمـا ذوي عـاد السـنى وهو غَيهب
فأصــبح ينعــاه النـدى فتُجيبُـه
مــدارسُ علـمٍ دمعُهـا ليـس ينضـَب
بــأيّ أسـىً تبكيـه باكيـةُ العلا
وعـن أي دمـع أعيـنُ المجـد تسكُب
وهـذي عيـون العلـم تجـري صَبابَةً
عليــه وأطيــار المعـارف تنعَـب
وهــذي قلـوبُ أهـل مصـر يُـذيبها
عليــه جــوىً مــن حــره تتلهّـب
ففــي كـل قلـبٍ لَوعـةٌ جـدّ جِـدها
وفــي كــل عيــن وابــلٌ يتصـبّب
فقـد كـان فـي روض المعارف دوحةً
غـــدائرها مــن فــوقه تتشــعب
وهــا هـي ذي عنهـم تَقلَّـص ظلهـا
فحـق عليهـم أن ينوحـوا وينحَبوا
ومـا كـان ظنّ الناس قبل ارتحاله
بــأن سـنى شـمس المعـارف تُحجَـب
فهــل بعــده للعمـل نأمُـل عـزةً
وكيــف يعـز المـرء ليـس لـه أبُ
فلا كــان يــومٌ أرقلــت بعليّــه
ركــابُ المنايـا للمقـابر تـذهب
وبــاتت حسـان المكرُمـات بفقـده
أيــامي علـى وجـد تنـوح وتنـدُب
حسـانَ العلا مهلاً فمـا هـو قد ثوى
ولكنــه ســارٍ إلــى حيـث يَرغَـب
يجيـب نـداءَ الحـور فـي غرفاتها
ومـن قبـلُ قـد كـانت لـه تـترقب
فيـا جنـةً الفـردوس حيّـي مبارَكا
إليـكِ بـه يسـعى مـع الفوز موكِب
ويــا غُـرَفَ المـأوى لـه فتنظّـرِى
يطيــب بمـا يلقـى لـديك ويطـرَب
سـقى جـدثاً بيـن المقابر قد ثوى
بـه وابـلٌ مـن رحمـة اللَـه صـيّب
محمد بن عبد المطلب بن واصل.من أسرة أبي الخير، من جهينة.شاعر مصري، حسن الرصف، من الأدباء الخطباء. ولد في باصونة (من قرى جرجا بمصر) وتعلم في الأزهر بالقاهرة، وتخرج مدرساً، وشارك في الحركة الوطنية، بشعره ومقالاته وخطبه.وتوفي بالقاهرة.له (ديوان شعر ).وله:(تاريخ أدب اللغة العربية) ثلاثة أجزاء، و(كتاب الجولتين في آداب الدولتين) الأموية والعباسية، و(إعجاز القرآن) وروايتا (الزباء) و(ليلى العفيفة) كلها لا تزال محفوظة.